تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: هل أبو مريم الثقفي مجهول؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    22

    افتراضي هل أبو مريم الثقفي مجهول؟

    السلام عليكم ورحمة الله
    يروي إمام البخاري في جزء رفع اليدين في الصلاة هذا الحديث:
    أَخْبَرَنَا مُسْلِمٌ , أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ , عَنْ نُعَيْمِ بْنِ حَكِيمٍ , عَنْ أَبِي مَرْيَمَ , عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : رَأَيْتُ امْرَأَةَ الْوَلِيدِ جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْكُو إِلَيْهِ زَوْجَهَا أَنَّهُ يَضْرِبُهَا ، فَقَالَ لَهَا : " اذْهَبِي فَقُولِي لَهُ : كَيْتَ وَكَيْتَ " . فَذَهَبَتْ ثُمَّ رَجَعَتْ ، فَقَالَتْ : إِنَّهُ عَادَ يَضْرِبُنِي ، فَقَالَ لَهَا : " اذْهَبِي فَقُولِي لَهُ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَكَ " , فَذَهَبَتْ ثُمَّ عَادَتْ , فَقَالَتْ : إِنَّهُ يَضْرِبُنِي فَقَالَ : " اذْهَبِي فَقُولِي لَهُ : كَيْتَ وَكَيْتَ " ، فَقَالَتْ : إِنَّهُ يَضْرِبُنِي فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ وَقَالَ : " اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالْوَلِيدِ "
    والحديث رواه أحمد والبزار وأبو يعلى وحكم هذا الحديث صحيح عند كثير من العلماء منهم الهيثمي وضياء الدين المقديسي وغيرهما. وضعّفه الشيخ شعيب الأرنؤوت محقق مسند أحمد قائلا إنّ "إسناده ضعيف لجهالة أبي مريم الثقفي وضعف نعيم بن حكيم."
    وأبو مريم الثقفي هو مجهول عند ابن حجر والدارقطني ووثّقه النسائي وابن حبان والذهبي. واختلاف يتوقف على هوية أبي مريم هذا كما فهمت هل هو الثقفي أم الحنفي الكوفي؟
    وما فصل الخطاب في شأن هذا الراوي؟ ماذا قال المحققون فيه؟
    وهل نعيم بن حكيم ضعيف عند الجمهور؟
    بارك الله فيكم!

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: هل أبو مريم الثقفي مجهول؟

    سأفيدك أخي بما أراه الصواب عندي في تتبع هذه الكنية؛ حيث استوقفتني كثيراً، وهذا ما توصلت إليه بوركت:

    - الراوي الأصل معنا لا يكاد يعرف إلا بكنيته فقط دون نسبة = أبو مريم، وعند النسبة فهو على الصواب فيه والصحيح = الثقفي، واسمه = قيس، صاحب علي رضي الله عنه.
    - (تمييز 1) وهناك معاصره أبو مريم الأسدي = عبد الله بن زياد، وليس هو. فتنبه
    - (تمييز 2) وهناك معاصره الآخر أبو مريم البكري، وليس هو. فتنبه
    - (تمييز 3) وهناك معاصره الآخر أبو مريم الحنفي = إياس بن صبيح، وقد أتى في بعض المصادر (أبو موسى الحنفي)، وليس هو. فتنبه

    فلابد أن تضبط هؤلاء ويتضح لك الأمر إن شاء الله.. ولي عودة إن شاء الله.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,092

