تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 15 من 15

الموضوع: جمع مختصر في اثبات أفضلية ليلة النصف من شعبان

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    13

    افتراضي جمع مختصر في اثبات أفضلية ليلة النصف من شعبان

    فضائل أيام شهر شعبان عموماً :
    حَدَّثَنِي يَحْيَى عَنْ مَالِك عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ:
    "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لَا يَصُومُ وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلَّا رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ"
    (موطأ مالك)
    حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي النضر عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت:
    "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان"

    "حدثنا معاذ بن فضالة حدثنا هشام عن يحيى عن أبي سلمة أن عائشة رضي الله عنها حدثته قالت:
    لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا أكثر من شعبان فإنه كان يصوم شعبان كله وكان يقول خذوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وأحب الصلاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما دووم عليه وإن قلت وكان إذا صلى صلاة داوم عليها"
    "حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي النضر عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت
    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان"
    ( البخاري )
    "حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد جميعا عن ابن عيينة قال أبو بكر حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي لبيد عن أبي سلمة قال سألت عائشة رضي الله عنها :
    عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان يصوم حتى نقول قد صام ويفطر حتى نقول قد أفطر ولم أره صائما من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان كان يصوم شعبان كله كان يصوم شعبان إلا قليلا" (صحيح مسلم _ كتاب الصوم )


    قال النبي –صلى الله عليه وسلم- لما سأله أسامة بن زيد –رضي الله عنهما-قائلاً: يا رسول الله! لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان ؟ فقال –صلى الله عليه وسلم-: ((ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)).
    "رواه أحمد(5/201) والنسائي(4/201) وابن خزيمة في صحيحه والضياء في المختارة وغيرهم وسنده حسن، صححه ابن خزيمة وحسنه الضياء،والمنذري والألباني وغيرهم".



    فضائل ليالي النصف من شعبان خصوصاً :
    "حدثنا الصلت بن محمد حدثنا مهدي عن غيلان ح و حدثنا أبو النعمان حدثنا مهدي بن ميمون حدثنا غيلان بن جرير عن مطرف عن عمران بن حصين رضي الله عنهماعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأله أو سأل رجلا وعمران يسمع فقال: يا أبا فلان أما صمت سرر هذا الشهر قال أظنه قال يعني رمضان قال الرجل لا يا رسول الله قال فإذا أفطرت فصم يومين
    لم يقل الصلت أظنه يعني رمضان قال أبو عبد الله وقال ثابت عن مطرف عن عمران عن النبي صلى الله عليه وسلم من سرر شعبان " ( (صحيح البخاري _باب صوم شعبان)
    "وَالسَّرَر بِفَتْحِ السِّين الْمُهْمَلَة وَيَجُوزُ كَسْرُهَا وَضَمُّهَا جَمْعُ سُرَّةٍ وَيُقَال أَيْضًا سِرَار بِفَتْحِ أَوَّله وَكَسْرِهِ ، وَرَجَّحَ الْفَرَّاء الْفَتْح ، وَهُوَ مِنْ الِاسْتِسْرَار ، قَالَ أَبُو عُبَيْد وَالْجُمْهُور : الْمُرَاد بِالسُّرَرِ هُنَا آخِر الشَّهْر ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِاسْتِسْرَارِ الْقَمَر فِيهَا وَهِيَ لَيْلَة ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَتِسْع وَعِشْرِينَ وَثَلَاثِينَ . وَنَقَلَ أَبُو دَاوُدَ عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ وَسَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيز أَنَّ سُرَره أَوَّله ، وَنَقَلَ الْخَطَّابِيُّ عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ كَالْجُمْهُورِ ، وَقِيلَ السُّرَر وَسَطُ الشَّهْر حَكَاهُ أَبُو دَاوُدَ أَيْضًا وَرَجَّحَهُ بَعْضهمْ ، وَوَجَّهَهُ بِأَنَّ السُّرَر جَمْع سُرَّة وَسُرَّة الشَّيْء وَسَطه ، وَيُؤَيِّدُهُ النَّدْبُ إِلَى صِيَام الْبِيضِ وَهِيَ وَسَط الشَّهْر وَأَنَّهُ لَمْ يَرِد فِي صِيَام آخِر الشَّهْر نَدْب ، بَلْ وَرَدَ فِيهِ نَهْيٌ خَاصٌّ وَهُوَ آخِر شَعْبَان لِمَنْ صَامَهُ لِأَجْلِ رَمَضَان"
    ( فتح الباري )


    "ويجوز أن يكون معنى قوله: « سرر هذا الشهر » أى من وسطه، لأنها الأيام الغر التى كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بصيامها، وسرارة كل شىء وسطه وأفضله.
    قال ذو الرمة يصف حمارًا:
    كأنه عن سرار الأرض محجوم يريد عن وسطها، وهو موضع الكلأ منها، وقال ابن السكيت: سرار الأرض أكرمه وأفضله". (شرح ابن بطال)

    "فَكَأَنَّهُ يَقُول : يُسْتَحَبّ أَنْ تَكُون الْأَيَّام الثَّلَاثَة مِنْ سُرَّة الشَّهْر ، وَهِيَ وَسَطُهُ ، وَهَذَا مُتَّفَقٌ عَلَى اِسْتِحْبَابه" (شرح مسلم _ للنووي)

    "حدثنا أبو بكر النيسابوري قال : ثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : ثنا عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، عن عبد الملك بن عبد الملك ، عن مصعب بن أبي ذئب ، عن القاسم بن محمد ، عن أبيه ، أو عن عمه ، عن جده أبي بكر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا في ليلة النصف من شعبان ، فيغفر فيها لكل بشر ما خلا كافرا أو رجلا في قلبه شحناء » في رواية أخرى : « إلا رجلا مشركا أو في قلبه شحناء » وفي رواية أبي موسى قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « ينزل ربنا إلى السماء الدنيا في النصف من شعبان فيغفر لأهل الأرض إلا مشركا أو مشاحنا »"
    (الإبانة الكبرى _ ابن بطة )

    أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى ، حدثنا أبو العباس الأصم ، أخبرنا الربيع ، أخبرنا الشافعي ، أخبرنا إبراهيم بن محمد ، قال : قال ثور بن يزيد : عن خالد بن معدان ، عن أبي الدرداء ، قال : « من قام ليلتي العيدين لله محتسبا لم يمت قلبه حين تموت القلوب »
    (شعب الإيمان _البيهقي)
    أخبرنا محمد بن المعافى العابد بصيدا ، وابن قتيبة وغيره ، قالوا : حدثنا هشام بن خالد الأزرق ، قال : حدثنا أبو خليد عتبة بن حماد ، عن الأوزاعي ، وابن ثوبان ، عن أبيه ، عن مكحول ، عن مالك بن يخامر ، عن معاذ بن جبل ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يطلع الله إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن » (صحيح ابن حبان)
    "أخبرنا أبو سعيد قال : حدثنا أبو العباس قال : أخبرنا الربيع قال : أخبرنا الشافعي قال : أخبرنا إبراهيم بن محمد قال : قال ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن أبي الدرداء قال : « من قام ليلتي العيد لله محتسبا لم يمت قلبه حين تموت القلوب » قال الشافعي : وبلغنا أنه كان يقال : إن الدعاء يستجاب في خمس ليال : ليلة الجمعة ، وليلة الأضحى ، وليلة الفطر ، وأول ليلة من رجب ، وليلة النصف من شعبان"
    (معرفة السنن والآثار _ للبيهقي)
    "أخبرنا أبو مالك الجنبي نا الحجاج وهو بن أرطاة عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عن عائشة قالت : قدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فخرجت في أثره فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في البقيع رافعا يديه إلى السماء يدعو فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بنت أبي بكر ما الذي أخرجك فقالت أشفقت أو خفت أن تكون خرجت إلى بعض نسائك فقال ما أخرجك ثم قال إذا كان ليلة النصف من شعبان ينزل الرب تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيغفر من الذنوب أكثر من عدد شعر غنم كلب"

    "أخبرنا عبد الرزاق أنا إبراهيم بن عمر الأنباري أنه سمع الوضين بن عطاء يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يطلع ليلة النصف من شعبان فيغفر الذنوب لأهل الأرض إلا لمشرك أو مشاحن وله في تلك الليلة عتقاء عدد شعر مسوك غنم كلب قال إسحاق فسره الأوزاعي أن المشاحن المبتدع الذي يفارق أمة" (مسند ابن راهويه)

    "وقد روى مصعب بن أبي ذئب ، عن القاسم بن محمد ، عن أبيه ، أو عمه ، عن أبي بكر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا كان ليلة النصف من شعبان ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا فيغفر لعباده إلا ما كان من مشرك أو مشاحن لأخيه »
    وهذه الأحاديث التي ذكرت عن محمد بن أبي بكر ، عن أبيه في بعض أسانيدها ضعف وهي عندي والله أعلم مما لم يسمعها محمد بن أبي بكر من أبيه لصغره ولكن حدث بها قوم من أهل العلم فذكرنا وبينا العلة فيها".
    "حدثنا عمرو بن مالك قال : نا عبد الله بن وهب قال : نا عمرو بن الحارث قال : حدثني عبد الملك بن عبد الملك ، عن مصعب بن أبي ذئب ، عن القاسم بن محمد ، عن أبيه أو عمه ، عن أبي بكر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا كان ليلة النصف من شعبان ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا فيغفر لعباده إلا ما كان من مشرك أو مشاحن لأخيه »
    وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي بكر إلا من هذا الوجه وقد روي عن غير أبي بكر ، وأعلى من رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر وإن كان في إسناده شيء فجلالة أبي بكر تحسنه ، وعبد الملك بن عبد الملك ليس بمعروف ، وقد روى هذا الحديث أهل العلم ونقلوه واحتملوه فذكرناه لذلك" ( البحر الزخار مسند البزار)
    "حدثنا الأصبغ بن الفرج المصري ، قال : أخبرني ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن عبد الملك ، عن مصعب بن أبي الحارث ، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر ، عن أبيه ، أو عن عمه ، عن جده أبي بكر ، رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ينزل ربنا تبارك وتعالى ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لكل نفس إلا مشرك بالله ومشاحن »"
    "حدثنا الأصبغ بن الفرج المصري ، قال : أخبرني ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن عبد الملك ، عن مصعب بن أبي الحارث ، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر ، عن أبيه ، أو عن عمه ، عن جده أبي بكر ، رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ينزل ربنا تبارك وتعالى ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لكل نفس إلا مشرك بالله ومشاحن »" (الرد على الجهمية _ الدارمي)

    وهذا الحديث حدثناه محمد بن إسماعيل قال : حدثنا سعيد بن منصور ، حدثنا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ، أن عبد الملك بن عبد الملك ، حدثه عن المصعب بن أبي ذئب ، عن القاسم بن محمد ، عن أبيه أو عمه ، عن جده ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ينزل الله تبارك وتعالى ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لكل نفس إلا إنسانا في قلبه شحناء أو مشرك بالله »
    وفى النزول في ليلة النصف من شعبان أحاديث فيها لين ، والرواية في النزول في كل ليلة أحاديث ثابتة صحاح ، فليلة النصف من شعبان داخلة فيها إن شاء الله .
    ( الضعفاء للعقيلي )



    آثار الصحابة والتابعين وبعض العلماء المحققين :
    قال عبد الرزاق : وأخبرني من سمع البيلماني يحدث عن أبيه عن ابن عمر قال : خمس ليال لا ترد فيهن الدعاء ، ليلة الجمعة ، وأول ليلة من رجب ، وليلة النصف من شعبان ، وليلتي العيدين.

