الإخوة الأكارم /
تمر بنا هذه الأيام ريحا شديدة تحمل غبارا يؤثر على الإنسان ، ويشق عليه .
وقد رأى بعض أئمة المساجد هذه الليلة جمع صلاتي المغرب والعشاء ، وأشكل ذلك على البعض .
فبحثت بحثا قصيرا قاصرا فوجدت أن الفقهاء قد أشاروا في كتاب صلاة أهل الأعذار إلى جواز الجمع حالَ الريح الشديدة الباردة .
ولم أرَ - حسب بحثي القاصر - من أشار إلى الريح الشديدة التي تحمل غبارا سوى الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله ، حيث قال في الشرح الممتع في كتاب صلاة أهل الأعذار من كتاب الصلاة :
قوله : « وريح شديدة باردة » اشترط المؤلف شرطين للريح :
1 ـ أن تكون شديدة .
2 ـ وأن تكون باردة .
وظاهر كلامه : أنه لا يشترط أن تكون في ليلة مظلمة ، بل يجوز الجمع للريح الشديدة الباردة في الليلة المقمرة أيضاً .
فإذا قال قائل : ما هو حد الشدة والبرودة ؟.
فالجواب على ذلك :
أن يقال : المراد بالريح الشديدة ما خرج عن العادة ، وأما الريح المعتادة فإنها لا تبيح الجمع ، ولو كانت باردة ، والمراد بالبرودة ما تشق على الناس .
فإن قال قائل : إذا اشتد البرد دون الريح هل يباح الجمع ؟.
قلنا : لا ، لأن شدة البرد بدون الريح يمكن أن يتوقاه الإِنسان بكثرة الثياب ، لكن إذا كان هناك ريح مع شدة البرد فإنها تدخل في الثياب ، ولو كان هناك ريح شديدة بدون برد فلا جمع ؛ لأن الرياح الشديدة بدون برد ليس فيها مشقة ، لكن لو فرض أن هذه الرياح الشديدة تحمل تراباً يتأثر به الإِنسان ويشق عليه ، فإنها تدخل في القاعدة العامة ، وهي المشقة ، وحينئذٍ يجوز الجمع ) أ.هـ.
21 / 3 / 1428هـ