    افتراضي رد: هل أبو مريم الثقفي مجهول؟

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    وفقكم الله.
    من ضمن الرواة ممن يكنى (أبا مريم) ويشتبه في هذه الطبقة: اثنان:
    الأول: الحنفي:
    وهذا قد نصَّ:
    ابنُ سعد -في الطبقات (7/91)-،
    وخليفة بن خياط -في طبقاته (ص200)-،
    وأحمد بن حنبل فيما بلغه -كما في الأسامي والكنى (ص87)-، وجزم به مرةً -كما في العلل ومعرفة الرجال (2/515، 3/144-برواية عبدالله)-،
    ويحيى بن معين -كما في تاريخ الدوري عنه (4/174، 286)، وكما في معرفة الرجال لابن محرز (2/88)-
    وعلي بن المديني -في تسمية من روي عنه من أولاد العشرة (ص160)-،
    والبخاري -في تاريخه (1/436)-،
    ومسلم بن الحجاج -في المنفردات والوحدان (ص107)-،
    وأبو داود -كما في سؤالات الآجري (1/422)-،
    وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان -كما في الجرح والتعديل (2/280)-،
    ويعقوب بن سفيان الفسوي -في المعرفة والتاريخ (3/68)-،
    والدولابي -في الكنى (2/110)-،
    وابن حبان -في ثقاته (4/34)-،
    والرامهرمزي -في المحدث الفاصل (ص295)-،
    وأبو أحمد العسكري -في تصحيفات المحدثين (2/798)-،
    والدارقطني -في المؤتلف (3/1456)، وكما في سؤالات البرقاني (ص16)-،
    وابن ماكولا -في الإكمال (5/171)-؛
    نصُّوا جميعًا -ونصَّ غيرهم- على أن اسم أبي مريم الحنفي: (إياس بن ضبيح) ووقع في بعض المصادر تصحيفًا: (إياس بن صبيح)، ووقع في سؤالات البرقاني: (أبو مريم الجهني)، وهو تصحيف عن (الحنفي).
    قال ابن سعد -في الطبقات (7/91)-: (ولي قضاء البصرة بعد عمران بن الحصين في زمن عمر بن الخطاب)، وقال أبو أحمد الحاكم -كما في تهذيب الكمال (34/282)-: (هو أول من قضى بالبصرة، استعمله عليها أبو موسى الأشعري، روى عن عثمان بن عفان وعمر بن الخطاب روى عنه ابنه عبد الله بن أبي مريم الحنفي، ومحمد بن سيرين) وقال الدارقطني -في المؤتلف (3/1456)-: (ولي قضاء البصرة لعمر بن الخطاب).
    وجاء في ترجمته أنه كان مع مسيلمة الكذاب، ثم أسلم وحسن إسلامه.
    فهذا الرجل قاضٍ في البصرة، روى عنه ابنه، وإمام أهل البصرة: محمد بن سيرين، ولذا قال أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان -كما في الجرح والتعديل (2/280)-: (يُعدُّ في البصريين).
    وحكم مسلم -في المنفردات والوحدان (ص106، 107)- أنه ممن تفرد عنه محمد بن سيرين ممن دون الصحابة، فيُنظر في رواية ابنه عنه -التي ذكرها أبو أحمد الحاكم-.
    وقد وثَّقه الدارقطني -كما في سؤالات البرقاني (ص16)-.

    الثاني: الثقفي:
    وهذا قد نصَّ:
    أحمد بن حنبل -في العلل ومعرفة الرجال (3/144-برواية عبدالله)-،
    والبخاري -في تاريخه (7/151)-،
    وأبو حاتم الرازي -كما في الجرح والتعديل (7/106)-،
    والدولابي -في الكنى (2/110)-؛
    نصُّوا على أن اسم أبي مريم الثقفي: (قيس).
    وترجم بعض الأئمة له، ونسبوه (مدائنيًّا) أي: من المدائن، ومنهم:
    البخاري وأبو حاتم -وسبق العزو إلى مصادر كلامهم-،
    وابن معين -كما في تاريخ بغداد (12/455)-،
    وابن حبان -في الثقات (5/314)-،
    والخطيب -في تاريخ بغداد (12/445)-.
    وذكروا أنه يروي عن علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر، ويروي عنه نعيم وعبدالملك ابنا حكيم، وهذان الاثنان مدائنيان، وهو مما يؤيد كون شيخهما مدائنيًّا أيضًا.
    وقد حكم بعضهم بتفرد نعيم بن حكيم عن أبي مريم هذا، منهم: ابن خراش -كما في تاريخ بغداد (12/455)-، وابن معين في أحد قوليه -كما في تاريخ الدوري عنه (4/217)-.
    لكن قال ابن معين في قوله الآخر -كما في تاريخ الدوري عنه (3/524)-: (قد روى عبدالملك بن حكيم هذا عن أبي مريم أيضًا)، قال الدوري: قلت له: إنه يحدث ببعض أحاديث نعيم عن أبي مريم، فقال: (لعله قد سمعها)، ولم ينكر ذلك.
    وأما حال أبي مريم هذا، فقد قال الطبري -في تهذيب الآثار (1/238)- في سياق تعليل من عللَّ حديثًا رواه نعيم بن حكيم عن أبي مريم عن علي: (أن راويه عن علي: أبو مريم، وأبو مريم غيرُ معروفٍ في نقلة الآثار، وغير جائزٍ الاحتجاجُ بمثله في الدين عندهم)، وقال الدارقطني -كما في سؤالات البرقاني (ص75)-: (أبو مريم الثقفي عن عمار، مجهولٌ متروك)، ونقله ابن حجر -في التهذيب (12/253)- فلم يذكر قوله: (متروك)، وهو ثابت في أصل النسخة الخطية للسؤالات.

