حمل: فتيا في ذم الشبابة والرقص والسماع لابن قدامة /مخطوطات جامعة الملك سعود

[أبو يعلى البيضاوي]

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى اما بعد:
فهذه غيث مدرار وبحر خير من نفائس مخطوطات جامعة الملك سعود جزى الله القائمين عليها خير ا الجزاء في الدنياو الآخرة على ما تفضلوا به من تراث الامة على طلبة العلم والمسلمين

فتيا في ذم الشبابة والرقص والسماع
لابن قدامة

عنوان المخطوطة: فتيا في ذم الشبابة والرقص والسماع
المؤلف: ابن قدامه، عبدالله بن احمد
اسم الناسخ: سليمان ابن عبدالرحمن الصنيع
تاريخ النسخ: 1360هـ
التاريخ المقترن بإسم المؤلف: سليمان ابن عبدالرحمن الصنيع
رقم الصنف: 217.5/ف.ق
الوصف: نسخة جيدة حديثة، خطها نسخ حسن
الرقم العام: 584
الوصف المادي: 4ق 24س 31×21سم
المراجع: الاعلام 4 : 191 ، هدية العارفين 1 : 459
الموضوع: المذهب الحنبلي
الإحالات: أ. المؤلف ب. الناسخ

رابط التحميل:
http://www.mediafire.com/?1uy2jt12wmt
ـــــ

اللهم أعط منفقا خلفا

:

اللهم أعط ممسكا تلفا

موقع : تراث السادة المالكية
موقع : المصطفى من المخطوطات العربية والإسلامية
موقع : خزانة التراث العربي
موقع : ديوان السنة المسندة

[حامل المسك]

نص المخطوط :
الورقة الأولي :
جزء فيه فتيا فى ذم الشبابة والرقص والسماع ونحو ذلك أجاب فيها الشيخ الأمام العالم العامل شيخ الإسلام موفق الدين أبي محمد عبد الله بن أحمد بن محمد ابن قدامة المقدسي رضي الله عنه آمين
من ممتلكات كاتبه لنفسه ولمن شاء الله من بعده سليمان بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن عبد الله بن حمد الصنيع المولود بمكة المكرمة سنة 1323

