بسم الله الرحمن الرحيم
بك نستعين يا رب
فهذه مليحة فريدة في تخريجٍ يسيرٍ أشبه بالتعليقة لحديثٍ (غريب صحيح) من أحاديث الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى.. والذي حوى معناً سامياً من معاني التشريع.
هذا الحديث تفرد بروايته أبو هريرة رضي الله عنه، ثم هو تفرد بالرواية عنه أبو مريم الأنصاري، ثم تفرد عنه يحيى بن أبي عمرو الشيباني، ثم تفرد عنه الإمام الأوزاعي، ثم تفرد عنه بقية بن الوليد، ثم عنه حُمِلَ وانتشر.
حيث روي من عدة طرق هذا بيانها:
- [يزيد بن عبد ربه الجرجسي]: رواها الطبراني في (مسند الشاميين رقم 866) وفي (جزءه المخطوط رقم 163)، ومن طريقه ابن مردويه في (المنتقى رقم 166).
- [يحيى بن عثمان]: رواها مؤمل في (الفوائد رقم 431 مخطوط)، والسمرقندي في (الأمالي رقم 4 مخطوط).
- [محمد بن مصفى]: رواها الجصاص في (شرح مختصر الطحاوي 8/7)، أبو نعيم في (الحلية 6/108).
وهذا لفظ الحديث:
(أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ فِينَا يوم تبوك؛ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "إِيَّاكم وَالأَِقْرَادَ" قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الأَِقْرَادُ؟، قَالَ: "يَكُونُ أَحَدُكُمْ أَمِيرًا أَوْ عَامِلا، فَتَأْتِي الأَرْمَلَةُ وَالْيَتِيمُ وَالْمِسْكِينُ، فَيُقَال: اقْعُدْ حَتَّى نَنْظُرَ فِي حَاجَتِكَ، فَيُتْرَكُونَ مُقَرَّدِينَ، لا تُقْضَى لَهُمْ حَاجَةٌ وَلا يُؤْمَرُونَ فَيَنْصَرِفُونَ ، وَيَأْتِي الرَّجُلُ الْغَنِيُّ أو الشَّرِيفُ، فَيُقْعِدُهُ إِلَى جَنِبِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: مَا حَاجَتُكَ؟ فَيَقُولُ: حَاجَتِي كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: اقْضُوا حَاجَتَهُ وَعَجِّلُوا بها").
قد حوى هذا الحديث من الفقه ما لا يحسن جهله وعدم تطبيقه، وإنه ليستخرج منه الكراريس وتزيد.. وسنده كالشمس.. قد سمعه بقية من الأوزاعي وصرح، وسمعه الأوزاعي من يحيى وصرح.
وحقيقة لا أستغرب عدم انتشاره وراويه بقية بن الوليد؛ فقد كان رحمه الله ظاناً ببعض مروياته. والله أعلم