معنى الصحبة واسع ، وقد ذكر أخونا أحمد الاسكندراني أقوال العلماء فيه .
الاشكال يأتي عندما نعتمد قولاً واحداً منها ثم نجر كل ما يتعلق باللفظ عليه .
فمثلاً الكثيرون يعتمدون تعريف الصحابي عند المحدثين ثم يجرون كل ما ورد عن الصحبة عليهم فيحدث الخلل والاشكال
فتعريف المحدثين انما يقصد به الصحبة التي تجعل رواية صاحبها عن النبي موصولة ، لذلك قالو كل من رأى النبي وآمن به ومات على ذلك ، فمن كان حاله كذلك لم يحكم على روايته بالارسال ولكن بالوصل .
أما ما ورد في فضل الصحابة مثلاً فلا يمكن جره الى كل صحابي بتعريف المحدثين ، بل الى من طالت صحبته للنبي ونصرته له وجهاده في سبيل الله
وانظروا الى حديث البخاري " عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ "
فالنبي نهى هاهنا عن سب أصحابه - طبقاً للمعنى اللغوي وهم السابقون للاسلام الذين طالت صحبتهم للنبي ونصرته والجهاد معه - في حين أن هذا النهي نفسه موجه الى أصحابه " طبقاً لمعنى المحدثين وهم جمهور المسلمين في عهده صلى الله عليه وسلم "