المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسد الدين سالم
فكل هذه الطرق ضعيفة بضعفه ، فأستاذه الهكاري كذاب في العقيدة ، و تلميذه ابن كادش كذاب في العقيدة ، و العشاري أدخلوا عليه أشياء فحدث بها ومنها كما قال الذهبي هذه العقيدة، على ما سأبينه، و الذهبي أعلم مني و منك. وما أتيت به فيما بعد فهو تخمينات يدل الدليل على خلافها.
ثم لم تعرف هذه العقيدة إلا عند الحنابلة ، وكثير منهم معروفون باللعب و التحريف في كتب العقائد خاصة . و لم تعرف هذه العقيدة عن أحد من الشافعية أتباعه و تلاميذه .
بل فيها اتباع للمتشابه الذي نهى الله عنه و نهى عنه رسوله و السلف الصالحين وأمروا بإمراره إمرار تنزيه لا إمرار تكييف.
وفيها أنها تخالف طريقة القرآن في الحديث عن صفات الله ، فطريقة القرآن في الإخبار عن الصفات هي الحديث عن وجوده تعالى وقيوميته وحياته قدرته وعلمه و ملكه و إحاطة سمعه و بصره للأشياء و تدبيره و إرادته و مشيئته و تقديره و تصريف الأمور و التخليق و الترزيق و الإحياء و الإماتة و الإيجاد و الإعدام....إلخ ، و وحدانيته في ذلك كله و تفرده به.... إلخ من صفات الكمال...
قال الذهبي في الميزان ، و أقره ابن حجر في اللسان : ((محمد بن على بن الفتح، أبو طالب العشارى.
شيخ صدوق معروف، لكن أدخلوا عليه أشياء فحدث بها بسلامة باطن، منها حديث موضوع في فضل ليلة عاشوراء.ومنها عقيدة للشافعي.)) انتهى كلام الذهبي ، ونكل أمر الباطن إلى إلى الله فهو أعلم به.
الأسانيد فيها مجاهيل كما ترون و هو ليس بذاك حتى نثبت به أصولا للدين. مع أن فيها العشاري وهو يسقط الكتاب.
(( محمد بن علي بن الفتح )) هو نفسه العشاري المتهم ، فالأسانيد الثلاثة تدور عليه، فتنبه .
الكل يعرف جيدا أن هذا ليس أسلوبا علميا للمحدثين في التصحيح و التضعيف ، الأسلوب العلمي هنا - لمعرفة سبب انتشارها - هو البحث عن أحوال السند و طبيعة المتن ، فلو قلنا سبب انتشارها هو سبب انتشارها لزم الدور ، وهو باطل. فلا بد أن يتركز البحث في الأسانيد.
ثم إننا لا نشك في أنه كذاب أو يروي الأباطيل تعمدا - مع أن الذهبي أثبته بالدليل- ولكن حتى و إن قيل عن محدث إنه فاضل أو ثقة فهذا لا يعني تنزيهه عن الخطأ أو السهو .
و هذا الأسلوب في تصحيح العقائد يذكرني بتعليق ابن القيم على حديث ألفاظه منكرة وهو: ((فأصبح ربُّك عزَّ وجلَّ يطيفُ في الأرض، وخلَتْ عليه البلاد )) فقال : ((هذا حديث كبير جليل، تنادي جلالتُه وفخامتُه وعظمتُه على أنه قد خَرَج من مشكاة النبوة )) قتامل!!
اتق الله ياشيخ !! الأمر ليس بهذه البساطة ! (فلم يعرف عن ابن العشاري مثل هذا إطلاقاً) !! بل عرف ؛ لأن الذهبي قدم تعليلا لنقده إياه فقال:
(( العشارى: حدثنا أحمد بن منصور البوشرى ، حدثنا أبو بكر النجاد، حدثنا الحربى، حدثنا سريج بن النعمان، حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن الاعرج، عن أبي هريرة مرفوعا: صوموا عاشوراء ووسعوا على أهاليكم، فقد تاب الله فيه على آدم ...إلى أن قال: فمن صامه كان كفارة أربعين سنة، وأعطى ثواب ألف شهيد، وكتب له أجر سبع سموات...إلى أن قال: وفيه خلق الله السموات والارض، والعرش والقلم، وأول يوم خلق يوم عاشوراء.
فقبح الله من وضعه، والعتب إنما هو على محدثي بغداد كيف تركوا العشارى يروى هذه الاباطيل.)) انتهى كلام الذهبي ،
ثم قال في آخر ترجمته : ((وقال الخطيب : كتبت عنه، وكان ثقة صالحا.
مات سنة إحدى وخمسين وأربعمائة.
قلت: ليس بحجة.)) نتهى كلام الذهبي.
و قد تقدم تصريح الذهبي بأن الرسالة موضوعة، وقد حدّث بها العشاريُ.
و أنت أيضا هذا تسرع و تعجل في اعتقادك لشيء مشكوك فيه ، و لا يضرك هذا بإذن الله، ولا يضر الأمة لو تلقت عقيدتها من مصادر ظنية !!
** أين رواها أبو حاتم في مناقب الشافعي ؟؟ فقد قرأت مناقب الشافعي له فلم أجدها فيه !!أرجو أن تحيلني على طبعة جيدة لأنني تفقدته صفحة صفحة فلم أجد شيئا من هذا ، عندي طبعة دار الكتب العلمية وطبعاتها معروفة بالسقط.
ثم ماهاذا الاختلاف ؟ أنت قلت (شيئا منها ) و قلت : ( فذكر أول هذه العقيدة) فكيف تنسب له العقيدة بأكملها و أنت تقول "شيئا منها" أو "أولها" ؟؟ لأن هناك فرقا كبيرا بين أن يكون بعضها ثابت و بين أو أن تكون كلها ثابتة.
بل وجدت وصية الشافعي بإسناد صحيح في مناقبه من تأليف البيهقي 2\288 ط أحمد صقر , لا يوجد فيها شيء مما في هذه العقيدة ، وقال البيهقي بعدها: (( ولم يغير وصيته هذه )) فهذا دليل على أن كل وصية بخلاف هذه الوصية التي رواها البيهقي في مناقب الشافعي إنما هي كذب على الإمام. أولها : (( أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله ، صلى الله عليه و سلم ، لم يزل يدين بذلك و به يدين حتى يتوفاه الله تعالى و يبعثه عليه إن شاء الله تعالى، و أنه يوصي نفسه و جماعة من سمع وصيته بإحلال ما أحل الله تبارك و تعالى في كتابه ثم على لسان نبيه ، صلى الله عليه و سلم ، و تحريم ما حرم الله في الكتاب ثم في السنة ولا يجاوزون من ذلك إلى غيره ، فإن مجاوزته ترك فرض الله ، و ترك ما خالف الكتاب و السنة وهما من المحدثات ....)) إلى أن قال : (( ولم يغير وصيته هذه ))
أولا :أخي الحبيب ، هل تعرف معنى التواتر؟؟
ثانيا: شيخ الإسلام الهكاري هذا :
قال عنه ابن حجر في اللسان :
((علي بن أحمد شيخ الإسلام أبو الحسن الهكاري.
روى عن عبد الله بن نطيف وقال أبو القاسم بن عساكر: لم يكن موثوقاً به.
وقال ابن النجار: "متهم بوضع الحديث وتركيب الأسانيد قاله في ترجمة عبد السلام بن محمد انتهى وكان المؤلف[ يعني الذهبي] ما رأى ترجمته في تاريخ ابن النجار)) إلى أن قال : ((وحدث بالكثير انتقد عليه وكان الغالب على حديثه الغرائب والمنكرات وفي حديثه أشياء موضوعة ورأيت بخط بعض أصحاب الحديث أنه كان يضع الحديث بأصبهان وقال أبو نصر اليونارتي: لم يرضه الشيخ أبو بكر بن الخاضبة ))
ثالثا: هذه العقيدة التي جاء بها الذهبي هنا ليست كاللتي في المخطوطين و طبقات الفراء, بل هي جزء منهما، ليست إلا المقدمة مما في المخطوطات مع اختصار شديد، وهذه هي كاملة كما في السير حتى يتسنى للقارئ النقد و الحكم : ((وكذا وصية الشافعي من رواية الحسين بن هشام البلدي غير صحيحة .وقال شيخ الاسلام علي بن أحمد بن يوسف الهكاري في كتاب " عقيدة الشافعي " له: أخبرنا أبو يعلى الخليل بن عبدالله الحافظ، أخبرنا أبو القاسم بن علقمة الابهري، حدثنا عبدالرحمن بن أبي حاتم، حدثنا يونس بن عبدالاعلى، سمعت أبا عبدالله الشافعي يقول - وقد سئل عن صفات الله تعالى وما يؤمن به - فقال: لله أسماء وصفات جاء بها كتابه، وأخبر بها نبيه صلى الله عليه وسلم أمته، لا يسع أحدا قامت عليه الحجة ردها، لان القرآن نزل بها، وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم القول بها، فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه، فهو كافر، فأما قبل ثبوت الحجة، فمعذور بالجهل، لان علم ذلك لا يدرك بالعقل، ولا بالروية والفكر، ولا نكفر بالجهل بها أحدا إلا بعد انتهاء الخبر إليه بها، ونثبت هذه الصفات، وننفي عنها التشبيه، كما نفاه عن نفسه، فقال: (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير) )) اهــ من السير. وهي أيضا رواية المقدسي في الكتاب المنسوب إليه باسم العلو تحقيق البدر ص123.
هنا ينص الذهبي على أن الوصية برواية البلدي غير صحيحة. لماذا ؟ لأن البيهقي روى وصية الشافعي - كما قلت قبلا – في المناقب ، ثم قال : (( ولم يغير و صيته هذه)) اهـ
و بما أن رواية البلدي في سندها انقطاع بين أبي شعيب المجهول و أبي ثور اللذان لم يسمعا من الشافعي، و بما أن هذه الرواية تخالف رواية البيهقي الناصعة التي لا يوجد فيها شيء مما في وصية البلدي، فقد بين الذهبي زيفها.
أما بالنسبة للعقيدة برواية الهكاري فهذه العقيدة و إن كان ما فيها صحيح المعاني بخلاف تلك المخطوطة إلا أن إسنادها فيه الهكاري الكذاب. و الذهبي لم يعلق عليها هنا في السير ، بل علق عليها في العلو فقال في طبقة الشافعي و أحمد : ((روى شيخ الإسلام أبو الحسن الهكاري والحافظ أبو محمد المقدسي بإسنادهم إلى أبي ثور وأبي شعيب كلاهما عن الإمام محمد بن إدريس الشافعي ناصر الحديث رحمه الله تعالى قال: القول في السنة التي أنا عليها ورأيت عليها الذين رأيتهم مثل سفيان ومالك وغيرهما الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن الله على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء وينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء وذكر سائر الإعتقاد .
وبإسناد لا أعرفه عن الحسين بن هشام البلدي قال: هذه وصية الشافعي: أنه يشهد أن لا إله إلا الله فذكر الوصية بطولها وفيها القرآن غير مخلوق وأن الله يرى في الآخرة عيانا ويسمعون كلامه وأنه تعالى فوق العرش.
إسنادهما واه)) انتهى كلام الذهبي كما في العلو.
أبو شعيب مجهول ، عداك عن الهكاري الكاذب.
و تأمل قول الذهبي في العقيديتين : (( إسنادهما )) يعني في عقيدة البلدي و عقيدة الهكاري التي هي مطابقة لرواية العشاري.
و مخطوطة مركز ودود[وهي التي أقصد بقولي برواية العشاري] فيها اللؤلؤي مجهول عداك عن العشاري الذي يدور عليه السند..
بل قصدها بقوله : ((، لكن أدخلوا عليه أشياء فحدث بها بسلامة باطن، منها حديث موضوع في فضل ليلة عاشوراء. ومنها عقيدة للشافعي.ومنها عقيدة للشافعي))اهـ
قال الذهبي في السير في ترجمة جعفر بن زيد : ((قلت: له[لأبي زيد] كتاب " البرهان " في السنة، سمعناه، وعليه فيه مآخذ رحمه الله.أخبرنا ابن مؤمن، أخبرنا الحسين بن أبي بكر، أخبرنا جعفر بن زيد، أخبرنا أحمد بن عبيدالله العكبري، أخبرنا أبو طالب الحربي، أخبرنا ابن مردك، أخبرنا عبدالرحمن بن أبي حاتم، حدثنا يونس، سمعت الشافعي يقول: نثبت هذه الصفات التي جاء بها القرآن ووردت بها السنة، وننفي التشبيه عنه كما نفي عن نفسه، فقال: (ليس كمثله شئ) ))اهـ
لاحظ هذا الاختصار ، فقد تكون هذه العبارة الموجزة هي الأصل ثم حرفها بعض المحرفين الذين تعودوا على اللعب بدين المسلمين ممن عرف عنهم ذلك فزاد عليها الزيادة الموجودة في المخطوط ، فاشمأز الإمام الذهبي منها فقال فيها ما قال.
ثم هذه المخطوطة التي رفعتها فيها (( لخبطة )) فليست عقيدة واحدة بل عقيدتان ، الأولى مسندة يرويها ابن كادش عن العشاري ، و تتبعها الثانية بعد فراغ صفحة بيضاء بدون إسناد. ولو كان لدي وقت لرفعت الصور للبيان.