    " عبد الرزاق عن محمد بن راشد قال : حدثنا مكحول عن كثير بن مرة أن الله يطلع ليلة النصف من شعبان إلى العباد ، فيغفر لاهل الارض إلا رجل مشرك أو مشاحن "
    (مصنف عبد الرزاق)

    "حدثني أبو معمر ، نا عباد بن العوام ، قال : قدم علينا شريك فسألناه عن الحديث ، « إن الله ينزل ليلة النصف من شعبان » قلنا : إن قوما ينكرون هذه الأحاديث ، قال : فما يقولون ؟ قلنا : يطعنون فيها ، فقال : إن الذين جاءوا بهذه الأحاديث هم الذين جاءوا بالقرآن وبأن الصلوات خمس وبحج البيت وبصوم رمضان فما نعرف الله إلا بهذه الأحاديث "
    (السنة _ لعبد الله بن أحمد )

    "قال الشافعي: وبلغنا انه كان يقال ان الدعاء يستجاب في خمس ليال في ليلة الجمعة وليلة الاضحى وليلة الفطر واول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان" (السنن الكبرى _ البيهقي)

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "ومن هذا الباب ليلة النصف من شعبان. فقد روي في فضلها من الأحاديثِ المرفوعةِ والآثارِ ما يقتضي أنها ليلة مفضلةٌ، وأنَّ منَ السلفِ من كان يخصها بالصلاة فيها.
    وصومُ شهر شعبانَ قد جاءت فيه أحاديث صحيحة، ومن العلماء من السلف من أهل المدينة وغيرهم من الخلَفِ من أنكر فضلها، وطعنَ في الأحاديث الواردة فيها، كحديث: ((إن الله يغفر فيها لأكثر من عدد شعر غنم بني كلب))، وقال: لا فرق بينها وبين غيرها.
    لكن الذي عليه كثير من أهل العلم أو أكثرهم من أصحابنا وغيرهم على تفضيلها، وعليه يدل نص أحمد، لتعدد الأحاديث الواردة فيها، وما يصدق ذلك من الآثار السلفية، وقد روي بعضُ فضائلها في المسانيد والسنن، وإن كان قد وضع فيها أشياء أخر.
    فأمَّا صوم يوم النصف مفرداً فلا أصل له، بل إفراده مكروه. وكذلك اتخاذه موسماً تصنع فيه الأطعمة، وتظهر فيه الزينة، هو من المواسم المحدثة المبتدعة التي لا أصل لها.
    وكذلك ما قد أحدث في ليلة النصف من الاجتماع العام للصلاة الألفية في المساجد الجامعة، ومساجد الأحياء والدور والأسواق.
    فإن هذا الاجتماع لصلاة نافلة مقيدة بزمان وعدد وقدر من القراءة مكروه لم يشرع، فإنَّ الحديث الوارد في الصلاة الألفية موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث، وما كان هكذا لا يجوز استحباب صلاة بناء عليه، وإذا لم يستحب فالعمل المقتضي لاستحبابها مكروه، ولو سُوِّغَ أنَّ كلَّ ليلة لها نوعُ فضلٍ تُخَصُّ بصلاةٍ مبتدعةٍ يجتمع لها لكان يفعل مثل هذه الصلاة، أو أزيد، أو أنقص: ليلتي العيدين، وليلة عرفة، كما أن بعض أهل البلاد يقيمون مثلها أول ليلة من رجب، وكما بلغني أنه كان بعض أهل القرى يصلون بعد المغرب صلاة مثل المغرب في جماعة يسمونها صلاة بِرِّ الوالدين"
    اقتضاء الصراط المستقيم(ص/202-203)
    سئل شيخ الإسلام -رحمهُ اللهُ- عن صلاة نصف شعبان؟
    فأجاب -رحمهُ اللهُ-: "إذا صلى الإنسان ليلة النصف وحده، أو فى جماعة خاصة كما كان يفعل طوائف من السلف، فهو أحسن.
    وأما الاجتماع فى المساجد على صلاة مقدَّرة، كالاجتماع على مائة ركعة، بقراءة ألف: "قل هو الله أحد" دائماً. فهذا بدعةٌ لم يستحبها أحد من الأئمة. والله أعلم". مجموع الفتاوى(23/131)

    وقال في موضع آخر ..
    أما ليلة النصف فقد روي في فضلها أحاديث وآثار ونقل عن طائفة من السلف أنهم كانوا يصلون فيها فصلاة الرجل فيها وحده قد تقدمه فيه سلف وله فيه حجة فلا ينكر مثل هذا .
    ( مجموع الفتاوى 23/ ص 132)

    قال المباركفوري: "اعلم أنه قد ورد في فضيلة ليلة النصف من شعبان عدة أحاديث مجموعها يدل على أن لها أصلا" تحفة الأحوذي(3/365-367)

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: جمع مختصر في اثبات أفضلية ليلة النصف من شعبان

    بارك الله فيك
    الصواب والله أعلم أنه لم يصح فيها شيء
    قال أبو جعفر العقيلي:
    وفي النزول في ليلة النصف من شعبان أحاديث فيها لين ، والرواية في النزول كل ليلة أحاديث ثابتة صحيحة ، فليلة النصف من شعبان داخلة فيها إن شاء الله
    أنظر هنا:
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2478
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    13

    افتراضي رد: جمع مختصر في اثبات أفضلية ليلة النصف من شعبان

    أولا : أشكر مروركم الكريم على هذه المقالة المتواضعة التي سوف أستنير بتعقيبات امثالكم ..
    أما قولكم أنه لم يثبت فيها حديث صحيح لإاكتفي بالنقل لبحث لذيذ للمحدث مشهور في كتابه حسن البيان و هو في الأصل تخريج موسع لتخريج العلامة الألباني لهذا الحديث في السلسلة الصحيحة
    والثابت في هذه الليلة واحد ، له ألفاظ متعددة ، أعمل على سياقته بطرقه وألفاظه، وأبين ـ إن شاء الله تعالى ـ مظانه وكلام العلماء عليه ، والله الموفق والهادي .
    هذا الحديث وارد عن جمع من أصحاب رسول الله  هم :
    حديث أبي بكر الصديق :
    رواه عبدالله بن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر ، عن أبية ـ أو : عن عـمه ـ ، عـن جده أبي بـكر رفعه : ((ينزل ربنا تبارك وتعالى ليلة النصف من شعبان ، فيعفر لكل نفس ، إلا مشرك بالله ، ومشاحن)) .
    أخرجه عثمان بن سعيد الدارمي في ((الرد على الـجهمية)) (رقم 136) ، وابن أبي عاصم في ((السنة)) (رقم 509) والمروزي في ((مسند أبي بكر الصديق)) (رقم 104) ، والدارقطني في ((النزول)) (رقم 75و76)، وابن خزيـمة في ((التوحيد)) (ص 136 أو رقم 200 ـ ط الرشد) ، وأبو نعيم في ((أخبار أصبهان)) (2/2) ، وأبو الشيخ في ((طبقات الـمحدثين بأصبهان)) (2/102 ـ 103) ، والعقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (3/39) ، والبغوي في ((شرح السنة)) (4/127/رقم 993) ، والبزار في ((البحر الزاخر)) (1/206 ـ 207/رقم 80 ، أو 2/435 /رقـم 2045 ـ ((كشف الأستار)) ) ، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (7/412 / رقم 3547 ـ 3548 ـ ط الهندية ، أو 3/381 /رقم 3828 ، 3829 ـ ط دار الكتب العلمية) ، وابن عدي في ((الكامل)) (5/1946) ، واللالكائي في ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة)) (3/438 ـ 439/رقم 750)، وابن الجوزي في ((العلل المتناهية)) (2/66 ـ 67) ، وابن الدبيثي في ((ليلة النصف من شعبان)) (رقم 1) .
    قال الهيثمي في ((المجمع)) (8/65) : ((رواه البزار ، وفيه عبدالملك بن عبدالملك ، ذكره ابن أبي حاتم في ((الـجرح والتعديل)) ولم يضعفه ، وبقية رجاله ثقات)) . وقال البزار عقبه : ((لا نعلمه يروى عن أبي بكر إلا من هذا الوجه ، وقـد روي عن غير أبي بـكر ، وأعلا من رواه أبو بـكر ، وإن كان في إسناده شيء ؛ فجلالة أبي بكر تحسنه (!!) ، وعبد الملك ليس بمعروف ، وقد روى هذا الحديث أهل العلم ، ونقلوه واحتملوه)) .
    فهذا تـحسين من البزار لـهذا الـحديث ، ولكن رده الهيثمي في ((كشف الأستار)) (2/436) ، فقال : ((قلت : هذا كلام ساقط)) ، ولعله في كلامه في ((المـجمع)) لـم يرجع إلى ترجـمة ((مصعب بن أبي ذئب)) في ((الجرح والتعديل)) ؛ ففيه (8/306 ـ 307) : ((مصعب بن أبي ذئب روى عن الـقاسم بن محمد، روى عنه عبد الملك، وروى عمرو بن الحارث عن عبد الملك بن عبدالملك عن مصعب بن أبي ذئب هذا . سمعت أبي يقول ذلك، ويقول: لا يعرف منهم إلا القاسم بن محمد؛ يعني: في الإسناد)) .
    فقول الهيثمي: ((ذكره ابن أبي حاتم ولم يضعفه)) غير صحيح ؛ فإنه جهله وجهل معه اثنين آخرين .
    وعبدالملك بن عبدالملك قال فيه البخاري في ((التاريخ الكبير)) (5/424) : ((فيه نظر)) ، وكذا قال أبو حاتم ؛ كما نقله عنه البغوي في ((شرح السنة)) (4/127) .
    وقـال ابن حبان في ((المجروحين)) (2/136) : ((منـكر الحديث جدا ، يروي ما لا يتابع عليـه ؛ فالأولى في أمره ترك ما انفرد به من الأخبار)) .
    وقال الذهبي في ((الميزان)) (2/659) عقب مقولة البخاري : ((فيه نظر)) ما نصه : ((يريد حديث عمرو بن الـحارث عن عبدالملك أنه حدثه عن المصعب بن أبي ذئب عن القاسم بن محمد عن أبيه أو عمه عن جده عن رسول الله  ... )) ، وذكره .
    ومنه تعلم أن قول المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (3/283): ((رواه البزار والبيهقي بإسناد لا بأس به)) فيـه تساهل ظاهر ، ولـهذا قال ابن عدي في ((الكامل)) (5/1946) : ((وعبدالملك بن عبدالملك معروف بهذا الحديث ، ولا يرويه عنه غير عمرو بن الحارث ، وهو حديث منكر بهذا الإسناد)) .
    وقـال البزار في ((البر الزخار)) (1/158) وعـلق هـذا الحديث عـن مصعب : ((وهذه الأحـاديث التي ذكرت عن محمد بن أبي بكر عن أبيه في بعض أسانيدها ضعف ، وهي عندي والله أعـلم مما لم يسمعها محمد بن أبي بكر من أبيه لصغره)) .
    وقـال العقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (3/29) : ((وفي النزول في ليـلة النصف من شعبان أحاديث فيها لين، والرواية في النزول في كل ليلة أحاديث ثابتة صحاح ؛ فليلة النصف من شعبان داخلة فيها إن شاء الله)).
    حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه .
    أخرجه ابن أبي عاصم في ((السنة)) (رقم 512) : ثنا هشام بن خـالد ، ثنا أبو خليد عتبة بن حماد ، عن الأوزاعي وابن ثوبان ، عن أبيه ، عن مكحول ، عن مالك ابن يخامر ، عن معاذ بن جبل ، عن النبي قال : ((يطلع الله إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا مشرك أو مشاحن)) .
    وأخرجه من هذا الطريق : الطبـرني في ((الـمعجم الكبيـر)) (20/108 ـ 109/رقم 215) و ((مسـند الشامييـن)) (ق 54 ـ 55 أو رقم 203 و4/365/رقم 3570 ـ الـمطبوع)) و ((الأوسط)) (7/رقم 6772) وابن حبان في ((صحيحه)) (7/470/رقم 5636 ـ مع ((الإحسان)) ) ، وأبو نعيم في ((الحلية)) (5/191) ، وأبو الحسن القزويني في ((الأمالي)) (4/2) ، وأبو مـحمد الجوهري في ((المجلس السابع)) (3/2) ومـحمد بن سليمان الربعي في ((جزء من حديثه)) (217 ، أو 218/1) ، وأبو القاسم الحسيني في ((الأمالي)) (ق 12/1) ، والبيهقي في ((شـعب الأيمان)) (7/415/رقم 3552 ـ ط الهندية ، و 3/382 /رقم 3833) وفي ((فضائل الأوقات)) (رقم 22) ، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (15/302 /2) ، والـحافظ عبدالغني الـمقدسي في ((الثالث والتسعين من تخريجه)) (ورقة 44/2) ، والدارقطني في ((النزول)) (رقم 77) ، وابن الدبيثي في ((ليلة النصف من شعبان)) (رقم 4) ، وابن الـمحب في ((صفات رب العالمين)) (7/2 و129/2) ، وقـال : ((قـال الذهبي : مكحول لم يلق مالك بن يخامر)) .
    قـال شيخنا الألباني في ((الصحيحة)) (رقم 1144) : ((ولولا ذلك ؛ لكان الإسناد حسنا ؛ فـإن رجـاله موثوقون)) .
    وقال الهيثمي في ((المجمع)) (8/65) : ((رواه الطبراني في ((الكبير)) و ((الأوسط)) ، ورجالهما ثقات)) .
    وحسنه ابن رجب ؛ كمـا في ((شرح المواهب اللدنية)) للزرقاني (7/473) . وقـال أبـو حـاتم الرازي : ((هـذا حديث منكر بهذا الإسناد ، لم يرو بهذا الإسناد عن أبي خليد ، ولا أدري مـن أين جاء به)) . كـذا في ((العلل)) (2/173) لابنه .
    وأخرجـه الـطبراني في ((مسند الشاميين)) (ق 55 ـ مخطوط / أو رقم 203 ـ المطبوع) : حدثنا أحمد بن الـحسين بن مدرك ، ثنا سليمان بن أحـمد الواسطي ، ثنا أبـو خليد ، ثنا ابن ثوبان ، حدثني أبي ، عن خالد بن معدان ، عـن كثير بن مرة الـحضرمي ، عـن معاذ بن جبل رفعه : ((إن الله يطلع إلى خلقه في النصف من شعبان فيغفر لهم إلا مشرك أو مشاحن)) .
    وإسناده متصل ؛ إلا فيه سليمان بن أحمد الواسطي .
    وثقة عبدان ، وضعفه النسائي ، وكذبه يحيى ، وقـال ابن أبي حـاتم : ((كتب عنه أبي وأحمد يحيى ، ثـم تغير ، وأخذ في الشرب والمعازف ، فترك)) . وقـال البخاري : ((فيه نظر)) ، وقال ابن عدي : ((هو عندي ممن يسرق الحديث ، وله أفراد)) . انظر : ((الميزان)) (2/194) .
    حديث أبي ثعلبة رضي الله عنه .
    أخرجـه ابن أبي عاصم في ((السنـة)) (رقم 511) : ثنا عمرو بن عثمان ، عن مـحمد بن حرب ، عن الأحوص بن حكيم ، عن مهاصر بن حبيب ، عن أبي ثعلبة ، عن النبي ؛ قـال : ((إذا كان ليلة النصف من شعبان يطلع الله عز وجل إلى خلقه ؛ فيغفر للمؤمنين ويترك أهل الضغائن وأهل الحقد بحقدهم)) .
    وأخرجه من طريق الأحوص به : الطبراني في ((المعجم الكبير)) (22/224 /رقم 593) ، والدارقطني في ((الرؤية)) (ورقة 59) و ((النزول)) (رقم 78 و79 و80) ، وابن قـانع في ((معجم الصحابة)) (1/160) ، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (3/381 ـ 382 /رقم 3832 ـ ط دار الكتب العلمية) وفي ((فضائل الأوقات)) (رقم23) ، واللالكائي في ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة)) (3/445 / رقم 760) ، وأبـو القاسم الأزجي في ((حديثه)) (67/1) ، وابن الجوزي في ((العلل)) (2/560) ، ومـحمد بن أحـمد الأنباري في ((مشيخة أبي طاهـر بن أبي الصقر)) (رقم 10) ، والشجري في ((أماليـه)) (1/105) ، وابن الدبيثي في ((ليلـة النصف من شعبان)) (رقم 5) .
    ورواه جـماعة عـن الأحوص ، عـن مهاصر ، عـن مكحول ، عـن أبي ثعلبة ؛ كـما عند : البيهقي في ((الشعب)) (2/40/1)، وابـن أبي شيبة في ((العرش)) (رقم 87)، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (22/223 /رقم 590) ، والدارقطني في ((النزول)) (رقم 81) ، وقال : ((اختلف على مكحول في إسناد هـذا الحديث ؛ فقال أبو خليد عن الأوزاعي عن مكحول ، وعن ابن ثوبان عن مالك بن يخامر .
    وقال المحاربي : عن الأحوص بن حكيم عن المهاصر بن حبيب عن مكحول عن أبي ثعلبة الخشني .
    وقال الحجاج بن أرطاة : عن مكحول عن كثير بن مرة عن النبي .
    وقال الفريابي : عن أبي ثوبان عن أبيه عن مكحول عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة من قوله .
    وقـال زيد بن أبي أنيسة : عن جنادة بن أبي خالد عن مكحول عن أبي إدريس الخولاني قولـه [أسنده برقم 85 ، وجنادة مجهول] .
    وقال هشام بن الغاز : عن مكحول عن عائشة عن النبي .
    وقـال عتبة بن أبي حكيم : عن مكحول بهذا مرسل عن النبي [أسنده برقم (87) . وإسناده ضعيف ، فيه تدليس بقية] .
    وقال برد بن سنان : عن مكحول (أراه عن كعب الأخبار) )) انتهى .
    وما بين المعقوفتين من إضافاتي ، والخلاف على مكحول أوسع مما ذكره الدارقطني .
    انظر وجها فاته في : ((معجم الصحابة)) لابن قانع (3/227) .
    قلت : ولهذا الاختلاف قال أبو حاتم الرازي ـ كما مضى ـ في طريق أبي خليد : ((لا أدري من أين جاء به)) ، وقـال فيه : ((شيخ)) ، ومنه تعلم أن حديث معاذ وأبي ثعلبة حديث واحـد ، واضطرب فيه الرواة على مكحول .
    والأحوص بن حكيم؛ قال ابن المديني : ((ليس بشيء ، لا يكتب حديثه))، وقال ابن معين: ((لاشيء)) ، وقال ابن عدي : ((ليس فيما يرويه الأحوص حديث منكر ؛ إلا أنه يأتي بأسانيد لا يتابع عليها)) .
    قلت : وسمى شيخه تارة بحبيب بن صهيب ، وتارة بمهاجر بن حبيب ، ولذا لما ذكر المزي في ((تهذيبه)) (1/37) حبيبا ضمن شيوخ الأحوص ؛ قال : ((إن كان محفوظا)) .
    قال الهيثمي في ((المجمع)) (8/65) : ((رواه الطبراني ، وفيه الأحوص بن حكيم ، وهو ضعيف)) .
    قلت: وأخشى من عدم اتصاله ؛ ففي ((المراسيل)) لابن أبي حاتم عن أبيه: ((سألت أبا مسهر: هل سمع مكحول من أحد من أصحاب النبي  ؟ قال : ما صح عندنا إلا أنس))، وقال العلائي في ((جامع التحصيل)) (ص285) في روايته عن أبي ثعلبة : ((هو معاصر له بالسن والبلد ؛ فيحتمل أن يكون أرسله كعادته)) .
    وذكر المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (3/283 ـ 284) أن البيهقي رواه عن مكحول عن كثير بن مرة عـن النبي ، وقـال : ((هذا مرسل جيد)) ، وقـال في الرواية السابقة : ((وهـو أيضا بين مكحول وأبي ثعلبة مرسل جيد)) .
    قلت: وأخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (6/108)، والدرقطني في ((النزول)) (رقم 82)، والبيهقي في ((الشعب)) (7/414 / رقم 3550 ـ ط الهندية ، و3/381 / رقم 3831) ، عن الحجاج بن أرطأة ، عن مكحول ، عن كثير بن مرة رفعه .
    والحجاج ((يرسل عن مكحول ، ولم يسمع منه شيئا)) . قـاله العجلي في ((معرفة الثقات)) (1/284) .
    وكثير بن مرة ليس بصحابي ، وإنما هو ((تابعي ليس إلا ، وهـو عن النبي مرسل)) . قالـه العلائي في ((جامع التحصيل)) (ص 259) .
    وتـابع ابن أرطأة : قيس بن سعد ، عند : عبدالرزاق في ((الـمصنف)) (4/317 / رقم 7924) ، وفيه المثنى بن الصباح ؛ ضعيف .
    حديث عائشة رضي الله عنها .
    أخرجه أحـمد في ((المسند)) (6/238) ، والترمذي في ((الجامع)) (3/116 / رقم 739) ، وابن ماجة في ((السنن)) (1/444 / رقم 1389) ، وابن أبي شيبة في ((الـمصنف)) (6/108) ، وإسحاق بن راهويه في ((المسند)) (رقم850) ، والبيهقي في ((شعب الإيـمان)) (7/408 / رقم 3543، 3544، 3545، و 3/379، 380 / رقـم 3824 ، 3825 ، 3826 ـ ط دار الكـتـب العلـميـة) وفي ((فـضائـل الأوقات)) (رقـم 28) و ((الدعوات الكبير))(1)؛ كما في ((الباعث على إنكار البدع والحوادث)) (ص 35)، والبغوي في ((شرح السنة)) (4/126 / رقم 992)، وعبد ابن حميد في ((المنتخب)) (رقم 1509) ، ومحمد بن أحمد الأنباري في ((مشيخة أبي طاهر بن أبي الصقر)) (رقـم 19) ، واللالكائي في ((شـرح أصول اعتـقاد أهـل السنة)) (3/448 /رقـم 764)، والدارقطني في ((النزول)) (رقم 89 و 90 و 91 )، والشجري في ((أمالية)) (2/100)، وابن الجوزي في ((العلل المتناهية)) (2/66) ، وابن الدبيثي في ((ليلة النصف من شعبان)) (رقم 8) ؛ من طريق حجاج بن أرطأة ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن عروة ، عن عائشة ، وفيه قصة فقدها النبي ذات ليلة ، وفيـه : ((إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا ؛ فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب)) .
    ولا يوجد في هذا الطريق ذكر للمتهاجرين .
    وقال الترمذي عقبه : ((حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الحجاج، وسمعت محمدا ـ يعني البخاري ـ يضعف هذا الحديث ، وقال : يحيى بن أبي كثير لو يسمع من عروة ، والحجاج بن أرطأة لم يسمع من يحيى بن أبي كثير)) انتهى .
    واضطرب فيه الحجاج على ألوان وضروب، منها هذا ، ومنها عن مكحول عن كثير بن مرة؛ كما سبق في آخر تخريج حديث أبي ثعلبة ، ومنها عن يحيى بن أبي كثير ؛ قـال : ((خرج رسول الله  ذات ليلة ...)) ، وذكره بنحوه .
    أخرجه البيهقي في ((الشعب)) (7/419 / رقم 3544 ـ ط الهندية)، وقال : ((إنما المحفوظ هذا الحديث من حديث الحجاج بن أرطأة عن يحيى بن أبي كثير مرسلا)) .
    وأخـرجـه الـدارقـطني في ((الـنزول)) (رقـم 92) ، والطبـراني في ((الدعاء)) (رقم 606) ، والبيهقي في ((الدعوات الكبير)) و ((الخلافيات)) (2/208 / رقم 495 ـ مـختصرا ـ بتحقيقي) ، وابـن الدبيثي في ((لـيلة النصف من شعبان)) (رقم 11) ؛ من طريق سليمان بن أبي كريمة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه، عن عائشة ؛ قالت... وذكرت قصة طويلة ، وفيها قـوله  ((ينزل الله ـ عز وجل ـ إلى السماء الدنيا ؛ فيغفر لعباده ، إلا لمشرك ومشاحن)) . وإسناده ضعيف جدا .
    سليمان ((عامة أحاديثه مناكير)) قاله ابن عدي .
    قـال البيهقي في ((الدعوات الكبيـر)) ـ كـما في ((الـباعث على إنـكار الـبدع والـحوادث)) (ص 35 ـ بتحقيقي) ـ: ((في الإسناد بعض من يجهل ، وكذلك فيما قبله، وإذا انضم أحدهما إلى الآخر أخذ بعض القوة ، والله أعلم)) .
    وقـال ابن رجب في ((لطائف المعارف)) (ص 143) : ((وفي فضل ليلة نصف شعبان أحاديث متعددة ، وقـد اخـتلف فـيها ؛ فضعفها الأكثرون ، وصحح ابن حبان بعضها ، وخـرجه في ((صحيحه)) ، ومـن أمثلها حديث عائشة قالت : ((فقدت النبي ...)) الحديث)) .
    حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
    أخرجـه البزار (2/436 / رقم 2046 ـ ((كشف الأستار))) ، والخطيب في ((تاريـخه)) (14/285) ، وابن الـجوزي في ((العلل المتناهية)) (2/560) ؛ مـن طريق هشام بن عبدالرحمن ، عـن الأعمش ، عـن أبي صالح ، عن أبي هريرة رفعه : ((إذا كان ليلة النصف من شعبان ؛ يغفر الله لعباده ؛ إلا لمشرك أو مشاحن)) .
    وإسناده ضعيف .
    فيه هشام بن عبد الرحمن ، مجهول ، وقال البزار : ((لا يتابع هشام على هذا ،ولم يرو عنه إلا عبدالله بن غالب ليس به بأس)) .
    وقال الهيثمي في ((الـمجمع)) (8/65) : ((رواه البزار ، وفيه هشام بن عبدالرحمن ، ولـم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات)) .
    حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما .
    أخرجـه أحمد في ((المسند)) (2/176) ، والحسن بن محمد الخلال في ((الأمالي)) (رقم 2) ـ ومن طريقه ابن الدبيثي في ((ليلة نصف من شعبان)) ( رقم 2) ـ مـن طريق ابن لهيعة ، حدثنا حيي بن عبدالله ، عـن أبي عبدالرحـمن الـحيلي ، عـن عبدالله بن عمرو أن رسول الله  قـال : ((يطلع الله ـ عز وجل ـ إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا لاثنين : مشاحن ، وقاتل نفس)) .
    قال الهيثمي في ((المجمع)) (8/65): ((رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وهو لين الحديث، وبقية رجاله وثقوا)).
    وقال المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (3/283) : ((رواه أحمد بإسناد لين)) .
    وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات والشواهد ، وخصوصا أن رشدين بن سعد تابع ابن لهيعة ؛ كما عند ابن حيويه في ((حديثه)) (3/10/1) . فالحديث حسن ؛ كما في ((السلسلة الصحيحة)) (رقم 1144) .
    حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه .
    أخرجـه ابن ماجه في ((السنن)) (رقم 1390) ، وابن أبي عاصم في ((السنة)) (رقم 510) ، والدارقطني في ((النزول)) (رقم 94) ، والبيهقي في ((فضائـل الأوقـات)) (رقم 29) ، واللالكائي في ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة)) (رقم 763) ، وابن الجوزي في ((العلل المتناهية)) (2/561) ، وابن الدبيثي في ((ليلة النصف من شعبان)) (رقم 7)، المزي في ((تهذيب الكمال)) (ق 425 ـ مخطوط مصور).
    ووقع اختلاف فيه على ابن لهيعة.
    رواه أبـو الأسود النضر بن عبدالجبار الـمصري وسعيد بن كثير بن عفير عن ابن لهيعة ، عن الزبير بن سليم ، عن الضحاك بن عبدالرحمن بن عرزب ، عن أبيه ، عن أبي موسى ، عن رسول الله  قال : ((إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)) .
    وخالفهما الوليد بن مسلم؛ فقال: عن ابن لهيعة عن الضحاك عن أيمن عن الضحاك بن عبدالرحمن عن أبي موسى ، ولم يقل: عن أبيه ، وجعل الضحاك بن أيمن بدل الزبير بن سليم . أخرجه ابن ماجه بالاختلاف.
    قاله المزي في ((تهذيب الكمال)) وعنه ابن حجر في ((التهذيب)) (3/272) . وهذا إسناده ضعيف جدا من أجل من ابن لهيعة ، واختلاطه فيه ، وتدليسه . وعبدالرحمن ـ وهو ابن عرزب ، والد الضحاك ـ مجهول .
    والزبير بن سليم مترجم في: ((الميزان)) (2/67)، وفيه: ((شيخ لا يعرف ، ما روى عنه غير ابن لهيعة)) .
    حديث عوف بن مالك رضي الله عنه .
    أخرجه أبو محمد الجوهري في ((المجلس السابع)) والبزار (2/436 /رقم 2048 ـ ((كشف الأستار))) : حـدثنا أحـمد بن منصور ، ثنا أبو صالح الحراني ـ يعني عبدالغفار بـن داود ـ ، ثنا عبدالله بن لـهيعة ، عن عبدالرحمن بن زياد بن أنعم ، عن عبادة بن نسي ، عن كثير بن مرة ، عن عوف مالك قال: قال رسول الله  : ((يطلع الله تبارك وتعالى على خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لهم كلهم إلا لمشرك أو لمشاحن)) .
    وقال البزار : ((إسناده ضعيف)) .
    وعلته عبدالرحمن بن أنعم ، قال الهيثمي في ((المجتمع)) (8/65) : ((رواه البزار ، وفيه عبدالرحمن بن زياد بن أنعم ، وثقه أحمد بن صالح ، وضعفه جمهور الأئمة ، وابن لهيعة لين ، وبقية رجاله ثقات)) .
    وخالف عبدالرحمن بن أنعم مكحول ؛ فرواه عن كثير بن مرة مرسلاً ؛ كما تقدم .
    حديث عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه .
    أخرجـه الخرائطي في ((مساوىء الأخـلاق)) (رقم 496 ـ ط السوادي ، و490 ـ ط مكتبـة القـرآن) ، والخلال في ((أمالية)) (رقم 4) ـ ومن طريقه ابن الدبيثي في ((ليلة النصف من شعبان)) (رقم 6) ـ ، والبيهقي في ((الشعب)) (3/383 / رقم 3836 ـ ط دار الكتب العلمية)؛ من طريقين عن مرحوم بن عبدالعزيز ، عن داود بن عبدالرحمن ، عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص عن النبي قال: ((إذا كان ليلة النصف من شعبان نادى منادٍ: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟ فلا يسأل الله عز وجل أحد شيئاً إلا أعطاه ، إلا زانية بفرجها أو مشرك)) .
    وإسناده ضعيف ؛ للانقطاع بين الحسن وعثمان .
    حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه .
    أخرجه الحسن بن محمد الخلال في ((أمالية)) (رقم 3) ـ ومن طريقه ابن الدبيثي في ((ليلة النصف مـن شعبان وفضلها)) (رقم 3) ـ عن سيف بن محمد الثوري ، عن الأحوص بن حكيم ، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله  : ((يـهبط الله عـز وجل إلى سماء الدنيا إلى عباده في ليلة النصف من شعبان ، في فيطلع إليهم ، فيغفر لكل مؤمن ومؤمنة ، وكل مسلم ومسلمة إلا كافرا أو كافرة ، أو مشركا أو مشركة ، أو رجلا بينة وبين أخيه مشاحنة ويدع أهل الحقد لحقدهم)). وإسناده واه بمرة . وسيف الثوري منهم . والأحوص ضعيف جدا .
    وأخرجـه اللالكائي في ((شرح اعتقاد أهـل السنة)) (3/451 ـ 452) عن عطاء ومكحول والفضل بن فضالة بأسانيد مختلفة عنهم موقوفا عليهم ، ومثل ذلك في حكم المرفوع ؛ لأنه لا يقال بمجرد الرأي .
    مرسل راشد بن سعد .
    أخرجـه الدينوري في ((المجالسة)) (رقم 944) قال : حدثنا أحمد بن خليد بن يزيد بن عبدالله الكندي ، نا أبو اليمان الحكم بن نافع ، نا أبـو بكر بن أبي مريم ، عن راشد بن سعد ؛ أن النبي قال : ((أن الله تبارك وتعالى يطلع إلى عباده ليلـة النصف من شعبان ؛ فيغفر لخلقه كلهم ؛ إلا المشرك والمشاحن ، وفيها يوحي الله تبارك وتعالى إلى ملك الموت لقبض كل نفس يريد قبضها في تلك السنة)) . وإسناده ضعيف ، وهو مرسل .
    راشد بن سعد ليس بصحابي ، وهو ثقة ، كثير الإرسال . وانظر : ((جامع التحصيل)) (ص 210) .
    وأبو بكر بن عبدالله أبي مريم الغساني ، ضعيف ، وكان قد سرق بيته ؛ فاختلط .
    وضعفه أحمد وأبو زرعة وابن معين ، وقال ابن حبان : ((كان من خير أهل الشام ، ولكنه كان رديء الحفظ ، يحدث بالشيء ويهم فيه ، لم يفحش ذلك منه حتى استحق الترك ، ولا سلك سنن الثقات حتى صار يحتج به ؛ فهو عندي ساقط الاحتجاج به إذا انفرد)) .
    وقال ابن عدي : ((الغالب على حديثه الغرائب ، وقلما يوافقه الثقات)) ، وقال الدارقطني : ((متروك)) .
    وانظر: ((الجرح والتعديل)) (1/1/404) ، و ((المجروحين)) (3/146) ، و ((التهذيب)) (12/28) .
    مرسل عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس .
    أخرجـه ابن جرير في ((تفسيره)) (25/109) ، وابن أبي الدنيا في ((الـموت)) (رقم 252 ـ تـجميعي)، والبيهقي في ((الشعب)) (7/422 ـ ط الهندية ، 3/386 / رقم 3839 ـ ط دار الكتب العلمية) والحسن بن محمد الخلال في ((أمالية)) (رقم 5) ـ ومن طريقه ابن الدبيثي في ((ليلة النصف من شعبان)) (رقم 10) ـ ؛ من طرق عن الليث بن سعد ، حدثني عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب ؛ قال : أخبرني عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس : أن رسول الله  قـال : ((تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان؛ حتى أن الرجل لينكح ويولد له ولقد خرج اسمه في الموتى)) .
    وإسناده معضل .
    عثمان بن مـحمد جل روايته عن طبقة التابعين ، وهـو ثقة لـه مناكيـر ، قـال ابن كثيـر في ((التفسيـر)) (4/137) : ((هو حديث مرسل ، ومثله لا يعارض به النصوص)) .
    وورد نحوه ضمن حديث طويل .
    أخــرجـه البيهقي في ((فضائـل الأوقـات)) (رقم 26) و ((الـدعـوات الكبيـر)) ـ كـما في ((الـمشكاة)) (رقم1305) ـ ، والتيمي في ((الترغيب)) (رقم 1827) ؛ عن النضر ابن كثير ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن عروة ، عن عائشة رفعته(1).
    وإسناده ضعيف جداً .
    النضر بن كثير ؛ قال البخاري : ((عنده مناكيـر)) ، وقال ابن حبان : ((يروي الموضوعات عن الثقات على قلة روايته)) ، وقال أبو حاتم : ((فيه نظر)) .
    وجملة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح بلا ريب ، والصحة تثبت بأقل منها عددا ما دامت سالمة من الضعف الشديد ؛ كما في الشأن في هذا الحديث ؛ فما نقله الشيخ القاسمي رحمه الله تعالى في ((إصـلاح الـمساجد)) (ص 107) وقبلـه ابن العربي في ((عارضة الأحوذي)) (3/275) عـن أهل التعديل والجرح أنه ليس في فضل ليلة النصف مـن شعبان حديث يصح ؛ فليس مما ينبغي الاعتماد عليه ، ولئن كان أحد منهم أطلق مثل هذا القول ؛ فإنما أوتي من قبل التسرع وعدم وسع الـجهد لتتبع الطرق على هذا النحو الذي بين يديك ، و الله تعالى هو الموفق .
    قاله شيخنا العلامة الألباني رحمه الله تعالى في ((السلسلة الصحيحة)) (رقم 1144) .
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

  4. #4

    افتراضي رد: جمع مختصر في اثبات أفضلية ليلة النصف من شعبان

    لو راجعت الرابط الذي وضعه الأخ /أمجد الفلسطيني ، حيث كتب الشيخ عبد الرحمن الفقيه :
    قد أطلعت على رسالة الشيخ مشهور سلمان هذه وما ذكره لايخرج عن تخريج الشيخ في الصحيحة في الجملة ، ولعلي أبين ما فيها إن يسر الله فيما بعد والحديث لايصح وطرقه شديدة الضعف فلا تتقوى، والله أعلم

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    13

    افتراضي رد: جمع مختصر في اثبات أفضلية ليلة النصف من شعبان

    أهلاً بالشيخ السبيعي ..
    أما بالنسبة للعبارة فأنت كما تراها نتيجة مرسلة من غير برهنة !!

  6. #6

    افتراضي رد: جمع مختصر في اثبات أفضلية ليلة النصف من شعبان

    قال شيخ الاسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم 302
    ( ومن هذا الباب ليلة النصف من شعبان فقد روى في فضلها من الأحاديث المرفوعة والآثار ما يقتضي أنها ليلة مفضلة وأن من السلف من كان يخصها بالصلاة فيها وصوم شهر شعبان قد جاءت فيه أحاديث صحيحة ...

    لكن الذي عليه كثير من أهل العلم أو أكثرهم من أصحابنا وغيرهم على تفضيلها وعليه يدل نص أحمد لتعدد الأحاديث الواردة فيها وما يصدق ذلك من الآثار السلفية وقد روى بعض فضائلها في المسانيد والسنن وإن كان قد وضع فيها أشياء أخر ) اهـ
    وفي السُّنَّة لعبد الله بن الإمام أحمد1 / 273 :
    ( عن عبَّاد بن العوام قال : قدم علينا شريك فسألناه عن الحديث : إنَّ الله ينزل ليلة النصف من شعبان ، قلنا : إنَّ قوماً ينكرون هذه الأحاديث
    قال : فما يقولون ؟ قلنا : يطعنون فيها
    قال : إنَّ الذين جاءوا بهذه الأحاديث هم الذين جاءوا بالقرآن ، وبأنَّ الصلوات خمس، وبحج البيت ، وبصوم رمضان ، فما نعرف الله إلا بهذه الأحاديث ) اهـ
    وقال المناوي في فيض القدير 2/317 :
    ( قال المجد ابن تيمية : ليلة نصف شعبان روي في فضلها من الأخبار والآثار ما يقتضي أنها مفضلة ومن السلف من خصها بالصلاة فيها وصوم شعبان جاءت فيه أخبار صحيحة ) اهـ
    قال في تحفة الأحوذي 3/365:
    ( اعلم أنه قد ورد في فضيلة ليلة النصف من شعبان عدة أحاديث مجموعها يدل على أن لها أصلا فمنها ... فهذه الأحاديث بمجموعها حجة على من زعم أنه لم يثبت في فضيلة ليلة النصف من شعبان شيء والله تعالى أعلم ) اهـ

  7. #7

    افتراضي رد: جمع مختصر في اثبات أفضلية ليلة النصف من شعبان

    لن أعجز أيها اليماني أن أنقل ما يقابل ذلك من كلام أهل العلم الذين ينكرون ما يدعى من فضيلة لهذه الليلة بخصوصها ؛ ولكن الأمر لا يكون هكذا .. فضلا عن أنك لا تستطيع الاحتجاج بشيء عن رسول الله ولا الصحابة على صحة الأقول التي نقلتها .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    13

    افتراضي رد: جمع مختصر في اثبات أفضلية ليلة النصف من شعبان

    هل تكرمت وناقشت ما نقلته لك من تصحيح بعض العلماء للأحاديث التي تبين فضل هذه الليلة؟

  9. #9

    افتراضي رد: جمع مختصر في اثبات أفضلية ليلة النصف من شعبان

    أخي الباحث بارك الله فيك على اختيارك لهذا الموضوع الطيب والاهتمام به ولكن اسمحلي أن أقول لك : الأفضل أن تعيد تحرير الموضوع لأن أكثره عبارة عن اقتباس من كتب أخرى دون تحقيق ولذلك لم نلمس بصمتك في الموضوع الذي هو مشحون بالأحاديث الضعيفة.
    وإذا أردت أخي الاستفادة في هذا الموضوع فأرشدك إلى الاطلاع على مشاركتي في الرد على موضوع : هل تخصيص ليلة النصف من شعبان بالعبادة بدعة ؟ وهو للأخ أبو عائشة المغربي ، وقد دونت ثمة ملاحظات وتعقيبات يحسن الرجوع إليها.
    وفقك الله أخي الباحث.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    13

    افتراضي رد: جمع مختصر في اثبات أفضلية ليلة النصف من شعبان

    أقدم شكري وتقديري لتنزلكم بمروركم على الموضوع .. وتواضعكم الجم بقراءته .. وتكرمكم بتقديم النصح لأخيك المقصر وهذا بحد ذاته يدل على نبلكم وعلى غيرتكم على سنة رسول الله ..

    أسمح لي شيخي الغالي أن أقدم بين يديك بعض الاعتراضات التي اتمنى ان تجيبني عليها ..
    كنت اود منك شيخي الفاضل الا تقتصر بإرسال نتائج دون تقديم براهين فقد حكمت بأن الموضوع مشحون بأحاديث ضعيفة فكم وددت أن بينتها لي و للأخوة القراء الكرام .. (مع التنبيه أني قد بينت بعضها في المقالة ) وهذا يخالف ما حكت به على أخيك بقولك : ( ولذلك لم نلمس بصمتك في الموضوع الذي هو مشحون بالأحاديث الضعيفة.)


    ليتك أثبت لي ما هو الخطأ الذي وقع مني تجاه الجمع حيث قلت : ( الأفضل أن تعيد تحرير الموضوع لأن أكثره عبارة عن اقتباس من كتب أخرى دون تحقيق ) بربك ما هي تلك الكتب التي لم تكن تعتني بالتحقيق ؟

    أما عزوك للمشاركة المذكورة فقد اطلعت عليها وليس فيها ما يفرح به يا سيدي !!

    يسرني أن تثري الموضوع بطريقة نقدية علمية كما هو معهود عنكم ..

    سعدت بمروركم

  11. #11

    افتراضي رد: جمع مختصر في اثبات أفضلية ليلة النصف من شعبان

    كا ن بالإمكان إدراج هذه المناقشات في الموضوع الذي أشار إليه الاخ،حتى تتحد الفائدة،ولا تتشتت المعلومات .
    وفقكم الله
    قال يونس الصدفي : ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة، ثم افترقنا، ولقيني، فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة ؟!

  12. #12

    افتراضي رد: جمع مختصر في اثبات أفضلية ليلة النصف من شعبان

    بسم الله الرحمن الرحيم
    حي الله أخي الباحث مرة ثانية وكل الإخوة الذين أتحفونا بمشاركاتهم.
    أما بالنسبة لقولي السابق : ( لم نلمس بصمتك في الموضوع الذي هو مشحون بالأحاديث الضعيفة ) فمقصودي من ذلك : أني وددت لو أنك حررت المسألة تحريرا علميا وذلك بذكر أقوال أهل العلم وأدلتهم ومناقشتها واستعراض أقوال العلماء المحققين في الترجيح.
    هذه هي المنهجية العملية المعروفة في تحرير المسائل الفقهية وغيرها ، عوض السرد العشوائي الذي قد يشتت ذهن القارئ فلا يكاد يخرج بنتيجة مرضية.
    وأما فيما يتعلق بالأحاديث الضعيفة التي أوردتَها في الموضوع ولم تقم بالتنبيه عليها فهي :
    أولا : قولك : ( أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى ، حدثنا أبو العباس الأصم ، أخبرنا الربيع ، أخبرنا الشافعي ، أخبرنا إبراهيم بن محمد ، قال : قال ثور بن يزيد : عن خالد بن معدان ، عن أبي الدرداء ، قال : « من قام ليلتي العيدين لله محتسبا لم يمت قلبه حين تموت القلوب » (شعب الإيمان _البيهقي ).

    أقول : هذا الحديث رواه البيهقي في السنن الكبرى (3/319) وفي شعب الإيمان(3/341)من طريق الشافعي في الأم(1/231) أنبأنا إبراهيم بن محمد قال قال ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي الدرداء موقوفا عليه.
    وهذا الأثر إضافة إلى أنه موقوف فإنه موضوع ساقط آفته إبراهيم بن محمد وهو ابن أبي يحيى فإنه جهمي رافضي كذاب.

    قال الإمام أحمد : لا يكتب حديثه ، ترك الناس حديثه ، كان يروي أحاديث منكرة لا أصل لها وكان يأخذ أحاديث الناس يضعها في كتبه.

    وقال بشر بن المفضل: سألت فقهاء أهل المدينة عنه فكلهم يقول : كذاب.

    وكذبه يحيى القطان وابن معين وابن المديني وابن حبان والبزار وغيرهم.انظر: تهذيب التهذيب(1/83-84) .
    وللأمانة فإن هذا الحديث روي مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن عدد من الصحابة وهم : أبو أمامة وعبادة بن الصامت وكردوس وكلها موضوعة ، وإليك البيان :
    1- أما حديث أبي أمامة فقد رواه ابن ماجه في سننه(رقم1782) من طريق بقية بن الوليد عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي أمامة رضي الله عنه به.
    ورواه الأصبهاني في الترغيب والترهيب(رقم366) من طريق عمر بن هارون البلخي عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي أمامة رضي الله عنه به.

    أما الطريق الأولى فآفتها : بقية بن الوليد : مدلس مكثر من التدليس وقد عنعن .

    قال يعقوب بن شيبة : بقية ثقة حسن الحديث إذا حدث عن المعروفين ويحدث عن قوم متروكي الحديث وعن الضعفاء ويحيد عن أسمائهم إلى كناهم وعن كناهم إلى أسمائهم ويحدث عمن هو أصغر منه وحدث عن سويد بن سعيد الحدثاني.انظر: تهذيب التهذيب(1/239).
    وقال ابن خزيمة: لا أحتج ببقية ، حدثني أحمد بن الحسن الترمذي سمعت أحمد بن حنبل يقول: توهمت أن بقية لا يحدث المناكير إلا عن المجاهيل ؛ فإذا هو يحدث المناكير عن المشاهير ، فعلمت من أين أُتي . قلت: أُتِي من التدليس .

    وقال بن حبان: لم يسبر أبو عبد الله –يعني : أحمد بن حنبل- شأن بقية ، وإنما نظر إلى أحاديث موضوعة رويت عنه عن أقوام ثقات فأنكرها ، ولعمري أنه موضع الإنكار ، وفي دون هذا ما يسقط عدالة الإنسان ، ولقد دخلت حمص وأكبر همي شأن بقية ، فتتبعت أحاديثه ، وكتبت النسخ على الوجه ، وتتبعت ما لم أجد بعلو –يعني: بنُزول- فرأيته ثقة مأموناً ، ولكنه كان مدلساً ، دلس عن عبيد الله بن عمر ، ومالك ، وشعبة ما أخذه عن مثل : المجاشع بن عمرو ، والسري بن عبد الحميد ، وعمر بن موسى الميتمي ، وأشباههم ؛ فروى عن أولئك الثقات الذين رآهم ما سمع من هؤلاء عنهم ، فكان يقول: قال عبيد الله ، وقال مالك ، فحملوا عن بقية عن عبيد الله وعن بقية عن مالك ، وأسقط الواهي بينهما فألزق الوضع ببقية ، وتخلص الواضع من الوسط ، وامتحن بقية بتلاميذ له كانوا يسقطون الضعفاء من حديثه ، ويسوونه ؛ فالتزق ذلك كله به انظر: تهذيب التهذيب(1/239).
    وأما الطريق الثانية فآفتها عمر بن هارون البلخي : كذاب متروك الحديث.

    تركه أحمد وابن مهدي، وقال يحيى بن معين : كذاب خبيث ليس حديثه بشيء، وقال مرة : كذاب وقال النسائي : متروك الحديث، وقال أبو داود : غير ثقة ، وقال علي والدارقطني : ضعيف ، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات المعضلات ويدعي شيوخاً لم يرهم. انظر: الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي(2/218) وتهذيب التهذيب(253) .

    ومما يدل على وهاء عمر بن هارون وأنه لم يحفظ كذبته أنه رواه بنفس السند السابق ولكنه غير اسم الصحابي فبد ل أن كان أبا أمامة جعله عبادة بن الصامت والله المستعان.

    وقد ظهر من خلال الطريق الثانية أن الراوي عن ثور بن يزيد هو عمر بن هارون البلخي فيغلب على الظن أن بقية أخذه عنه والله أعلم.

    ولذلك قال الشيخ الألباني -رحمهُ اللهُ- في السلسلة الضعيفة(رقم521) : "ثم رأيت الحديث من رواية عمر بن هارون الكذاب، والمذكور في الحديث السابق، يرويه عن ثور بن يزيد به. فلا أستبعد أن يكون هو الذي تلقاه بقية عنه ثم دلسه وأسقطه".
    2- وأما حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه فقد رواه الطبراني في "المعجم الكبير"-كما في مجمع الزوائد(2/198) والمعجم الأوسط (1/57رقم159) من طريق جرير بن عبد الحميد عن عمر بن هارون البلخي عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبادة رضي الله عنه به.

    وله طريق آخر عن عبادة : رواه الحسن بن سفيان –كما في التلخيص الحبير(2/80)- من طريق بشر بن رافع عن ثور عن خالد عن عبادة بن الصامت به.
    أما الطريق الأولى : فآفتها عمر بن هارون الكذاب كذلك ، ولذلك قال ابن حجر : حديث مضطرب الإسناد وفيه عمر بن هارون ضعيف وقد خولف في صحابيه وفي رفعه.

    وقال الشيخ الألباني -رحمهُ اللهُ- في السلسلة الضعيفة(رقم520) : "موضوع"، ثم أعله بعمر بن هارون وبين أنه كذاب.
    وأما الطريق الثانية ففيها بشر بن رافع متهم بالوضع، كذا قال الحافظ بن حجر.
    قال أحمد: ليس بشيء ضعيف الحديث ، وقال يحيى: يحدث بمناكير ، وقال مرة: ليس به بأس. وقال البخاري: لا يتابع في حديثه، وقال النسائي: ضعيف انظر: الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي(1/142)، وتهذيب التهذيب(1/227).

    وقال أبو حاتم والدارقطني : منكر الحديث. انظر: الجرح والتعديل(2/357) وتهذيب التهذيب(1/227) .

    وقال ابن حبان في المجروحين(1/188) : يأتي بالطامات … يروي عن يحيى بن أبي كثير أشياء موضوعة يعرفها من لم يكن الحديث صناعته كأنه كان المتعمد لها.
    3- وأما حديث كردوس فقد رواه ابن الأعرابي في "معجمه"(3/1047رقم2252) وعبدان المروزي ، وعلي بن سعيد العسكري في "الصحابة" ، وابن شاهين ، والحسن بن سفيان - كما في الإصابة(5/580)- وابن الجوزي في العلل المتناهية(2/562رقم924) من طريق عيسى بن ابراهيم القرشي عن سلمة بن سليمان الجزري عن مروان بن سالم عن ابن كردوس عن ابيه به.
    وهذا الحديث فيه آفات عديدة :

    الآفة الأولى: عيسى بن إبراهيم بن طهمان الهاشمي: منكر الحديث متروك.

    قال البخاري والنسائي: منكر الحديث ، وقال يحيى بن معين ليس بشييء .

    وقال أبو حاتم والنسائي: متروك الحديث . انظر: ميزان الاعتدال(3/308) ولسان الميزان(5/363) .

    الآفة الثانية: سلمة بن سليمان الجزري الموصلي: ضعفه الأزدي ، وقال ابن عدي: ليس بالمعروف ، وبعض حديثه لا يتابع عليه. انظر: الكامل في الضعفاء(3/337) وميزان الاعتدال(2/190) ولسان الميزان(3/340) .
    الآفة الثالثة: مروان بن سالم : كذاب يضع الحديث. انظر: انظر: تهذيب التهذيب (4/50-51).
    وقال الذهبي في تلخيص الموضوعات(ص/340رقم924) : مروان تركوه.

    الآفة الربعة: ابن كردوس : ولعله: داود بن كردوس: ذكره ابن حبان في الثقات على قاعدته في توثيق المجاهيل وقال الذهبي: مجهول. انظر: ميزان الاعتدال(2/19)، ولسان الميزان(3/30).

    الآفة الخامسة: كردوس : ذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة(5/580) وقال: كردوس غير منسوب ذكره الحسن بن سفيان وعبدان المروزي وابن شاهين وعلى بن سعيد وغيرهم في الصحابة وأخرجوا من طريق مروان بن سالم عن بن كردوس عن أبيه قال قال رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- : ((من أحيا ليلتي العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب)) ومروان هذا متروك متهم بالكذب.

    فالعمدة عند من ذكره في الصحابة على هذا الحديث فإذا تبين أنه موضوع لم تثبت حينئذ لـ"كردوس" الصحبة.

    وأشار الذهبي إلى أنه ليس صحابياً بل هو تابعي.

    فذكر الذهبي هذا الحديث في ترجمة عيسى بن إبراهيم من ميزان الاعتدال(3/308) ثم قال: حديث منكر مرسل.

    ولم يتعقبه الحافظ ابن حجر في لسان الميزان(5/363) بشيء.
    ولعله: كردوس بن العباس التغلبي من المخضرمين له رواية عن الصحابة ولم يثبت له عدالة ولا ضبط. فهو في عداد المجاهيل.

    بل قال البخاري: فيه نظر. انظر: تهذيب التهذيب(3/467).
    قال ابن الجوزي في العلل المتناهية(2/562) : "هذا حديث لا يصح عن رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-، وفيه آفات؛ أما مروان بن سالم فقال أحمد: ليس بثقة. وقال النسائي والدارقطني والأزدي: متروك. وأما سلمة بن سليمان فقال الأزدي : هو ضعيف. وأما عيسى فقال يحيى: ليس بشيء".

    وقال ابن القيم -رحمهُ اللهُ- في زاد المعاد(2/247) : " ثم نام حتى أصبح ولم يحي تلك الليلة ولا صح عنه في إحياء ليلتي العيد شيء".

    ثانيا : قولك ( قال الشافعي : وبلغنا أنه كان يقال : إن الدعاء يستجاب في خمس ليال : ليلة الجمعة ، وليلة الأضحى ، وليلة الفطر ، وأول ليلة من رجب ، وليلة النصف من شعبان").
    أقول : هذا الكلام المنقول عن الإمام الشافعي لي عليه ملاحظتان :
    الأولى : أن قوله : ( وبلغنا أنه كان يقال ) إشارة منه إلى تضعيف ما ورد في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنه غير جازم بصحته.
    والثانية : أن ما ذكره الشافعي هو قطعة حديث روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " من طريق أبي سعيد بندار بن عمر بن محمد الروياني بسنده عن إبراهيم بن أبي يحيى عن أبي قعنب عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة : اول ليلة من رجب ، و ليلة النصف من شعبان ، و ليلة الجمعة ، و ليلة الفطر ، و ليلة النحر ).
    وهذا الحديث فيه راويان كذابان وهما : بندار بن عمر وإبراهيم بن أبي يحيى ، ولذلك حكم عليه الألباني بالوضع كما في "السلسلة الضعيفة" رقم (1452).
    ولعل الإمام الشافعي أخذ هذا عن إبراهيم بن يحيى الكذاب فإنه من شيوخه الذين خفي عليه حالهم ، كما قال الألباني في نفس المصدر السابق : ( قلت : و إبراهيم بن أبي يحيى كذاب أيضا كما قال يحيى و غيره ، و هو من شيوخ الشافعي الذين خفي عليه حالهم ).

    ثالثا : قولك : (أخبرنا أبو مالك الجنبي نا الحجاج وهو بن أرطاة عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عن عائشة قالت : قدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فخرجت في أثره فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في البقيع رافعا يديه إلى السماء يدعو فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بنت أبي بكر ما الذي أخرجك فقالت أشفقت أو خفت أن تكون خرجت إلى بعض نسائك فقال ما أخرجك ثم قال إذا كان ليلة النصف من شعبان ينزل الرب تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيغفر من الذنوب أكثر من عدد شعر غنم كلب" ).
    أقول : هذا الحديث رجاله ثقات لكن حجاج و هو ابن أرطأة مدلس و قد عنعنه ، و قال الترمذي :سمعت محمد ( يعني البخاري ) : يضعف هذا الحديث.
    ولذلك قال الألباني في سند هذا الحديث : ضعيف جدا. انظر "ضعيف الترغيب والترهيب" رقم (1651).

    رابعا : قولك : ( أخبرنا عبد الرزاق أنا إبراهيم بن عمر الأنباري أنه سمع الوضين بن عطاء يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يطلع ليلة النصف من شعبان فيغفر الذنوب لأهل الأرض إلا لمشرك أو مشاحن وله في تلك الليلة عتقاء عدد شعر مسوك غنم كلب قال إسحاق فسره الأوزاعي أن المشاحن المبتدع الذي يفارق أمة" (مسند ابن راهويه) ).
    أقول : هذا الحديث ظاهر فيه الإرسال ؛ لأنه من رواية الوضين بن عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والوضين هو من أتباع التابعين.فتأمل.

    خامسا : أما قولك : (ليتك أثبت لي ما هو الخطأ الذي وقع مني تجاه الجمع حيث قلت : ( الأفضل أن تعيد تحرير الموضوع لأن أكثره عبارة عن اقتباس من كتب أخرى دون تحقيق ) بربك ما هي تلك الكتب التي لم تكن تعتني بالتحقيق ؟ ).
    أقول : أما المقصود من تحرير الموضوع فقد بينت المراد من ذلك في صدر هذه المداخلة ، وأما قولي : ( دون تحقيق ) فليس المراد منه ما فهمتَ من أن الكتب التي نقلتَ منها لا تعتني بالتحقيق ، وإنما المقصود من ذلك أنك قمت بنقل مادة علمية ثرية دون أن تُنقِّح وتحقق في المسألة تحقيقا علميا كما سبقت الاشارة إليه آنفا.
    فالكلام فيه حذف تقديره : ( الأفضل أن تعيد تحرير الموضوع لأن أكثره عبارة عن اقتباس من كتب أخرى دون تحقيق منك ).
    هذا آخر ما لدي في هذا الموضوع ، فإن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان الرجيم وأستغفر الله على ذلك.
    وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    13

    افتراضي رد: جمع مختصر في اثبات أفضلية ليلة النصف من شعبان

    وأنا أتشوف إلى المزيد من المشاركات العلمية الجادة التي تثري الموضوع وتعطي المسألة أكثر تحريراً ودقة وتقدم للقارئ عمقاً وتضفي على المجلس حراكاً علمياً كانت من تلك المشاركات مشاركة الشيخ: عبد الرحيم الجزائري _ والله يشهد _ أني قد استفدت منها بل واعترف عن تراجعي لبعض ما كنت أعتقد من صحة لبعض الطرق فالحق أحق أن يتبع .. ولكن لي بعض الوقفات مع الشيخ الفاضل :

    أولها :
    قلتم يا شيخ :
    "هذا الحديث رواه البيهقي في السنن الكبرى (3/319)
    وفي شعب الإيمان(3/341)من طريق الشافعي في الأم(1/231)
    أنبأنا إبراهيم بن محمد قال قال ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي الدرداء موقوفا عليه.
    وهذا الأثر إضافة إلى أنه موقوف فإنه موضوع ساقط آفته إبراهيم بن محمد وهو ابن أبي يحيى فإنه جهمي رافضي كذاب.
    ولا أختلف معك في هذا الحكم .
    قلتم :
    وللأمانة فإن هذا الحديث روي مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن عدد من الصحابة وهم : أبو أمامة وعبادة بن الصامت وكردوس وكلها موضوعة ، وإليك البيان :
    1- أما حديث أبي أمامة فقد رواه ابن ماجه في سننه(رقم1782) من طريق بقية بن الوليد عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي أمامة رضي الله عنه به.
    ورواه الأصبهاني في الترغيب والترهيب(رقم366) من طريق عمر بن هارون البلخي عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي أمامة رضي الله عنه به.

    أما الطريق الأولى فآفتها : بقية بن الوليد : مدلس مكثر من التدليس وقد عنعن ".

    فهل الحديث الذي يرويه بقية من غير أن يصرح بالتحديث يكون موضوعاً؟!! لم أجد أحداً من أهل العلم حكم على هذا الإسناد بالوضع .

    أتفق تماماً معك فيما توصلت إليه من حكم على باقي طرق الحديث . فجزاكم الله خيراً على ما بينتم .

    الذي دفعني الى رواية هذا الحديث مع العلم بضعفه أمور منها :
    1 _ أنه في باب فضائل الأعمال مع العلم بثبوت الأصل .
    2_ أن له طرقاً كنت أظنها تقوي بعضها بعضاً ولكن ظهر لي بعد التأمل أنها ليست كذلك وهذا بفضل الله ثم مشاركتك .
    3_ رواية الإمام الشافعي لهذا الحديث في كتابه الأم .





    قلتم يا شيخنا :
    "هذا الكلام المنقول عن الإمام الشافعي لي عليه ملاحظتان :
    الأولى : أن قوله : ( وبلغنا أنه كان يقال ) إشارة منه إلى تضعيف ما ورد في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنه غير جازم بصحته.

    ولم لا يكون العكس وقد صرح بالعمل ..
    والثانية : أن ما ذكره الشافعي هو قطعة حديث روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " من طريق أبي سعيد بندار بن عمر بن محمد الروياني بسنده عن إبراهيم بن أبي يحيى عن أبي قعنب عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة : اول ليلة من رجب ، و ليلة النصف من شعبان ، و ليلة الجمعة ، و ليلة الفطر ، و ليلة النحر ).
    وهذا الحديث فيه راويان كذابان وهما : بندار بن عمر وإبراهيم بن أبي يحيى ، ولذلك حكم عليه الألباني بالوضع كما في "السلسلة الضعيفة" رقم (1452).

    ولعل الإمام الشافعي أخذ هذا عن إبراهيم بن يحيى الكذاب فإنه من شيوخه الذين خفي عليه حالهم ، كما قال الألباني في نفس المصدر السابق : ( قلت : و إبراهيم بن أبي يحيى كذاب أيضا كما قال يحيى و غيره ، و هو من شيوخ الشافعي الذين خفي عليه حالهم) ."

    ولما لا يكون عمل بأثر ابن عمر ؟! قال عبد الرزاق : وأخبرني من سمع البيلماني يحدث عن أبيه عن ابن عمر قال : خمس ليال لا ترد فيهن الدعاء ، ليلة الجمعة ، وأول ليلة من رجب ، وليلة النصف من شعبان ، وليلتي العيدين.

    إن الظن لا يغني من الحق شيئاً


    أقول : هذا الحديث رجاله ثقات لكن حجاج و هو ابن أرطأة مدلس و قد عنعنه ، و قال الترمذي :سمعت محمد ( يعني البخاري ) : يضعف هذا الحديث.
    ولذلك قال الألباني في سند هذا الحديث : ضعيف جدا. انظر "ضعيف الترغيب والترهيب" رقم (1651).

    لم يتفرد به الحجاج بل ذكر جميع الطرق التي تقوي هذا الحديث الامام البيهقي في كتابه : شعب الايمان ثم قال :
    ولهذا الحديث شواهد من حديث عائشة ، وأبي بكر الصديق ، وأبي موسى الأشعري ، واستثنى في بعضها المشرك والمشاحن ، وفي بعضها المشرك ، وقاطع الطريق ، والعاق ، والمشاحن ، وقد رواه محمد بن مسلمة الواسطي ، عن يزيد بن هارون موصولا...


    وهذا ملحق مختصر حول مسألة احتجاج السلف بالحديث الضعيف في فضائل العلماء واعتقد أن مناط الحكم في مسألتنا هذه يعتمد على هذه المسألة :

    قال الألباني رحمه الله في مقدمة تمام المنة :
    القاعدة الثانية عشرة ترك العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال اشتهر بين كثير من أهل العلم وطلابه أن الحديث الضعيف يجوز العمل به في فضائل الأعمال
    ويظنون أنه لا خلاف في ذلك
    كيف لا والنووي رحمه الله نقل الاتفاق عليه في أكثر من كتاب واحد من كتبه ؟ وفيما نقله نظر بين لأن الخلاف في ذلك معروف فإن بعض العلماء المحققين على أنه لا يعمل به مطلقا لا في الأحكام ولا في الفضائل
    قال الشيخ القاسمي رحمه الله في " قواعد التحديث " ( ص 94 ) :
    " حكاه ابن سيد الناس في " عيون الأثر " عن يحيى بن معين ونسبه في " فتح المغيث " لأبي بكر بن العربي والظاهر أن مذهب البخاري ومسلم ذلك أيضا . . وهو مذهب ابن حزم . . "
    قلت : وهذا هو الحق الذي لا شك فيه عندي لأمور : الأول : أن الحديث الضعيف إنما يفيد الظن المرجوح ولا يجوز العمل به اتفاقا فمن أخرج من ذلك العمل بالحديث الضيف في الفضائل لابد أن يأتي بدليل وهيهات الثاني : أنني أفهم من قولهم : " . . في فضائل الأعمال " أي الأعمال التي ثبتت مشروعيتها بما تقوم الحجة به شرعا ويكون معه حديث ضعيف يسمى أجرا خاصا لمن عمل به ففي مثل هذا يعمل به في فضائل الأعمال لأنه ليس فيه تشريع ذلك العمل به وإنما فيه بيان فضل خاص يرجى أن يناله العامل به
    وعلى هذا المعنى حمل القول المذكور بعض العلماء كالشيخ علي القاري رحمه الله فقال في " المرقاة " ( 2 / 381 ) : " قوله : إن الحديث الضعيف يعمل به في الفضائل وإن لم يعتضد إجماعا كما قاله النووي محله الفضائل الثابتة من كتاب أو سنة "
    وعلى هذا فالعمل به جائز إن ثبت مشروعية العمل الذي فيه بغيره مما تقوم به الحجة ولكني أعتقد أن جمهور القائلين بهذا القول لا يريدون منه هذا المعنى مع وضوحه لأننا نراهم يعملون بأحاديث ضعيفة لم يثبت ما تضمنته من العمل في غيره من الأحاديث الثابتة مثل استحباب النووي وتبعه المؤلف إجابة المقيم في كلمتي الإقامة بقوله : " أقامها الله وأدامها " مع أن الحديث الوارد في ذلك ضعيف كما سيأتي بيانه فهذا قول لم يثبت مشروعيته في غير هذا الحديث الضعيف ومع ذلك فقد استحبوا ذلك مع أن الاستحباب حكم من الأحكام الخمسة التي لا بد لإثباتها من دليل تقوم به الحجة وكم هناك من أمور عديدة شرعوها للناس واستحبوها لهم إنما شرعوها بأحاديث ضعيفة لا أصل لما تضمنته من العمل في السنة الصحيحة ..... على أن المهم ههنا أن يعلم المخالفون أن العمل بالحديث الضعيف في الفضائل ليس على إطلاقه عند القائلين به فقد قال الحافظ ابن حجر في " تبيين العجب " ( ص 3 - 4 ) : " اشتهر أن أهل العلم يتساهلون في إيراد الأحاديث في الفضائل وإن كان فيها ضعف ما لم تكن موضوعة وينبغي مع ذلك اشتراط أن يعتقد العامل كون ذلك الحديث ضعيفا وأن لا يشهر ذلك لئلا يعمل المرء بحديث ضيف فيشرع ما ليس بشرع أو يراه بعض الجهال فيظن أنه سنة صحيحة وقد صرح بمعنى ذلك الأستاذ أبو محمد بن عبد السلام وغيره وليحذر المرء من دخوله تحت قوله " صلى الله عليه وسلم " : آمن حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين " فكيف بمن عمل به ؟ ولا فرق في العمل بالحديث في الأحكام أو في الفضائل إذ الكل شرع "
    فهذه شروط ثلاثة مهمة لجواز العمل به :
    1 - أن لا يكون موضوعا
    2 - أن يعرف العامل به كونه ضعيفا
    3 - أن لا يشهر العمل به
    ومن المؤسف أن نرى كثيرا من العلماء فضلا عن العامة متساهلين بهذه الشروط فهم يعملون بالحديث دون أن يعرفوا صحته من ضعفه وإذا عرفوا ضعفه لم يعرفوا مقداره وهل هو يسير أو شديد يمنع العمل به
    ثم هم يشهرون العمل به كما لو كان حديثا صحيحا ولذلك كثرت العبادات التي لا تصح بين المسلمين وصرفتهم عن العبادات الصحيحة التي وردت بالأسانيد الثابتة
    ثم إن هذه الشروط ترجح ما ذهبنا إليه من أن الجمهور لا يريد المعنى الذي رجحناه آنفا لأن هذا لا يشترط فيه شيء من هذه الشروط كما لا يخفى
    ويبدو لي أن الحافظ رحمه الله يميل إلى عدم جواز العمل بالضعيف بالمعنى المرجوح لقوله فيما تقدم : " . . ولا فرق في العمل بالحديث في الأحكام أو في الفضائل إذ الكل شرع "
    وهذا حق لأن الحديث الضعيف الذي لا يوجد ما يعضده يحتمل أن يكون كذبا بل هو على الغالب كذب موضوع وقد جزم بذلك بعض العلماء فهو ممن يشمله قوله " صلى الله عليه وسلم " : " . . يرى أنه كذب " أي يظهر أنه كذلك
    ولذلك عقبه الحافظ بقوله : " فكيف بمن عمل به ؟ " ويؤيد هذا ما سبق نقله عن ابن حبان في القاعدة الحادية عشرة
    " فكل شاك فيما يروي أنه صحيح أو غير صحيح داخل في الخبر "
    فنقول كما قال الحافظ : " فكيف بمن عمل به . . ؟ "
    فهذا توضيح مراد الحافظ بقوله المذكور وأما حمله على أنه أراد الحديث الموضوع وأنه هو الذي لا فرق في العمل به في الأحكام أو الفضائل كما فعل بعض مشايخ حلب المعاصرين فبعيد جدا عن سياق كلام الحافظ إذ هو في الحديث الضعيف لا الموضوع كما لا يخفى ولا ينافي ما ذكرنا أن الحافظ ذكر الشروط للعمل بالضعيف كما ظن ذلك الشيخ لأننا نقول : إنما ذكرها الحافظ لأولئك الذين ذكر عنهم أنهم يتسامحون في إيراد الأحاديث في الفضائل ما لم تكن موضوعة فكأنه يقول لهم : إذا رأيتم ذلك فينبغي أن تتقيدوا بهذه الشروط وهذا كما فعلته أنا في هذه القاعدة والحافظ لم يصرح بأنه معهم في الجواز بهذه الشروط ولاسيما أنه أفاد في آخر كلامه أنه على خلاف ذلك كما بينا
    وخلاصة القول أن العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال لا يجوز القول به على التفسير المرجوح إذ هو خلاف الأصل ولا دليل عليه ولا بد لمن يقول به أن يلاحظ بعين الاعتبار الشروط المذكورة وأن يلتزمها في عمله والله الموفق


    وقال شيخ الإسلام في توضيح نافع كما في ( مجموع الفتاوى 1/ 250-251 ) قال رحمه الله : " ولا يجوز أن يعتمد فى الشريعة على الأحاديث الضعيفة التى ليست صحيحة ولا حسنة لكن أحمد بن حنبل وغيره من العلماء جوزوا أن يروى فى فضائل الأعمال ما لم يعلم أنه ثابت إذا لم يعلم أنه كذب ، وذلك أن العمل إذا علم أنه مشروع بدليل شرعى وروى فى فضله حديث لا يعلم أنه كذب جاز أن يكون الثواب حقاً ولم يقل أحد من الأئمة إنه يجوز أن يجعل الشىء واجباً أو مستحبا بحديث ضعيف ومن قال هذا فقد خالف الإجماع ، وهذا كما أنه لا يجوز أن يحرم شىء إلا بدليل شرعى ، لكن إذا علم تحريمه وروى حديث في وعيد الفاعل له ولم يعلم أنه كذب جاز أن يرويه فيجوز أن يروى فى الترغيب والترهيب ما لم يعلم أنه كذب لكن فيما علم أن الله رغب فيه أو رهب منه بدليل آخر غير هذا الحديث المجهول حاله " .

    وهذا ملخص ما جمعه العلامة الخضير حول هذه المسألة :
    اختلف العلماء في قبول الحديث الضعيف في الأحكام, وفضائل الأعمال على ثلاثة آراء:

    الرأي الأول:


    يرى بعض العلماء أنه يعمل بالحديث الضعيف مطلقاً
    ,

    أي: في الحلال والحرام, والفرض الواجب, والفضائل, والترغيب والترهيب, وغيرها,

    بشرطين:


    الأول: أن لا يكون الضعف شديد؛ لأن ما كان ضعفه شديدًا, فهو متروك عند العلماء كافة.


    الثاني: أن لا يوجد في الباب غيره, وأن لا يكون ثمة ما يعارضه.

    وجهة هذا الرأي:


    يعلل أصحاب هذا الرأي قولهم بأن الحديث الضعيف لما كان مُحتَمِلاً للإصابة, ولم يعارضه شيء قوي جانب الإصابة في روايته فيعمل به.


    كما أن من حجتهم أنه أقوى من رأي الرجال.


    من روي عنه هذا القول:


    1/ الإمام أبو حنيفة –رحمه الله-


    ذكر ابن حزم أن الضعيف أولى عند الإمام أبي حنيفة من الرأي والقياس إذا لم يجد في الباب غيره.


    2/ الإمام مالك بن أنس – رحمه الله-


    قال ابن عبد البر: " وأصل مذهب مالك والذي عليه جماعة من المالكيين أن مرسل الثقة تجب به الحجة, ويلزم به العمل, كما يجب بالمسند سواء ". [التمهيد لابن عبد البر:1/2]


    3/ الإمام محمد بن إدريس الشافعي –رحمه الله-


    عمل بعدة أحاديث ضعيفة وقدمها على القياس.


    4/ الإمام أحمد بن حنبل –رحمه الله


    قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: " الحديث الضعيف أحب إلى من الرأي ".


    وقال أحمد: " طريقتي لست أخالف ما ضعف من الحديث إذا لم يكن في الباب ما يدفعه ".


    5/ أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني –رحمه الله-


    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " وعلى هذه الطريقة التي ذكرها أحمد بنى أبو داود كتاب السنن لمن تأمله, ولعله أخذ ذلك عن أحمد
    ".

    6/ كمال الدين ابن الهمام –رحمه الله-


    يرى كمال ابن همام أن الاستحباب يثبت بالحديث الضعيف غير الموضوع.

    7/ محمد المعين بن محمد الأمين –رحمه الله-


    يرى الشيخ محمد أن الحديث الضعيف يحتج به, بل يقدم على الإجماع وقول الصحابي
    ,

    وقال: " ترك الإجماع بالحديث الضعيف أولى من ترك الحديث بالإجماع
    ".

    وغير هؤلاء من العلماء يرون الاحتجاج بالضعيف مطلقاً.








    الرأي الثاني:


    يرى بعض المحققين من أهل العلم أن الحديث الضعيف لا يعمل به مطلقاً, لا في الأحكام, و لا غيرها من الفضائل والترغيب والترهيب.

    وجهة هذا الرأي:


    يعلل أصحاب هذا الرأي قولهم بأن الحديث الضعيف إنما يفيد الظن المرجوح, والله – عز وجل- قد ذم الظن في غير ما آية من كتابه , فقال تعالى : { و ما يتبع أكثرهم } يونس:36


    و قال تعالى : { إن يتبعون إلا الظن } الأنعام:116


    وقال الرسول صلى الله عليه و سلم:


    " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث " أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي.


    كما أن في الأحاديث الصحيحة ما يغني المسلم عن الضعيف.

    من قال بهذا الرأي:


    1/ يحي بن معين –رحمه الله-


    2/ الإمام محمد بن إسماعيل البخاري –رحمه الله-



    الظاهر من صنيع البخاري في صحيحه, وشدة شرطه في الرواة, و عدم إخراجه شيئاً من الأحاديث الضعيفة أن مذهبه عدم العمل بالحديث الضعيف.

    3/ الإمام مسلم بن الحجاج القشيري-رحمه الله-


    يظهر من تشنيعه في مقدمة صحيحه على رواة الضعيف مذهبه عدم الاحتجاج بالحديث الضعيف مطلقاً.




    4/ الحافظ أبو زكريا النيسابوري – رحمه الله


    روى الخطيب البغدادي عن أبي زكريا النيسابوري أنه قال : " لا يكتب الخبر عن الرسول صلى الله عليه و سلم حتى يرويه ثقة عن ثقة حتى يتناهى الخبر إلى النبي صلى الله عليه و سلم بهذه الصفة
    ".


    6/ أبو حاتم الرازي –رحمه الله


    7/ ابن أبي حاتم الرازي –رحمه الله-


    قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي وأبا زرعة يقولان: " لا يحتج بالمراسيل ولا تقوم الحجة إلا بالأسانيد الصحاح المتصلة ", وكذا أقول أنا.

    8/ ابن حبان –رحمه الله-


    قال ابن حبان: " ما روى الضعيف وما لم يرو في الحكم سيان, أنه لا يعمل بخبر الضعيف و أن وجوده كعدمه ". [المجروحين لابن حبان: 1/327-328]

    9/ الإمام أبو سليمان الخطابي –رحمه الله-


    عاب الإمام المحدث أبو سليمان الخطابي على الفقهاء عدم تمييزهم بين الصحيح الحديث و ضعيفه, واحتجاجهم بالأحاديث الواهية الضعيفة.


    10/ أبو محمد ابن حزم –رحمه الله-


    11/ القاضي أبو بكر ابن العربي –رحمه الله-



    12/ شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-


    قال ابن تيمية : " لا يجوز أن يُعتمد في الشريعة على الأحاديث الضعيفة التي ليست صحيحة ولا حسنة ". [قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة لابن تيمية: ص84]

    13/ أبو شامة المقدسي –رحمه الله-


    14/ جلال الدين الدواني –رحمه الله-


    15/ محمد علي الشوكاني –رحمه الله-


    قال الشوكاني : " الضعيف الذي يبلغ ضعفه إلى حد لا يحصل معه الظن, لا يثبت به الحكم, ولا يجوز الاحتجاج به في إثبات شرع عام, وإنما يثبت الحكم بالصحيح و الحسن, لذاته أو لغيره, لحصول الظن بالصدق ذلك وثبوته عن الشارع ". [إرشاد الفحول لشوكاني: ص48]


    16/ صديق حسن خان –رحمه الله-


    قال صديق حسن : " الصواب الذي لا محيص عنه أن الأحكام الشرعية متساوية الأقدام, فلا ينبغي العمل بحديث حتى يصح أو يحسن لذاته أو لغيره, أو أنجبر ضعفه فترقى إلى درجة الحسن لذاته أو لغيره ". [نزل الأبرار لصديق حسن: ص7-8]

    17/ أحمد شاكر –رحمه الله-


    قال أحمد شاكر: " والذي أراه أن بيان الضعف في الحديث الضعيف واجب على كل حال؛ لأن ترك البيان يوهم المطلع عليه أنه حديث صحيح, وأنه لا فرق بين الأحكام وبين فضائل الأعمال ونحوها في عدم الأخذ بالرواية الضعيفة, بل لا حجة لأحد إلا بما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث صحيح أو حسن ". [الباعث الحثيث لأحمد شاكر: ص76
    ]

    18/ محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله-


    قال الألباني: " والذي أدين الله به, وأدعو الناس إليه أن الحديث الضعيف لا يعمل به مطلقاً, لا في الفضائل والمستحبات, ولا في غيرهما ". [صحيح الجامع الصغير1/45]








    الرأي الثالث:


    إذا كان أصحاب الرأي الأول و الثاني على طرفي نقيض في قبول الحديث الضعيف ورده, فإن الفريق الثالث –وهم جمهور العلماء- يسلكون مسلكاً وسطاً بين الرأيين, فهم لا يحتجون بالضعيف في الأحكام من الحلال والحرام ويحتجون به في فضائل الأعمال و الترغيب والترهيب.

    وجهة هذا الرأي:


    وجه ابن حجر الهيتمي هذا القول بأن الحديث الضعيف إن كان صحيحاً في نفس الأمر فقد أعطي حقه من العمل به, وإلا لم يترتب على العمل به مفسدة تحليل ولا تحريم, ولا ضياع حق للغير. [الفتح المبين في شرح الأربعين: ص36]


    كما استدل بحديث ضعيف يروى عن الرسول صلى الله عليه و سلم " من بلغه عني ثواب عمل فعمله حصل له أجره و إن لم أكن قلته "

    أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 1/22 بلفظ : " من أدى الفريضة وعلم الناس الخير كان فضله على المجاهد العابد كفضلي على أدناكم رجلاً , ومن بلغه عن الله فضل فأخذ بذلك الفضل أعطاه الله ما بلغه وإن كان الذي حدثه كاذباً " وهو حديث موضوع انظر تذكرة الموضوعات للفتني ص 28 , سلسة الأحاديث الضعيفة للألباني 5/68-69
    .

    شروط العمل بالحديث الضعيف في الفضائل:


    اشترط القائلون بهذا القول ستة شروط, وهي
    :

    الأول: أن يكون الضعف غير شديد, فيخرج من انفرد من الكذابين والمتهمين بالكذب, ومن فحش غلطه
    .

    وقد نقل السخاوي الاتفاق على هذا الشرط [تدريب الراوي:ص196]


    الثاني: أن يكون الضعيف مندرجاً تحت أصل عام فيخرج ما يخترع بحيث لا يكون له أصل معمول به أصلاً
    .

    الثالث: أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته, لئلا ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم, بل يعتقد الاحتياط. [القول البديع للسخاوي:ص258]


    الرابع: أن يكون موضوع الحديث ضعيف في فضائل الأعمال. [علوم الحديث:ص93]


    الخامس: أن لا يعارض حديث صحيح.


    وهذا الشرط اعتبره البعض للإيضاح, وأسقطه الآخرون لظهوره.

    السادس: أن لا يعتقد سنية ما يدل عليه.


    قال الشيخ علوي مالكي: " وهذا خلف في القول؛ لأنه لا معنى للعمل بالحديث الضعيف في مثل ما نحن فيه إلا كونه مطلوباً طلباً غير جازم, فهو سنة, وإذا كان سنة تعين اعتقاد سنيته . [المنهل اللطيف لعلوي مالكي: 9-10]

    وقد زاد الحافظ ابن حجر شرطاً غير هذه الشروط, وهو أن لا يشتهر ذلك لئلا يعمل المرء بحديث ضعيف فيشرع ما ليس بشرع, أو يراه بعض الجهال فيظن أنه سنة صحيحة. [تبيين العجب لما ورد في فضل رجب لابن حجر: ص3-4]



    من روي عنه هذا الرأي
    :

    1/ سفيان الثوري –رحمه الله-


    2/ عبد الله بن المبارك –رحمه الله-


    3/ عبد الرحمن بن مهدي –رحمه الله-


    أخرج البيهقي في المدخل عن عبدالرحمن بن مهدي أنه قال : " إذا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام, والأحكام شددنا في الأسانيد وانتقدنا في الرجال, وإذا روينا في الفضائل والثواب العقاب سهلنا في الأسانيد وتسامحنا في الرجال
    ".

    4/ سفيان الثوري –رحمه الله-


    5/ يحي بن معين –رحمه الله-


    6/ أحمد بن حنبل –رحمه الله-


    روى الخطيب البغدادي عن الإمام أحمد قوله : " إذا روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام والسنن والأحكام تشددنا في الأسانيد, وإذا روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضائل الأعمال وما لا يضع حكماً ولا يرفعه تساهلنا في الأسانيد ". [الكفاية للخطيب البغدادي:213]

    وذكر أيضاً نقلاً عن الميموني قال: " سمعت أبا عبدالله بقول: " أحاديث الرقاق يحتمل التساهل فيها حتى يجيء شيء فيه حكم ". [الكفاية للخطيب البغدادي:213]



    7/ أبو زكريا العنبري –رحمه الله-



    8/ أبو عمر بن عبد البر-رحمه الله-


    قال ابن عبد البر: " أهل العلم بجماعتهم يتساهلون في الفضائل فيروونها عن كل, وإنما يتشددون في أحاديث الأحكام ". [جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر:1/22
    ]

    و نقل عنه السخاوي قوله: " أحاديث الفضائل لا نحتج فيها إلى بمن يحتج به
    "

    9/ موفق الدين ابن قدامة –رحمه الله
    -

    10/ أبو زكريا النووي –رحمه الله-


    قال النووي: " يستأنس بأحاديث الفضائل وإن كانت ضعيفة الإسناد, ويعمل بها في الترغيب و الترهيب ". [ المجموع شرح المهذب: 5/294 ]


    11/ الحافظ إسماعيل بن كثير -رحمه الله-


    12/ جلال الدين المحلي –رحمه الله-


    13/ جلال الدين السيوطي-رحمه الله-


    14/ الخطيب الشربيني –رحمه الله-


    15/ تقي الدين الفتوحي –رحمه الله-


    قال تقي الدين: " ويعمل بالضعيف في الفضائل " [مختصر التحرير: ص40]


    16/ الملا علي القاري –رحمه الله-


    17/ محمد عبد الحي اللكنوي –رحمه الله-


    قال محمد عبد الحي: " وليعلم أن الأحكام وغير الأحكام وإن كانت متساوية الأقدام في الاحتياج إلى السند – وما خلا عن السند فهو غير معتمد- إلا أن بينهما فرقاً من حيث إنه يشدد في أخبار الأحكام و الحلال والحرام, و في غيرها يقبل الإسناد الضعيف بشروط صرح بها الأعلام " [الأجوبة الفاضلة للكنوي: ص36]


    18/ الدكتور نور الدين عتر


    قال نور الدين : " يبدو أن العمل بالضعيف في فضائل الأعمال هو أعدل الأقوال وأقوها, وذلك أننا إذا تأملنا الشروط التي وضعها العلماء للعمل بالحديث الضعيف فإننا نلاحظ أن الضعيف الذي نبحث عنه لم يحكم بكذبه, لكن لم يترجح فيه جانب الإصابة, وإنما بقي مُحتمِلاً, وهذا الاحتمال قد تقوى بعدم وجود معارض له, و بانضوائه ضمن أصل شرعي معمول به, مما يجعل العمل به مستحباً, ومقبولاً رعاية لذلك ". [ منهج النقد في علوم الحديث للدكتور نور الدين عتر: 294 ]







    ومما سبق يتضح أن الرأي الثالث وهو العمل بالضعيف في الفضائل دون الأحكام هو رأي جمهور العلماء,


    وفي ذلك قال العراقي : " أما غير الموضوع فجوزوا التساهل في إسناده وروايته من غير بيان لضعفه, إذا كان في غير الأحكام والعقائد, بل في الترغيب والترهيب من المواعظ والقصص وفضائل الأعمال ونحوها, أما إذا كان في الأحكام الشرعية من الحلال والحرام وغيرهما, أو في العقائد كصفات الله تعالى, وما يجوز وما يستحيل عليه, ونحو ذلك فلم يروا التساهل في ذلك. [شرح ألفية العراقي: 1/291 ]


    معنى العمل بالضعيف
    :

    يرى شيخ الإسلام ابن تيمية أن العمل بالضعيف عند هؤلاء الأئمة هو مجرد رجاء الثواب المترتب عليه وخوف العقاب, لا أنه ملزم لأحد حيث يقول: " العمل به بمعنى أن النفس ترجو ذلك الثواب وتخاف ذلك العقاب, كرجل يعلم أن التجارة تُربح, لكن بلغه أنها تُربح ربحاً كثيراً, فهذا إن صدق نفعه وإن كذب لم يضره, ومثال ذلك: الترغيب والترهيب بالإسرائيليات, والمنامات وكلمات السلف من العلماء, ووقائع العالم ونحو ذلك, مما لا يجوز بمجرده إثبات حكم شرعي لا استحباب ولا غيره, ولكن يجوز أن يذكر في الترغيب والترهيب والترجية والتخويف . [ مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: 18/66
    ] ملخص لأحد طلبة العلم لبعض رسالة الشيخ ( منقول من الملتقى )


    وهذا رأيه صراحة منشور في موقعه الرسمي:


    الإحتجاج والعمل بالحديث الضعيف
    رقم الفتوى 14832
    تاريخ الفتوى 29/2/1427 هـ -- 2006-03-29
    السؤال ما حكم الإحتجاج والعمل بالحديث الضعيف ؟ .
    الإجابة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
    فحكم العمل بالحديث الضعيف يحتاج إلى تفصيل:
    1_العمل بالضعيف في العقائد: لا يجوز إجماعاً.
    2_ العمل به في الأحكام: جماهير أهل العلم على منعه.
    3_ العمل به في الفضائل والتفسير والمغازي والسير: جمهور أهل العلم على جواز الاحتجاج به في هذه الأبواب شريطة أن يكون ضعفه غير شديد وأن يندرج تحت أصل عام وأن لا يعتقد عند العمل به ثبوته بل يعتقد الاحتياط.
    ونقل النووي وملا علي قاري الإجماع على العمل به في فضائل الأعمال لكن الخلاف فيه منقول عن جمع من اهل العلم كأبي حاتم وأبي زرعة وابن العربي والشوكاني والألباني وإليه يومئ كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ويدل عليه صنيع البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى.
    وعلى هذا فلا يعمل بالضعيف مطلقاً في أي باب من أبواب الدين ويذكر حينئذ للاستئناس وأشار ابن القيم إلى أنه يمكن أن يرجح به أحد القولين المتعادلين.
    فالصواب أن الضعيف لا يعمل به مطلقاً ما لم يغلب على الظن ثبوته فيصل إلى درجة الحسن لغيره.. وبالله التوفيق.



    .





    ويعنيني كثيراً أن أؤكد للقارئ مجدداً حرصنا المشترك –بإذن الله- على تجنب شخصنة هذه المسألة , وأن نستمر سوياً في التركيز على مناقشة التصورات والترجيحات والمقولات بعيداً عن الأسماء والأشخاص والتصنيف والتقييم, إذ الاشتغال بالأشخاص من أعظم ذرائع فساد النية وتهيُّج نزوة الانتصار للذات واضمحلال القضية, وهذا أمر مشاهد أكدته التجارب.
    يسرني قراءة المزيد حول هذه المسألة .. وتحلية المقالة بتعقيباتكم

    لكم خالص الود

  14. #14

    افتراضي رد: جمع مختصر في اثبات أفضلية ليلة النصف من شعبان

    أحسن الله إليك أخي الباحث ورفع الله قدرك ووفقني الله وإياك للعلم النافع والعمل الصالح وأشكر لك حسن ظنك في أخيك ولكن أعتذر إليك وإلى إخوتي القراء أني لست بشيخ وما أنا إلا طويلب علم صغير جدا أتقرب إلى الله تعالى بمحبتكم وخدمتكم.
    وأما سؤالك عن الطريق التي فيها بقية بن الوليد فلم أحكم عليها بالوضع لأجل تدليسه وإنما غرني في ذلك قول الإمام الألباني الذي نقلته ثمة وهو :( ثم رأيت الحديث من رواية عمر بن هارون الكذاب، والمذكور في الحديث السابق، يرويه عن ثور بن يزيد به. فلا أستبعد أن يكون هو الذي تلقاه بقية عنه ثم دلسه وأسقطه ).
    وهذا كلام من إمام محقق متخصص ، وعلى كل حال فإن كان بقية أخذه عنه فهو ذاك وإلا كانت علته التدليس فقط. والله تعالى أعلى وأعلم

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    13

    افتراضي رد: جمع مختصر في اثبات أفضلية ليلة النصف من شعبان

    سعدت بمناقشتك .. رفع الله قدرك

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •