تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: تخريج حديث لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ أَسْرَعُ انْقِلَابًا مِنَ الْقِدْرِ , إِذَا اسْتَجْمَ

  1. #1

    افتراضي تخريج حديث لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ أَسْرَعُ انْقِلَابًا مِنَ الْقِدْرِ , إِذَا اسْتَجْمَ

    الْإِبَانَةُ الْكُبْرَى لِابْنِ بَطَّةَ >> بَابُ إِعْلَامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّتَهُ أَمْرَ الْفِتَنِ الْجَارِيَةِ >>
    750 حَدَّثَنَا الْقَاضِي الْمَحَامِلِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ هَانِئٍ النَّيْسَابُورِ يُّ , قَالَا : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ , وَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعَدَةَ الْأَصْبَهَانِي ُّ قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكِسَائِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ , وَحَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي الْعَقِبِ بِدِمَشْقَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو النَّصْرِيُّ الدِّمَشْقِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ , أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ , حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ الْكِنْدِيِّ , قَالَ : جَاءَنَا الْمِقْدَادُ لِحَاجَةٍ , فَقُلْنَا : اجْلِسْ عَافَاكَ اللَّهُ حَتَّى نَطْلُبَ لَكَ حَاجَتَكَ قَالَ : فَجَلَسَ , فَقَالَ : الْعَجَبُ مِنْ قَوْمٍ مَرَرْتُ بِهِمْ آنِفًا يَتَمَنَّوْنَ الْفِتْنَةَ , يَزْعُمُونَ لَيُبْلِيَنَّهُ مُ اللَّهُ فِيهَا مَا أَبْلَى رَسُولَهُ وَأَصْحَابَهُ , وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّ " السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ , إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ , إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ , وَلَمَنِ ابْتُلِيَ فَصَبَرَ فَوَاهًا لَايْمُ اللَّهِ , لَا أَشْهَدُ عَلَى وَاحِدٍ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ , حَتَّى أَعْلَمَ بِمَا يَمُوتُ عَلَيْهِ , لِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ أَسْرَعُ انْقِلَابًا مِنَ الْقِدْرِ , إِذَا اسْتَجْمَعَتْ غَلْيًا " *

    فمدار إسناد ابن بطة على هذه الطريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ , أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ , حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ الْكِنْدِيِّ
    رواه عن عبد الله بن صالح كاتب الليث أربعة، مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ هَانِئٍ النَّيْسَابُورِ يُّ و أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو النَّصْرِيُّ الدِّمَشْقِيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكِسَائِيُّ
    و تابعهم عند البيهقي في القضاء و القدر مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ
    و عند الخرائطي في إعتلال القلوب عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ
    و تابعهم بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ عند الطبراني في المعجم الكبير و أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ، فهم سبعة كلهم يروون عن عبد الله .
    و قد توبع عبد الله بن صالح، تابعه الليث بن سعد عند بن بطة في الإبانة الكبرى.
    و توبع معاوية بن صالح من طرف أَبِي سَلَمَةَ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ عند الطبراني في المعجم الكبير و الشهاب القضاعي في مسنده.
    و جاء من طريق أخرى عند الطبراني هذه هي:
    الْمُعْجَمُ الْكَبِيرُ لِلطَّبَرَانِيّ ِ >> بَقِيَّةُ الْمِيمِ >> مَا أَسْنَدَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ >> سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ أَبُو يَحْيَى الْكَلَاعِيُّ ، عَنِ الْمِقْدَادِ >>
    16386 حَدَّثَنَا الْمِقْدَامُ بْنُ دَاوُدَ الْمِصْرِيُّ ، ثنا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ، ح وَحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ ، ثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَا : ثنا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ ، قَالَ : لَا أَقُولُ فِي أَحَدٍ خَيْرًا ، وَلَا شَرًّا حَتَّى أَنْظُرَ مَا يُخْتَمُ بِهِ عَمَلُهُ ، بَعْدَ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : وَمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ أَشَدُّ انْقِلَابًا مِنَ الْقِدْرِ إِذَا اسْتَجْمَعَتْ غَلْيًا " *

    فيها عاصم بن علي بن عاصم الواسطي صدوق ربما وهم كما في التقريب
    و فيها فرج بن فضالة بن النعمان التنوخي الشامي ضعيف كما في التقريب لم تابعه عليه أحد من الثقات فهو إسناد شاذ.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: تخريج حديث لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ أَسْرَعُ انْقِلَابًا مِنَ الْقِدْرِ , إِذَا اسْتَ

    أحسن الله إليك أخي (أبا عبد البر)..

    اسمح لي أن أتطفل على مشاركتك آجرك الله تعالى، ببعض التعليقات المهمة التي تحتاجها بإذن الله في تقويم واستكمال هذا التخريج إن شاء الله.

    - هذا الحديث أخي الكريم قد روي مطولاً مع ذكر حديث الفتنة كما هنا؛ وروي مختصراً بدون ذكر حديث الفتنة مقتصراً على قول المقداد من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    - هذا الحديث بوجهيه المطول والمختصر، تفرد بروايته (عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه جبير بن نفير، عن المقداد بن الأسود) مرفوعاً.
    - ثم هو عنه روي من ثلاثة طرق:

    الطريق الأول: من رواية (عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح) عنه به.. أخرجها:
    1) ابن بطة في (الإبانة رقم 360)، وابن عساكر في (تاريخ دمشق 60/179) من طريق الإمام البخاري عنه [مطولاً].
    2) الطبراني في (الكبير 20/252) و(الشاميين رقم 2021)، ومن طريقه أبو نعيم في (الحلية 1/175) من طريق بكر بن سهل عنه [مطولاً].
    3) البزار في (المسند رقم 2112) من طريق محمد بن مسكين عنه [مطولاً].
    4) ابن بطة في (الإبانة رقم 360)، والحنائي في (الجزء الثامن من فوائده رقم 22 مخطوط) من طريق أبي زرعة الدمشقي
    5) ابن بطة في (الإبانة رقم 360) من طريق إبراهيم بن الحسن عنه [مطولاً].
    6) الحاكم في (المستدرك رقم 3142)، ومن طريقه البيهقي في (القدر رقم 270) من طريق محمد بن إسماعيل السلمي عنه [مختصراً].
    7) الخرائطي في (اعتلال القلوب رقم 737) من طريق علي بن داود [مختصراً].


    الطريق الثاني: من رواية (الليث بن سعد، عن معاوية بن صالح) عنه به.. أخرجها:
    1) أبو داود في (السنن رقم 4263) من طريق حجاج بن محمد عنه [مختصراً].
    2) ابن بطة في (الإبانة رقم 359) من طريق حجين بن المثنى عنه [مختصراً]


    الطريق الثالث: من رواية (سليمان بن سليم) عنه به.. أخرجها:
    1) الطبرالني في (الكبير 20/253)، ابن أبي عاصم في (السنة رقم 226)، والقضاعي في (مسند الشهاب رقم 1331) من طريق عبد الله بن سالم عنه [مختصراً].


    - وقد خالف في هذه الطريق الثالثة _ وربما أخطأ أيضاً ووهم _ (فرج بن فضالة)، فقد رواها عن سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر، عن المقداد؛ مرة.. ورواها أخرى عن سليم بن عامر، عن المقداد.. أخرج هذه المخالفة بوجهيها:
    1) الإمام أحمد في (المسند رقم 23303) [مختصراً].
    2) الطبراني في (الكبير 20/255) [مختصراً].
    3) المحاملي في (الجزء الرابع من أماليه رقم 67 مخطوط)، ومن طريقه: الخطيب في (تاريخ بغداد 3/128) وابن النجار في (ذيل بغداد رقم 27)، وابن الجوزي في (ذم الهوى رقم 237) [مختصراً].

    · فوائد:
    - وقع سقط بين سليمان و المقداد في إسناد الإمام أحمد من المسند المطبوع. فتنبه
    - ووقع سقط بين سليمان وجبير في إسناد القضاعي في الشهاب المطبوع. فتنبه
    - قد ورد هذا القول من كلام عبد الله بن رواحة كما عند ابن المبارك في الزهد، وابن بطة في الإبانة، والبغوي في شرح السنة، وابن عساكر في تاريخ دمشق. فتنبه
    - قال ابن عبد البر في الاستيعاب: (وَرَوَى ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ، أَنَّهُ قَالَ: وَاللَّهِ لا أَشْهَدُ لأَحَدٍ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى أَعْلَمُ مَا يَمُوتُ عَلَيْهِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: "لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ أَسْرَعُ انْقِلابًا مِنَ الْقِدْرِ إِذَا اسْتَجْمَعَتْ غَلْيًا").


    · الحكم على الحديث:
    بغض النظر عن رواية فضالة.. فالحديث بوجه عام رجال أسانيده ثقات.. أو قد وثقوا.. غير أنه حديث فرد.. قد اختلف على جبير في تعيين سبب ورود هذا الحديث عن المقداد. فالله أعلم.. ولا يبعد أن يكون الكل ثابت عنه.
    - قال البزار: (وإسناده إسناد حسن).
    - وقال الحنائي: (هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عَمْرٍو مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ قَاضِي الأَنْدَلُسِ الْحِمْصِيِّ الشَّامِيِّ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ وَيُقَالُ: أَبُو حِمْيَرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ مِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو الْكِنْدِيِّ؛ وَكَانَ فِي حِجْرِ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ فَنُسِبَ إِلَيْهِ.
    وَجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ هَذَا أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ ثُمَّ أَسْلَمَ، وَهُوَ كَبِيرُ السِّنِّ، لا يُعْرَفُ هَذَا الْحَدِيثُ بِهَذَا الطُّولِ إِلا مِنْ حَدِيثِ أَبِي صَالِحٍ كَاتِبِ اللَّيْثِ.
    وَأَمَّا قَوْلُهُ: لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ أَسْرَعُ انْقِلابًا، إِلَى آخِرِهِ فَإِنَّهُ مَشْهُورٌ عَنِ الْمِقْدَادِ، وَلَكِنْ حَدِيثُ الْفَتْنَةِ غَرِيبٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ).

    أرجو أن أكون قد وفقت أخي الحبيب إلى توضيح حال هذا الحديث وطرقه.. والباقي عليك أنت حفظك الله.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  3. #3

    افتراضي رد: تخريج حديث لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ أَسْرَعُ انْقِلَابًا مِنَ الْقِدْرِ , إِذَا اسْتَ

    يا شيخي و صديقي أبا عاصم أكرمك الله و ستر عيوبك في الدنيا و الآخرة.
    كم حاولت أن أتصل بك على Skype و لا أجدك
    و إني بمصرف القلوب أحبك في الله و أسأل الله أن يرضا عنك.
    فلا أعرف عنك إلى خيرا.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: تخريج حديث لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ أَسْرَعُ انْقِلَابًا مِنَ الْقِدْرِ , إِذَا اسْتَ

    غفر الله لك ورحمك يا (أبا عبد البر).. وأحبك الله الذي أحببتنا فيه.. والقلوب شواهد بإذن الله.

    وبالنسبة لبرنامج المحادثة.. فهو عندي عاطل عن العمل.. أعتقد أنه يحتاج إلى إعادة تثبيت.. فسامحني.

    وهناك استدراك يسير.. لا يؤثر إن شاء الله فيما كتبت لك:
    قلت سابقاً: أنه روي عن عبد الرحمن بن جبر من ثلاثة طرق.. ثم ذكرتها.
    والأصح = أنه روي عنه من طريقين.. وطريق معاوية بن صالح روي عنه من طريقين تابع بعضهما البعض في الرواية العامة لا في أصل المتن.. وهما طريق عبد الله وطريق الليث.
    وعليه جرى التنبيه.

    وفقك الله إلى كل ما يحبه ويرضاه آمين. (أبو عصام)
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: تخريج حديث لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ أَسْرَعُ انْقِلَابًا مِنَ الْقِدْرِ , إِذَا اسْتَجْمَ


  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: تخريج حديث لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ أَسْرَعُ انْقِلَابًا مِنَ الْقِدْرِ , إِذَا اسْتَجْمَ

    الكلام على حديث : ( لقلب ابن آدم أسرع انقلابا من القدر اذا استجمعت غليا )



    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
    أما بعد :


    قال الطبراني في الكبير 598 : حدثنا بكر بن سهل ثنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح أن عبد الرحمن بن جبير بن نفير حدثه عن أبيه عن المقداد بن الاسود قال :
    جاءنا المقداد بن الاسود لحاجة له فقلنا اجلس عافاك الله حتى تطلب حاجتك قال : العجب من قوم مررت بهم آنفا يتمنون الفتنة يزعمون ليبتليهم الله فيها بما ابتلى رسوله صلى الله عليه و سلم واصحابه وأيم الله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ان السعيد لمن جنب الفتن يرددها ثلاث مرات وان ابتلي فصبر
    وأيم الله لا أشهد لأحد من أهل الجنة حتى أعلم ما يموت عليه بعد حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
    لقلب ابن آدم أسرع انقلابا من القدر اذا استجمعت غليا

    عبد الله بن صالح كاتب الليث كان يدخل عليه وفيه ضعف ، وقد خالفه الليث بن سعد فروى الحديث ولم يذكر زيادة (لقلب ابن آدم أسرع انقلابا من القدر اذا استجمعت غليا) فدل على نكارتها


    قال أبو داود في سننه 4263 : حدثنا إبراهيم بن الحسن المصيصي قال ثنا حجاج يعني ابن محمد قال ثنا الليث بن سعد قال حدثني معاوية بن صالح أن عبد الرحمن بن جبير حدثه عن أبيه عن المقداد بن الأسود قال
    ايم الله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول " إن السعيد لمن جنب الفتن إن السعيد لمن جنب الفتن إن السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلى فصبر فواها .




    وقد روى ابن بطة الخبر المذكور من طريق الليث بن سعد بالزيادة التي استنكرتها على عبد الله


    قال ابن بطة في الإبانة 749 : حدثنا أبو جعفر محمد بن سليمان النعماني الباهلي قال : حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي ، قال : حدثنا حجين ، قال : حدثنا الليث ، عن معاوية بن صالح ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن المقداد بن الأسود : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
    لقلب ابن آدم أسرع انقلابا من القدر ، إذا استجمعت غليا .
    وقال : إن السعيد لمن جنب الفتن , يرددها ثلاثا .


    وابن بطة رحمه الله على علمه وفضله كان ضعيفاً في الحديث .
    ولا تصدنك هذه الفائدة عن كتابه الإبانة فإنه كتاب جليل وعامة الأخبار التي فيه ثابتة في مصادر أخرى ، وضعفه مع مخالفة رواية أبي داود لروايته يجعل هذه الزيادة منكرة من طريق الليث


    وابن بطة هنا نقص في سنده فجعل الليث مخالفاً لعبد الله بن صالح في السند


    فإن عبد الله بن صالح رواه من طريق ( عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن المقداد )


    والليث في رواية ابن بطة من طريق ( عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن المقداد مباشرة )


    وعبد الرحمن لم يسمع المقداد إذ أن المقداد مات سنة 33 فهو متقدم الوفاة جداً مات قبل عثمان بن عفان ، وعبد الرحمن بن جبير بن نفير من الطبقة التي تلي الوسطى من التابعين وهذه الطبقة لا تدرك متقدمي الوفاة أمثال المقداد وأبي الدرداء


    فلو فرضنا ان هذه الرواية محفوظة فهي منقطعة


    قال أحمد في مسنده 23816 : حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْفَرَجُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: قَالَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ: لَا أَقُولُ فِي رَجُلٍ خَيْرًا وَلَا شَرًّا حَتَّى أَنْظُرَ مَا يُخْتَمُ لَهُ، يَعْنِي بَعَدَ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِيلَ: وَمَا سَمِعْتَ؟
    قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: .
    لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ أَشَدُّ انْقِلَابًا مِنَ الْقِدْرِ إِذَا اجْتَمَعَتْ غَلْيًا.


    الفرج ضعيف وسليمان بن سليم ليس تابعياً أصلاً فروايته عن الصحابي منقطعة ولا شك


    ورواه المحاملي وزاد في إسناده


    قال المحاملي في أماليه 322 : حدثنا محمد بن عمرو بن حنان قال: حدثنا بقية قال: حدثنا الفرج بن فضالة قال: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ أَسْرَعُ انْقِلابًا مِنَ الْقِدْرِ إِذَا اسْتَجْمَعَتْ غَلَيَانًا.


    ويحيى بن جابر هذا لم يسمع المقداد يقيناً


    قال العلائي في جامع التحصيل :" 868 - يحيى بن جابر الطائي أخرج له أبو داود عن عوف بن مالك وجبير بن نفير والترمذي والنسائي عن المقداد بن معدي كرب وروى أيضا عن عبد الله بن حوالة وأبي ثعلبة النهدي والنواس بن سمعان وذكر المزي في التهذيب أن حديثه عن هؤلاء كلهم مرسل لم يلقهم"


    وهؤلاء عامتهم ماتوا بعد المقداد


    ولا تصلح روايته لتقوية رواية عبد الرحمن بن جبير بن نفير المنقطعة من طريق الليث على فرض أنها محفوظة لأمرين


    الأول : أن الانقطاع في نفس المكان في السند وهو بين التابعي والصحابي والتابعيان من الشام فاحتمال عود السند إلى كونه إسناداً واحداً وراد بقوة


    الثاني : أن يحيى بن جابر من تلاميذ عبد الرحمن بن جبير أصلاً وروايته عنه في صحيح مسلم فقد يكون هو الساقط من السند فيبقى السند على انقطاعه


    غير أن محمد بن عمرو بن حنان قد خولف عن بقية


    فقال ابن أبي عاصم في السنة 226: حَدَّثَنَا عمرو بْنُ عُثْمَانَ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ قَالَ مَا آمَنُ عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ الَّذِي سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ أَسْرَعُ تَقَلُّبًا مِنَ الْقِدْرِ إِذَا اسْتَجْمَعَتْ غَلَيَانًا


    فجعل عمرو بن عثمان عبد الله بن سالم الثقة مكان الفرج بن فضالة الضعيف
    ورواية محمد بن عمرو بن حنان عندي أرجح لوجهين


    الأول : أن الحديث معروف من حديث فرج بن فضالة ، وخرجه أحمد في المسند من طريقه ولو كان محفوظاً عند الأئمة من حديث عبد الله بن سالم لخرجوه واستغنوا به عن حديث فرج بن فضالة


    الثاني : أن إسناد محمد بن عمرو بن حنان أصعب وأبعد عن الجادة


    وقد يكون بقية اضطرب فيه وجعل الحمل عليه أولى من توهيم الثقات


    وعليه فخبر (لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ أَشَدُّ انْقِلَابًا مِنَ الْقِدْرِ إِذَا اجْتَمَعَتْ غَلْيًا) لا يثبت من هذه الطرق ولا أعرف له طرقاً غيرها


    هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    كتبه / عبدالله الخليفي

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •