فضائل أيام شهر شعبان عموماً :
حَدَّثَنِي يَحْيَى عَنْ مَالِك عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ:
"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لَا يَصُومُ وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلَّا رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ"
(موطأ مالك)
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي النضر عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان"
"حدثنا معاذ بن فضالة حدثنا هشام عن يحيى عن أبي سلمة أن عائشة رضي الله عنها حدثته قالت:
لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا أكثر من شعبان فإنه كان يصوم شعبان كله وكان يقول خذوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وأحب الصلاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما دووم عليه وإن قلت وكان إذا صلى صلاة داوم عليها"
"حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي النضر عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان"
( البخاري )
"حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد جميعا عن ابن عيينة قال أبو بكر حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي لبيد عن أبي سلمة قال سألت عائشة رضي الله عنها :
عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان يصوم حتى نقول قد صام ويفطر حتى نقول قد أفطر ولم أره صائما من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان كان يصوم شعبان كله كان يصوم شعبان إلا قليلا" (صحيح مسلم _ كتاب الصوم )
قال النبي –صلى الله عليه وسلم- لما سأله أسامة بن زيد –رضي الله عنهما-قائلاً: يا رسول الله! لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان ؟ فقال –صلى الله عليه وسلم-: ((ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)).
"رواه أحمد(5/201) والنسائي(4/201) وابن خزيمة في صحيحه والضياء في المختارة وغيرهم وسنده حسن، صححه ابن خزيمة وحسنه الضياء،والمنذري والألباني وغيرهم".
فضائل ليالي النصف من شعبان خصوصاً :
"حدثنا الصلت بن محمد حدثنا مهدي عن غيلان ح و حدثنا أبو النعمان حدثنا مهدي بن ميمون حدثنا غيلان بن جرير عن مطرف عن عمران بن حصين رضي الله عنهماعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأله أو سأل رجلا وعمران يسمع فقال: يا أبا فلان أما صمت سرر هذا الشهر قال أظنه قال يعني رمضان قال الرجل لا يا رسول الله قال فإذا أفطرت فصم يومين
لم يقل الصلت أظنه يعني رمضان قال أبو عبد الله وقال ثابت عن مطرف عن عمران عن النبي صلى الله عليه وسلم من سرر شعبان " ( (صحيح البخاري _باب صوم شعبان)
"وَالسَّرَر بِفَتْحِ السِّين الْمُهْمَلَة وَيَجُوزُ كَسْرُهَا وَضَمُّهَا جَمْعُ سُرَّةٍ وَيُقَال أَيْضًا سِرَار بِفَتْحِ أَوَّله وَكَسْرِهِ ، وَرَجَّحَ الْفَرَّاء الْفَتْح ، وَهُوَ مِنْ الِاسْتِسْرَار ، قَالَ أَبُو عُبَيْد وَالْجُمْهُور : الْمُرَاد بِالسُّرَرِ هُنَا آخِر الشَّهْر ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِاسْتِسْرَارِ الْقَمَر فِيهَا وَهِيَ لَيْلَة ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَتِسْع وَعِشْرِينَ وَثَلَاثِينَ . وَنَقَلَ أَبُو دَاوُدَ عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ وَسَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيز أَنَّ سُرَره أَوَّله ، وَنَقَلَ الْخَطَّابِيُّ عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ كَالْجُمْهُورِ ، وَقِيلَ السُّرَر وَسَطُ الشَّهْر حَكَاهُ أَبُو دَاوُدَ أَيْضًا وَرَجَّحَهُ بَعْضهمْ ، وَوَجَّهَهُ بِأَنَّ السُّرَر جَمْع سُرَّة وَسُرَّة الشَّيْء وَسَطه ، وَيُؤَيِّدُهُ النَّدْبُ إِلَى صِيَام الْبِيضِ وَهِيَ وَسَط الشَّهْر وَأَنَّهُ لَمْ يَرِد فِي صِيَام آخِر الشَّهْر نَدْب ، بَلْ وَرَدَ فِيهِ نَهْيٌ خَاصٌّ وَهُوَ آخِر شَعْبَان لِمَنْ صَامَهُ لِأَجْلِ رَمَضَان"
( فتح الباري )
"ويجوز أن يكون معنى قوله: « سرر هذا الشهر » أى من وسطه، لأنها الأيام الغر التى كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بصيامها، وسرارة كل شىء وسطه وأفضله.
قال ذو الرمة يصف حمارًا:
كأنه عن سرار الأرض محجوم يريد عن وسطها، وهو موضع الكلأ منها، وقال ابن السكيت: سرار الأرض أكرمه وأفضله". (شرح ابن بطال)
"فَكَأَنَّهُ يَقُول : يُسْتَحَبّ أَنْ تَكُون الْأَيَّام الثَّلَاثَة مِنْ سُرَّة الشَّهْر ، وَهِيَ وَسَطُهُ ، وَهَذَا مُتَّفَقٌ عَلَى اِسْتِحْبَابه" (شرح مسلم _ للنووي)
"حدثنا أبو بكر النيسابوري قال : ثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : ثنا عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، عن عبد الملك بن عبد الملك ، عن مصعب بن أبي ذئب ، عن القاسم بن محمد ، عن أبيه ، أو عن عمه ، عن جده أبي بكر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا في ليلة النصف من شعبان ، فيغفر فيها لكل بشر ما خلا كافرا أو رجلا في قلبه شحناء » في رواية أخرى : « إلا رجلا مشركا أو في قلبه شحناء » وفي رواية أبي موسى قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « ينزل ربنا إلى السماء الدنيا في النصف من شعبان فيغفر لأهل الأرض إلا مشركا أو مشاحنا »"
(الإبانة الكبرى _ ابن بطة )
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى ، حدثنا أبو العباس الأصم ، أخبرنا الربيع ، أخبرنا الشافعي ، أخبرنا إبراهيم بن محمد ، قال : قال ثور بن يزيد : عن خالد بن معدان ، عن أبي الدرداء ، قال : « من قام ليلتي العيدين لله محتسبا لم يمت قلبه حين تموت القلوب »
(شعب الإيمان _البيهقي)
أخبرنا محمد بن المعافى العابد بصيدا ، وابن قتيبة وغيره ، قالوا : حدثنا هشام بن خالد الأزرق ، قال : حدثنا أبو خليد عتبة بن حماد ، عن الأوزاعي ، وابن ثوبان ، عن أبيه ، عن مكحول ، عن مالك بن يخامر ، عن معاذ بن جبل ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يطلع الله إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن » (صحيح ابن حبان)
"أخبرنا أبو سعيد قال : حدثنا أبو العباس قال : أخبرنا الربيع قال : أخبرنا الشافعي قال : أخبرنا إبراهيم بن محمد قال : قال ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن أبي الدرداء قال : « من قام ليلتي العيد لله محتسبا لم يمت قلبه حين تموت القلوب » قال الشافعي : وبلغنا أنه كان يقال : إن الدعاء يستجاب في خمس ليال : ليلة الجمعة ، وليلة الأضحى ، وليلة الفطر ، وأول ليلة من رجب ، وليلة النصف من شعبان"
(معرفة السنن والآثار _ للبيهقي)
"أخبرنا أبو مالك الجنبي نا الحجاج وهو بن أرطاة عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عن عائشة قالت : قدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فخرجت في أثره فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في البقيع رافعا يديه إلى السماء يدعو فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بنت أبي بكر ما الذي أخرجك فقالت أشفقت أو خفت أن تكون خرجت إلى بعض نسائك فقال ما أخرجك ثم قال إذا كان ليلة النصف من شعبان ينزل الرب تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيغفر من الذنوب أكثر من عدد شعر غنم كلب"
"أخبرنا عبد الرزاق أنا إبراهيم بن عمر الأنباري أنه سمع الوضين بن عطاء يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يطلع ليلة النصف من شعبان فيغفر الذنوب لأهل الأرض إلا لمشرك أو مشاحن وله في تلك الليلة عتقاء عدد شعر مسوك غنم كلب قال إسحاق فسره الأوزاعي أن المشاحن المبتدع الذي يفارق أمة" (مسند ابن راهويه)
"وقد روى مصعب بن أبي ذئب ، عن القاسم بن محمد ، عن أبيه ، أو عمه ، عن أبي بكر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا كان ليلة النصف من شعبان ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا فيغفر لعباده إلا ما كان من مشرك أو مشاحن لأخيه »
وهذه الأحاديث التي ذكرت عن محمد بن أبي بكر ، عن أبيه في بعض أسانيدها ضعف وهي عندي والله أعلم مما لم يسمعها محمد بن أبي بكر من أبيه لصغره ولكن حدث بها قوم من أهل العلم فذكرنا وبينا العلة فيها".
"حدثنا عمرو بن مالك قال : نا عبد الله بن وهب قال : نا عمرو بن الحارث قال : حدثني عبد الملك بن عبد الملك ، عن مصعب بن أبي ذئب ، عن القاسم بن محمد ، عن أبيه أو عمه ، عن أبي بكر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا كان ليلة النصف من شعبان ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا فيغفر لعباده إلا ما كان من مشرك أو مشاحن لأخيه »
وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي بكر إلا من هذا الوجه وقد روي عن غير أبي بكر ، وأعلى من رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر وإن كان في إسناده شيء فجلالة أبي بكر تحسنه ، وعبد الملك بن عبد الملك ليس بمعروف ، وقد روى هذا الحديث أهل العلم ونقلوه واحتملوه فذكرناه لذلك" ( البحر الزخار مسند البزار)
"حدثنا الأصبغ بن الفرج المصري ، قال : أخبرني ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن عبد الملك ، عن مصعب بن أبي الحارث ، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر ، عن أبيه ، أو عن عمه ، عن جده أبي بكر ، رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ينزل ربنا تبارك وتعالى ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لكل نفس إلا مشرك بالله ومشاحن »"
"حدثنا الأصبغ بن الفرج المصري ، قال : أخبرني ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن عبد الملك ، عن مصعب بن أبي الحارث ، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر ، عن أبيه ، أو عن عمه ، عن جده أبي بكر ، رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ينزل ربنا تبارك وتعالى ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لكل نفس إلا مشرك بالله ومشاحن »" (الرد على الجهمية _ الدارمي)
وهذا الحديث حدثناه محمد بن إسماعيل قال : حدثنا سعيد بن منصور ، حدثنا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ، أن عبد الملك بن عبد الملك ، حدثه عن المصعب بن أبي ذئب ، عن القاسم بن محمد ، عن أبيه أو عمه ، عن جده ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ينزل الله تبارك وتعالى ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لكل نفس إلا إنسانا في قلبه شحناء أو مشرك بالله »
وفى النزول في ليلة النصف من شعبان أحاديث فيها لين ، والرواية في النزول في كل ليلة أحاديث ثابتة صحاح ، فليلة النصف من شعبان داخلة فيها إن شاء الله .
( الضعفاء للعقيلي )
آثار الصحابة والتابعين وبعض العلماء المحققين :
قال عبد الرزاق : وأخبرني من سمع البيلماني يحدث عن أبيه عن ابن عمر قال : خمس ليال لا ترد فيهن الدعاء ، ليلة الجمعة ، وأول ليلة من رجب ، وليلة النصف من شعبان ، وليلتي العيدين.
" عبد الرزاق عن محمد بن راشد قال : حدثنا مكحول عن كثير بن مرة أن الله يطلع ليلة النصف من شعبان إلى العباد ، فيغفر لاهل الارض إلا رجل مشرك أو مشاحن "
(مصنف عبد الرزاق)
"حدثني أبو معمر ، نا عباد بن العوام ، قال : قدم علينا شريك فسألناه عن الحديث ، « إن الله ينزل ليلة النصف من شعبان » قلنا : إن قوما ينكرون هذه الأحاديث ، قال : فما يقولون ؟ قلنا : يطعنون فيها ، فقال : إن الذين جاءوا بهذه الأحاديث هم الذين جاءوا بالقرآن وبأن الصلوات خمس وبحج البيت وبصوم رمضان فما نعرف الله إلا بهذه الأحاديث "
(السنة _ لعبد الله بن أحمد )
"قال الشافعي: وبلغنا انه كان يقال ان الدعاء يستجاب في خمس ليال في ليلة الجمعة وليلة الاضحى وليلة الفطر واول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان" (السنن الكبرى _ البيهقي)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "ومن هذا الباب ليلة النصف من شعبان. فقد روي في فضلها من الأحاديثِ المرفوعةِ والآثارِ ما يقتضي أنها ليلة مفضلةٌ، وأنَّ منَ السلفِ من كان يخصها بالصلاة فيها.
وصومُ شهر شعبانَ قد جاءت فيه أحاديث صحيحة، ومن العلماء من السلف من أهل المدينة وغيرهم من الخلَفِ من أنكر فضلها، وطعنَ في الأحاديث الواردة فيها، كحديث: ((إن الله يغفر فيها لأكثر من عدد شعر غنم بني كلب))، وقال: لا فرق بينها وبين غيرها.
لكن الذي عليه كثير من أهل العلم أو أكثرهم من أصحابنا وغيرهم على تفضيلها، وعليه يدل نص أحمد، لتعدد الأحاديث الواردة فيها، وما يصدق ذلك من الآثار السلفية، وقد روي بعضُ فضائلها في المسانيد والسنن، وإن كان قد وضع فيها أشياء أخر.
فأمَّا صوم يوم النصف مفرداً فلا أصل له، بل إفراده مكروه. وكذلك اتخاذه موسماً تصنع فيه الأطعمة، وتظهر فيه الزينة، هو من المواسم المحدثة المبتدعة التي لا أصل لها.
وكذلك ما قد أحدث في ليلة النصف من الاجتماع العام للصلاة الألفية في المساجد الجامعة، ومساجد الأحياء والدور والأسواق.
فإن هذا الاجتماع لصلاة نافلة مقيدة بزمان وعدد وقدر من القراءة مكروه لم يشرع، فإنَّ الحديث الوارد في الصلاة الألفية موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث، وما كان هكذا لا يجوز استحباب صلاة بناء عليه، وإذا لم يستحب فالعمل المقتضي لاستحبابها مكروه، ولو سُوِّغَ أنَّ كلَّ ليلة لها نوعُ فضلٍ تُخَصُّ بصلاةٍ مبتدعةٍ يجتمع لها لكان يفعل مثل هذه الصلاة، أو أزيد، أو أنقص: ليلتي العيدين، وليلة عرفة، كما أن بعض أهل البلاد يقيمون مثلها أول ليلة من رجب، وكما بلغني أنه كان بعض أهل القرى يصلون بعد المغرب صلاة مثل المغرب في جماعة يسمونها صلاة بِرِّ الوالدين"
اقتضاء الصراط المستقيم(ص/202-203)
سئل شيخ الإسلام -رحمهُ اللهُ- عن صلاة نصف شعبان؟
فأجاب -رحمهُ اللهُ-: "إذا صلى الإنسان ليلة النصف وحده، أو فى جماعة خاصة كما كان يفعل طوائف من السلف، فهو أحسن.
وأما الاجتماع فى المساجد على صلاة مقدَّرة، كالاجتماع على مائة ركعة، بقراءة ألف: "قل هو الله أحد" دائماً. فهذا بدعةٌ لم يستحبها أحد من الأئمة. والله أعلم". مجموع الفتاوى(23/131)
وقال في موضع آخر ..
أما ليلة النصف فقد روي في فضلها أحاديث وآثار ونقل عن طائفة من السلف أنهم كانوا يصلون فيها فصلاة الرجل فيها وحده قد تقدمه فيه سلف وله فيه حجة فلا ينكر مثل هذا .
( مجموع الفتاوى 23/ ص 132)
قال المباركفوري: "اعلم أنه قد ورد في فضيلة ليلة النصف من شعبان عدة أحاديث مجموعها يدل على أن لها أصلا" تحفة الأحوذي(3/365-367)