السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :
فقد كنت أقرأ فى السلسلة الضعيفة للعلامة الألبانى عليه سحائب الرحمات ، فأستوقفنى الحديث رقم (97) و هو حديث :" إن الله يحب الشاب التائب ".
أكتفى فيه الشيخ رحمه الله بنقل كلام العراقى فى "تخريج الاحياء " فقال :
قال العراقي في " التخريج " ( 4 / 4 - 5 ) : رواه ابن أبي الدنيا في " التوبة "
و أبو الشيخ في كتاب " الثواب " من حديث أنس بسند ضعيف .
فقررت أن أبحث عن هذا الحديث ، ثم وجدته أثناء قيامى بنسخ مخطوطة زهر الفردوس ، و عليها عملت ذلك البحث المتواضع :
حديث : "ان الله يحب الشاب التائب ".
حديث منكر
أخرجه ابن أبى الدنيا فى التوبة (184) و قال : حدثنا الحكم بن موسى ، ثنا غسان بن عبيد ، عن أبى عاتكة عن أنس مرفوعا .
قلت : و فيه غسان بن عبيد الأزدى و هو ضعيف ، و أبى عاتكة و هو طريف بن سلمان الكوفى و هو منكر الحديث يروى عن أنس ما لا يتابع عليه .
مخطوطة زهر الفردوس لابن حجر (ج 1 / ق 239)
قال أبو الشيخ فى الثواب : حدثنا اسحاق بن محمد القارىء ( كذا فى زهر الفردوس ، و الصواب أنه اسحاق بن أحمد ، و لم أجد له ترجمة ) ، حدثنا حفص بن عمر المهرقاني ، حدثنا الوليد بن ..... (هذا الأسم لم أتبينه و لعله حبيب )، ح ، و قال الحسن بن سفيان فى مسنده و قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار حدثنا المعافى كلاهما عن اليمان بن المغيرة أبى حذيفة عن أبى الأبيض عن حذيفةقال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :( ان الله يحب الشاب التائب ) ، ذكره أبو الشيخ تعليقا عنه.
( وجدت صعوبة فى قراءة اسناد الحسن بن سفيان فىمخطوطة زهر الفردوس ، و لكننى وقفت عليه لحديث آخر ، أخرجه البيهقي فى شعب الايمان (ج 7 / ص231 / رقم 10121) و قال :
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا محمد بن حمدان أنا الحسن بن سفيان نا محمد بن عبد الله بن عمار نا المعافي عن اليمان بن المغيرة نا أبو الأبيض المدني عن حذيفة أنه قال : إن أقر أيامي لعيني يوم أرجع إلى أهلي و هم يشكون إلي الحاجة و الذي نفس حذيفة بيده سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
إن الله ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الوالد ولده بخبر و إن أقر أيامي لعيني يوم أدخل على أهلي فيشكون إلي الحاجة " فالحمد لله على توفيقه ) .
قلت : اليمان بن المغيرة العنزي ضعيف منكر الحديث .
و أبو الأبيض المدنى ، لا يعرف .
خلاصة الحكم : الحديث عن أنس و حذيفة رضى الله عنهما منكرلا يصح .