الورقة الثانية :
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله وصلي الله علي محمد وآله وسلم .
ما تقول السادة الفقهاء أحسن الله توفيقهم فيمن يستمع الدف والشبابة والغناء ويتواجد حتى يرقص هل يحل ذلك؟ أم لا ؟ مع اعتقاده أنه يحب الله وأن سماعه وتواجده ورقصه فى الله وفي أي حال يحل الضرب بالدف هل هو مطلق أو في حال مخصوصة وهل يحل سماع الشعر بالألحان في الأماكن الشريفة مثل المساجد وغيرها افتونا مأجورين رحمكم الله o
قال الشيخ الإمام العالم الأوحد شيخ الإسلام موفق الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي رضي الله عنه o
الجواب وبالله التوفيق أن فاعل هذا مخطئ ساقط المروءة والدائم ( الدايم ) على هذا الفعل مردود الشهادة في الشرع غير مقبول القول ومقتضي هذا أنه لا تقبل روايته لحديث رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ ولا شهادته برؤية هلال رمضان و لا أخباره الدينية وأما اعتقاد محبة الله عز وجل فإنه يمكن أن يكون محبا لله سبحانه مطيعا له في غير هذا ويجوز أن يكون له معاملة الله سبحانه وأعمال صالحة في غير هذا المقام وأما هذا فمعصية ولعب ذمه الله تعالي ورسوله وكرهه أهل العلم وسموه بدعة ونهو عن فعله ولا يُتقرب إلي الله بمعاصيه ولا يُطاع بارتكاب مناهيه ومن جعل وسيلته إلي الله سبحانه معصيته كان حظه الطرد والإبعاد ومن اتخذ اللهو واللعب دينا كان كمن سعي فى الأرض بالفساد وطلب الوصول إلي الله سبحانه من غير طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته فهو بعيد من الوصول إلي المراد وقد روي أبو بكر الأثرم قال سمعت أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل يقول التغبير محدث وقال أبو الحارث سألت أبا عبد الله عن التغبير وقلت أنه ترق عليه القلوب فقال بدعة وروي غيره أنه كرهه ونهي عن استماعه وقال الحسن بن عبد العزيز الجروي سمعت الشافعي محمد بن إدريس يقول تركت بالعراق شيئا يقال له التغبير أحدثته
الورقة الثالثة :
الزنادقة يصدون الناس به عن القرآن وقال يزيد بن هارون ما يغبر إلا فاسق ومتي كان التغبير وقال عبد الله بن داود أري أن يُضرب صاحب التغبير والتغبير اسم لهذا السماع وقد كرهه الأئمة كما تري ولم ينضم إليه هذه المكروهات من الدفوف والشبابات فكيف به إذا انضمت إليه واتخذوه دينا فما اشبههم بالذين عابهم الله تعالي بقوله { وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً}[ الأنفال 35 ] قيل المكاء التصفير والتصدية التصفيق وقال الله سبحانه لنبيه {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا } [الأنعام 70] ومن المعلوم أن الطريق إلي الله سبحانه وتعالي إنما تُعلم من جهة الله تعالي بواسطة رسوله صلى الله عليه وسلم فإن الله تعالي رضيه هادياً ومبيناً وبشيراً ونذيراً وأمر باتباعه وقرن طاعته بطاعته ومعصيته بمعصيته وجعل اتباعه دليلا علي محبته فقال سبحانه {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء 80] وقال سبحانه { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا } [الأحزاب 36] وقال سبحانه { [ قُلْ ] إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } [آل عمران 31]و من المعلوم أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان شفيقا علي أمته حريصاً علي هداهم رحيما بهم فما ترك طريقا تهدي إلي الصواب إلا شرعها لأمته و دلهم عليها بفعله وقوله وكان أصحابه عليهم السلام من الحرث علي الخير والطاعة والمسارعة إلي رضوان الله بحيث لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا سابقوا إليها فما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من صحابته أنه سلك هذه الطريقة الردية و لا سهر ليلة في سماع يتقرب به إلي الله سبحانه و لا قال من رقص فله من الأجر كذا و لا قال الغناء ينبت الإيمان فى القلب ولا استمع الشبابة فاصغي إليها وحسنها أو جعل في استماعها وفعلها أجراً وهذا أمراً لا يمكن مكابرته وإذا صح هذا ألزم أن لا يكون قربة إلي الله سبحانه و لا طريقاً موصلا إليه و وجب أن يكون من شر الأمور لأن النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ قال خير الهدي هذي محمد وشر الأمور محدثاتها وهذا
الورقة الرابعة :
منها وقال عليه السلام كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وقد سمي الأئمة هذا بدعة بما ذكرناه فأما تفصيل هذه المسموعات من الدف والشبابة وسماع كل واحد منهما منفردة فإن هذه جميعها من اللعب فمن جعلها دأبه واشتهر بفعلها أو استماعها أو قصدها في موضعها أو قصد من أجلها فهو ساقط المروءة و لا تقبل شهادته و لا يُعد من أهل العدالة و كذلك الرقاص وأغلظها الشبابة فإنه قد روي فيه الحديث الذي يرويه سليمان بن موسي عن نافع قال كنت مع ابن عمر في طريق فسمع صوت زامر يرعي فعدل عن الطريق وادخل اصبعيه فى أذنيه ثم قال يا نافع هل تسمع هل تسمع قلت نعم فمضي ثم قال هكذا رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم فعل رواه الخلال في جامعه عن عوف بن محمد المصري عن مروان الطاطري عن سعيد ابن عبد العزيز عن سليمان بن موسي [ كشط تكرير/ موسي ] ورواه أيضا عن عثمان ابن صالح الأنطاكي عن محمود بن خالد عن أبيه عن المطعم بن المقدام عن نافع ، وسئل أحمد عن هذا الحديث فقال يرويه سليمان بن موسي عن نافع عن ابن عمر وهذا مبالغة من النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ في تحريمه لسد أذنيه وعدوله عن الطريق و لم يكتف بأحدهما عن الآخر ولأنها من المزامير ولا بلغنا عن أحد من العلماء الرخصة في المزمار فهي كالطنبور بل هو أغلظ فإنه ورد فيها ما لم يرد فيه وأما الغناء فقد اختلف العماء فيه وكان أهل المدينة يرخصون فيه وخالفهم كثير من أهل العلم وعابوا قولهم قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الغناء ينبت النفاق في القلب وقال مكحول من مات وعنده مغنية لم يصل عليه وقال معمر لو أن رجلا أخذ بقول أهل المدينة في السماع يعني الغناء وأتيان النساء فى أدبارهن وبقول أهل مكة فى المتعة والصرف وبقول أهل الكوفة في المسكر كان شر عباد الله وسئل مالك بن أنس عن ما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء فقال إنما يفعله عندنا الفساق وكذلك قال
الورقة الخامسة :
إبراهيم بن المنذر الحزامي وعلي كل حال فهو مكروه ليس من شأن أهل الدين فأما فعله في المساجد فلا يجوز فإن المساجد لم تبن لهذا ويجب صونها عما هو أدني منه فكيف بهذا الذي هو شعار الفساق ومنبت النفاق وأما الدف فهو أسهل هذه الخصال وقد أمر به النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ في النكاح وجاءت الرخصة فيه في غير النكاح أيضا ولا يتبين لي تحريمه إلا أن يكون الصارب به رجلاً يتشبه بالنساء فيحرم لما فيه من تشبه الرجال بالنساء ويضرب به عند الميت فيكون ذلك إظهار السخط بقضاء الله والمحاربة له فأما إن خلا من ذلك فلست أراه حراما بحال وقد كان أصحاب عبد الله بن مسعود يخرقون الدفوف ويشددون [ في الحاشية : في الأصل ويشدون وهو غلط ]فيها وذكر ذلك أحمد عنهم ولم يذهب إليه لأن السنة وردت بالرخصة فيه وهي أحق ما اتبع فقد روي عياض بن غنم صاحب رسول الله صلي الله عليه وسلم شهد عيداً بالأنبار فقال ما أراكم تقلسون كانوا يقلسون في زمان رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ يفعلونه قال يزيد بن هارون التقليس ضرب الدف وقال أنس بن مالك مر النبي صلي الله عليه وسلم بجوار من بني النجار وهن يضربن بدف لهن وهن يقلن :
نحن جوار من بني النجار ... وحبذا محمد من جار
فقال يعلم الله إني أحبكم ، وروي أن امرأة قالت للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إني نذرت أن سلمك الله أن أضرب علي رأسك بالدف فقال : إن كنت نذرت فأفعلي وإلا فلا . أو كما جاء وفي الجملة أنه وإن رخص فيه للأعب يعتقده لعباً ولهواً فأما من يجعله ديناً ويجعل استماعه واستماع الغناء قربة وطريقاً إلي الله سبحانه فلا يكاد يوصله ذلك إلا إلي سخط الله ومقته وربما انضم إلي ذلك النظر إلي النساء المحرمات أو غلام جميل يسلبه دينه ويفتن قلبه ويخالف ربه في قوله سبحانه { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ } [النور 30] كان ذلك دليلا علي تسمحه المخالفة لقوله { وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ } [النور 30] ولم يكن ذلك أزكي لهم ومن ابتلي بمخالفة أول الأية فليبادر إلي العمل بآخرها { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [ النور 31 ] وقد قال بعض التابعين ما أنا بأخوف عليَ
الورقة السادسة :
الشاب الناسك من سبع ضار أكثر من الغلام الأمرد يقعد إليه وقال أبو سهل سيكون في هذه الأمة قوم يقال لهم اللوطيون علي ثلاثة أصناف صنف ينظرون وصنف يصافحون وصنف يعملون وعن الحسن بن ذكوان أنه قال : لا تجالسوا أولاد الأغنياء فإن لهم صور كصور النساء وهم أشد فتنة من العذاري و لا ينبغي لأحد أن يغتر بنفسه أو يثق إلي ما يظن في نفسه من صلابة دينه وقوة إيمانه فإن من خالف حدود الله تعالي ونظر إلي ما منعه الشرع من النظر نزعت منه العصمة ووكل إلي نفسه وكيف يغتر عاقل بذلك وقد علم ما ابتلي به داود نبي الله عليه السلام وهو أعبد البشر ونبي من أنبياء الله تعالي يأتيه خبر السماء وتختلف إليه الملائكة بالوحي ومع ذلك وقع فيما وقع فيه من الذنب بسبب نظرة نظرها وبعض عباد بني إسرائيل عبد الله سبعين عاماً ثم نظر إلي امرأة فاتتن بها وبرصيص العابد كان هلاكه بسبب النظر والنبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ يقول لعلي عليه السلام لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولي وليست لك الآخرة وهو من سادات هذه الأمة ومحله من الدين والعلم والمعرفة بالله تعالي وبحقه وحدوده وحرماته فمن أنت أيها المغرور الجاهل بنفسه انظر أين أنت من هؤلاء المذكورين وقد روي أسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ما نزلت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء وجاء في الأثر أن النظرة سهم مسموم من سهام إبليس وقال النبي صلي الله عليه وسلم العينان يزنيان وزناهما النظر وقال الفضيل بن عياض الغناء رقية الزنا فإذا اجتمعت رقية الزنا وداعيته ورائده فقد استكملت اسبابه وقد روي عن عمر بن عبد العزيز أنه قال أنه بلغني عن الثقات من حملة العلم أن حضو المعازف واستماع الأغاني واللهج بها ينبت النفاق في القلب كما ينبت العشب الماء ولعمري لتوقي ذلك بترك حضور تلك المواطن أيسر علي ذي الذهن من الثبوت علي النفاق في قلبه وهو حين يفارقها لا يعتقد بما أذناه علي شئ مما ينتبفع به فمن أحب النجاة غدا والمصاحبة لأئمة الهدي والسلامة من طرق الردي فعليه بكتاب الله فليعمل بما فيه
الورقة السابعة :
وليتبع رسول الله صلي الله عليه وسلم وصحابته فلينظر ما كانوا عليه فلا يعدوه بقول ولا فعل وليجعل عبادته واجتهاده علي سنتهم وسلوكه في طريقتهم وهمته في اللحاق بهم فإن طريقهم هو الصراط المستقيم الذي علمنا الله سبحانه سؤاله وجعل صحة صلاتنا موقوفة علي الدعاء له فقال سبحانه معلما لنا { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ . صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة 6 ، 7] آمين فمن شكك أن النبي ـ صلي الله عليه وسلم علي الصراط المستقيم فقد مرق من الدين وخرج من جملة المسلمين ومن علم ذلك وصدق به ورضي بالله رباً وبالإسلام دينا وبمحمد نبياً وعلم أن الله تعالي قد أمر بإتباع نبيه بقوله سبحانه { وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } [الأعراف158 ] وغير ذلك من الأيات وقول النبي ـ صلي الله عليه وسلم " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وأياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " وقوله عليه السلام " خير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها فما باله يلتفت عن طريقه يميناً وشمالاً وينصرف عنها حالاً فحالاً ويطلب الوصول إلي الله سبحانه من سواها ويبتغي رضاه فيما عداها أتراه يجد أهدي منها سبيلا ويتبع خيراً من رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ دليلاً كلا لن يجد سوي سبيل الله سبحانه إلا سبيل الشيطان ولن يصل من غيرها إلا إلي سخط الرحمن قال الله تعالي { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام 153] وروي عن النبي صلي الله عليه وسلم أن خط خطاً مستقيماً فقال هذا سبيل الله وخط من وراءه خطوطاً فقال هذه سبل الشيطان علي كل سبيل منها شيطان يدعو إليه من أجابهم إليها قذفوه في النار . أو كما جاء الخبر فاخبر أن ما سوي[في المخطوط : انما] سبيل الله هي سبل الشيطان من سلكها قذف في النار وسبيل الله التي مضي عليها رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ وأولياؤه والسابقون الأولون واتبعهم فيها التابعون بإحسان إلي يوم
الورقة الثامنة والأخيرة :
الدين {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [ التوبة 100] فمن سلكها سعد ومن تركها بعد وطريق رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ وسنته وأخلاقه وسيرته وما كان عليه في عبادته وأحواله مشهور بين أهل العلم ظاهرا لمن أحب الأقتداء به وأتباعه وسلوك منهجه والحق واضح لمن أراد الله هدايته وسلامته ومن يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ثبتنا الله و أياكم علي صراطه المستقيم وجعلنا وأياكم ممن {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ . خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ }[التوبة 21 ، 22 ] فيا أيها الآدمي المسكين المخلوق لأمر عظيم الذي خلقت من أجله الجحيم وجنات النعيم إذا أنت أصغيت إلي الملاهي بسمعك ونظرت إلي محارم الله ببصرك وأكلت الشبهات بفيك وادخلتها إلي بطنك ورضيت لنفسك برقصك ونقصك وأذهبت أوقاتك العزيزة في هذه الأحوال الخسيسة وضيعت عمرك الذي ليست له قيمة في كسب هذه الخصال الذميمة وشغلت بدنك المخلوق للعبادة بما نهي عنه عباده وجلست في مجالس البطالين وعملت أعمال الفاسقين والجاهلين فسوف تعلم إذا انكشف الغطاء ونزل القضاء ماذا يحل بك من الندم يوم تري منازل السابقين [ في المخطوط : السابعين ] وأجور العاملين وأنت مع المخلفين المفرطين معدود في جملة المبطلين الغافلين قد زلت بك القدم ونزل بك الألم واشتد بك الندم فيومئذ لا يرحم من بكي ولا يسمع من شكي ولا يقال من ندم ولا ينجو من عذاب الله إلا من رحم ايقظنا [ في المخطوط : ايقضنا ] الله وأياكم من سنة الغفلة واستعملنا وأياكم بما خلقنا له برحمته .
تمت الفتيا والحمد لله وحده وصلي الله علي سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
قد تم نقل هذه القتيا للأمام الموفق بن قدامة بقلم الفقير إلي الله تعالي سليمان بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن عبد الله بن حمد الصنيع في يوم الأثنين المبارك الموافق الثامن والعشرين من شهر شوال سنة 1360 ستين وثلاثمائة وألف هجرية وذلك عن نسخة خطية حديثة الخط غير مؤرخة وصلي الله علي سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .
وتم مقابلة ذلك علي أصله المنقول عنه فصح إن شاء الله .

[حامل المسك]

أرجو مراجعته وتدقيقه ثم نشره .

[حامل المسك]

رواه الخلال في جامعه عن عوف بن محمد المصري

في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأبي بكر بن الخلال
أخبرني محمد بن عوف الحمصي ،
وليس المصري .