وهذا جواب آخر للشيخ سليمان الرحيلي عن سؤال يتعلق بالوسواس
9- يقول السائل : تقول كيف أتخلص من الوسواس الذي يراودني وقت الصلاة أثناء قراءة القرآن ؟
جواب الشيخ: الوسواس , والله المستعان داء الناس اليوم , لكن أولا أقول العلماء يقولون " ورود الوسواس على القلب علامة صحة القلب " سبحان الله ! ورود الوسواس على القلب علامة صحة القلب ! نعم , لأن الوسواس دليل على أن الشيطان لم يجد طريقا لإغواء العبد إلا الوسواس , ولذلك ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم , قال : « الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة » , ولذلك كان السلف إذا جاءهم من يشكو الوسواس قالوا له " أبشر " وسمعت الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- مرات يسأل مثل سؤال السائلة فيقول " أبشر , أبشر , أبشر , فذلك علامة سلامة القلب " لكن الشأن كل الشأن , كيف نتعامل مع الوسواس عند وروده ؟ لا يعني أنه علامة على سلامة القلب أن نفرح به , ونبقيه , لا! فإنه قد يكون مهلكة , وإنما ندفعه , ما معنى أن ندفعه ؟ لا اعرف علاجا للوسواس إلا بالاستعاذة بالله من الشيطان , وعدم ترتيب شيء على الوسواس , لا بفعل , ولا بترك , فإذا لم ترتب شيئا على الوسواس ؛ اندفع عنك الوسواس , و أعطيكم مثالا , إنسان يوسوس في الوضوء , والشيطان و العياذ بالله يأتي بصورة ناصح , يقول : انتبه ! هذا الوضوء مفتاح الصلاة , إذا لم يصح وضوؤك لا تصح صلاتك , انتبه ! توضأ جيدا ! ما غسلت يدك, اغسل ! ما مسحت رأسك , امسح مرة ثانية ! تأكد!, حتى يوقع الإنسان في براثنه , فماذا تصنع إذا أردت علاج الوسواس ؟ لا تفعل طاعة للشيطان , فإذا قال لك توضأ مرة ثانية : لا تتوضأ .. ما عملته كفى و امش , قال : ما غسلت يدك , قل قد غسلتها , و لا تفعل , لأنك إن فعلت زاد عليك , و إن تركت تركك .
رأيت أحد الناس يدخل دورة المياه عند المسجد فيخرج من الحمام - أعزكم الله - يقطر ثوبه ماء , يغتسل بثيابه من وسوسته , فإذا خرج دخل , أطاع الشيطان في الوسواس , فتمكن منه , فلا ترتب فعلا عن الوسواس , و لا ترتب تركا , ما معنى لا ترتب تركا ؟ أنا أقرأ القرآن فجاءني الشيطان موسوس لي في الآيات , فبعض الناس إذا جاءه الشيطان يوسوس في الآيات أغلق المصحف و تركه , لا ! يعني متى إن فعلت أطمعت الشيطان فزاد , لكن استمر , و أنا أقول دائما لإخواني الذين يشتكون لي من الوسواس " اعتبر الشيطان رجلا سفيها , يتكلم عندك و أنت لا تستطيع أن تسكته , فاستمر في حالك , فأقول يا أختي إذا أردت العلاج من الوسواس , فالزمي أمرين :
- الأمر الأول : استعيذي بالله من الشيطان .
- و الأمر الثاني أهملي الوسواس تماما و اعلمي أن عملك صحيح , ولا تلتفتي إلى الوسواس , والعلماء يقولون " الشك إذا كثر على الإنسان يُهدَر و لا يلتفت إليه " , وقد جربنا هذا العلاج مع الناس ووجده الناس مرا في أوله , صعب، لكنه و الله حلو المذاق في آخره، وهو علاج نافع نفع الله به كثيرا من إخواننا الذين كانوا قد وصلوا في الوسواس إلى درجات متقدمة ،والحمد لله على إحسانه ، نعم.