    فتبيَّن أن التحرير والتحقيق: التفريق بين الحنفي والثقفي، فالحنفي بصري اسمه: إياس بن ضبيح، والثقفي مدائني اسمه: قيس.
    وهذا التحرير هو نص الإمام أحمد بن حنبل، حيث قال -في العلل ومعرفة الرجال (3/144-برواية عبدالله)-: (أبو مريم الحنفي: إياس بن ضبيح، وأبو مريم الثقفي؛ اسمه: قيس)، وهو ظاهر تصرفات الأئمة الذين ترجموا لكلا الراويين وفرَّقوا بينهما.

    وقد وقع خلطٌ بين الاثنين لبعض الأئمة:
    فنقل المزي -في تهذيب الكمال (34/282)- عن كتاب التمييز للنسائي قوله: (قيس أبو مريم الحنفي، ثقة).
    وهذا خطأ في تسمية الراوي، فإن الأئمة يكادون يتفقون -كما سبق- على أن اسم أبي مريم الحنفي: إياس بن ضبيح.
    ويؤيده: أن الدارقطني قد وثَّق أبا مريم إياس بن ضبيح الحنفي، فهو الأجدر بأن يكون النسائي يوثقه.
    وقد جاء على الصواب في الكنى للنسائي، حيث نقل ابن حجر -في تهذيب التهذيب (12/253)- عنه قولَ النسائي: (أبو مريم؛ قيس الثقفي).
    ولعل الخطأ من تصحيفات النسَّاخ، ويُربأ بأبي عبدالرحمن النسائي أن يقع فيه.
    وثَمَّ وهم آخر:
    فقد بوَّب البزار -في مسنده (3/19)- على أحاديث نعيم بن حكيم عن أبي مريم عن علي بقوله: (ومما روى أبو مريم الحنفي عن علي).
    ولم أجد من ذكر لنعيم بن حكيم روايةً عن أبي مريم الحنفي (إياس بن ضبيح)، بل الجميع على أن نعيمًا وأخاه يرويان عن أبي مريم الثقفي، والأخَوان مدائنيان -كما سبق-، فأولى أن يكون شيخهما: الثقفي المدائني.

    وقد خلط بعض المتأخرين بين الرجلين أيضًا، وتتبع ذلك يطول.

    قال ابن حجر -في تهذيب التهذيب (12/252)-: (الذي يظهر لي أن النسائي وهم في قوله: إن أبا مريم الحنفي يسمى قيسًا، والصواب: أن الذي يسمى قيسًا هو أبو مريم الثقفي صاحب الترجمة -كما قال أبو حاتم وابن حبان-، على أن النسخة التي وقفت عليها من كتاب الكنى للنسائي إنما فيها: «أبو مريم قيس الثقفي»، نعم؛ ذكره في التمييز كما نقل المؤلف.
    وأما أبو مريم الحنفي فاسمه إياس -كما قال بن المديني وأبو أحمد وابن ماكولا وابن حبان في الثقات-، ولم يذكره النسائي؛ لأنه لم يذكر إلا من عرف اسمه...).

    ومنه يتبين أن أبا مريم الحنفي البصري ثقة، وأن أبا مريم الثقفي المدائني مجهول متروك، وهو الذي يروي عنه نعيم بن حكيم.

    وانظر: السلسلة الضعيفة، للألباني -رحمه الله- (13/684-688)، وفيه الكلام على الحديث الذي تسأل عنه بعينه.

    والله أعلم.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: هل أبو مريم الثقفي مجهول؟

    أحسن الله إليك يا شيخ محمد.. ولولا تسطيري لكلامي الآتي لوعدي بالرجوع للمشاركة لما كتبت بعدك شيء.

    فائدة مهمة:

    تفرد الفسوي بقوله: (اسم أبي مريم صاحب نعيم بن حكيم؛ عبيدة).
    قلت: وما أظنه إلا تصحيف من (قيس) فاللفظتان قريبتا المخارج الكتابية.

    والصحيح أن في حديثه نظر، فقد تفرد بأحاديث من جهته عن علي وأهل بيته لا تحتمل.. وليس هو قاضي البصرة إطلاقاً؛ فقاضيها هو معاصره – سابق الذكر _ أبو مريم الحنفي إياس بن صبيح.. فلذلك قال الحافظ ابن حجر: (ووهم من خلطه بالأول).
    قلت: وما وثق النسائي وغيره إلا إياس الحنفي هذا، لا صاحبنا. فتنبه

    فالخلاصة: هو مجهول، في حديثه نظر، لا يتابع عليه، قد ترك، وفيه ريبه من جهة تخصصه بالرواية عن علي وولده.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    22

    افتراضي رد: هل أبو مريم الثقفي مجهول؟

    ما شاء الله!!! ما تركتما شيئا... بارك الله فيكما. استفدت كثيرا
    وهذا كله يوافق كلام الشيخ الألباني رحمه الله

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •