تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 24

الموضوع: ما الدليل على أن الذمي ترد عليه تحية الإسلام بمثلها، وليس اقتصارا على "وعليكم"؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي ما الدليل على أن الذمي ترد عليه تحية الإسلام بمثلها، وليس اقتصارا على "وعليكم"؟

    يقول الامام ابن القيم رحمه الله في كتاب أحكام أهل الذمة (1/67)
    "فصل
    إذا تحقق من قول الذمي سلام عليك
    هذا كله إذا تحقق أنه قال: السامّ عليكم، أو شك فيما قال، فلو تحقق السامع أن الذمي قال له: " سلام عليكم " لا شك فيه، فهل له أن يقول: وعليك السلام، أو يقتصر على قوله: " وعليك " ؟ فالذي تقتضيه الأدلة الشرعية وقواعد الشريعة أن يقال له: وعليك السلام، فإن هذا من باب العدل، والله يأمر بالعدل والإحسان. وقد قال تعالى: (وإذَا حيَيتُمْ بِتَحية فَحيوا بأحْسنَ مِنهْا أوْ ردوها) فندب إلى الفضل، وأوجب العدل.
    ولا ينافي هذا شيئاً من أحاديث الباب بوجه ما، فإنه صلى الله عليه وسلم إنما أمر بالاقتصار على قول الراد " وعليكم " بناء على السبب المذكور الذي كانوا يعتمدونه في تحيتهم، وأشار إليه في حديث عائشة رضي اللّه عنها فقال: " ألا ترينني قلتُ: وعليكم، لما قالوا: السامّ عليكم " ؟ ثم قال: " إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم " والاعتبار وإن كان لعموم اللفظ فإنما يعتبر عمومه في نطير المذكور، لا فيما يخالفه. قال تعالى: (وإذَا جاؤوكَ حيوْكَ بما لَمْ يُحيك به الله، وَيَقولُونَ في أنْفُسهِمْ لوْلاَ يُعَذبُنا الله بما نَقُولُ) فإذا زال هذا اَلسبب وقال الكتابي: سلام عليكم ورحمة اللّه، فالعدل في التحية يقتضي أن يردّ عليه نظير سلامه. وباللّه التوفيق." أ.هـ
    والذي يفهم من هذا الكلام أن الامام رحمه الله فرق في رد تحية المسلم بين أن يقول الذمي "السلام عليكم" ويتبين المسلم أنها كذلك حقأ، وبين أن يقول له "السام عليك" أو "السام عليكم" ويتبين المسلم ذلك أو يشك فيه، فحمل الأحاديث التي قال النبي عليه السلام فيها "اذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا : "وعليكم" على الحالة الثانية فقط دون الأولى، بقوله أن هذا من باب العدل والاحسان وأنه هو ما تقتضيه الأدلة الشرعية وقواعد الشريعة! وبين أن ذلك داخل في عموم قوله تعالى: ((وإذَا حيَيتُمْ بِتَحية فَحيوا بأحْسنَ مِنهْا أوْ ردوها)).

    ولكن عند تأمل هذا الكلام يلح علي هذا السؤال: كيف يخصص الامام حكما عاما في حديث عام على هذا النحو بلا مخصص، الا قوله أنه من العدل والاحسان؟ فهل قولك للذمي "وعليكم" ليس من العدل؟ بل هو من العدل ولا شك، وهو صواب في كل حال، لأنه ان أراد بتحيته خيرا واحسانا، فنرده بالمثل فيكون عدلا واحسانا، وان أراد شرا فبالمثل كذلك، ويكون عدلا بما يستحق!! فمن سلف ابن القيم رحمه الله في هذا التخصيص لعموم قوله عليه السلام "فقولوا وعليكم"؟
    الذي يظهر لي عند التأمل أن حديث رد سلام الذمي بقول "وعليكم" هو الذي يخصص اطلاق الآية الكريمة في باب رد السلام بصفة عامة! ويمكن القول بأنه أيا كان ما حيا به الذمي فان قلنا له وعليكم، فانه يكون داخلا بالجملة في قوله تعالى ((أو ردوها))، وان كان الذي يمنع من المكافأة التامة لتحية الذمي، كأن نقول له "وعليك السلام" في مقابلة تحيته لنا ان حيانا بها، كون اللفظ الوارد في الحديث مقصورا على قول: "وعليكم" دون زيادة!
    فقول الامام رحمه الله " ولا ينافي هذا شيئاً من أحاديث الباب بوجه ما، فإنه صلى الله عليه وسلم إنما أمر بالاقتصار على قول الراد " وعليكم " بناء على السبب المذكور الذي كانوا يعتمدونه في تحيتهم"
    هذا قول يحتاج الى دليل، ولا أجد فيما أعلم ذلك الدليل! فالأمر في الحديث أمر عام، يشمل كل تحية أو سلام من الذمي يمكن أن يرد عليه بهذا اللفظ، بما في ذلك تحية الاسلام ان حيانا بها، أما الواقعة التي قرر الامام أن فيها اشارة لهذا المعنى فواقعة عين تدخل في عموم ما أمر به النبي، فهو عليه السلام قال لهم "وعليكم" كما كان أمره العام في حديث الباب، فأين الدليل في ذلك على أن ما كان من تحية أهل الكتاب على خلاف ما كان في تلك الواقعة، أو على أن ما كان موافقا لتحية المسلمين، فانه يرد بمثله، وليس بقولنا "وعليكم" كما يقرر الحديث؟! أليس هذا خروجا على الأصل الذي يقرره حديث رد التحية في قوله "فقولوا وعليكم" بغير دليل؟
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    525

    افتراضي رد: ما الدليل على أن الذمي ترد عليه تحية الاسلام بمثلها، وليس اقتصارا على "وعليكم"؟

    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    سبحان الله يا اخي ، تنكر على ابن القيم تخصيصه الحديث بالآيه وجعله الحديث في حالة مخصوصة ، ويؤيده في ذلك :
    1 : في بعض روايات الحديث ما يدل انه قيل في حالات مخصوصة ( تعمد أهل الكتاب اللحن بالقول في التحية ) .
    2 : الآية مدنية ومحكمة .
    3 : الآية نزلت في المجتمع الذي يعايش فيه المسلمين اهل الكتاب .
    4 : وجعل الله عز وجل الفعل مبنياً للمجهول " حييتم " وفيه من دلالة العموم ما لا يخفى
    - ثم تريد أنت العكس أن تجعل الحديث عاماً ويخصص الاية !!!!!!!!
    فأي النصين أولى بتعميمه ؟؟؟؟
    وإن كنت تسأل عن سلف لابن القيم فاليك ما ورد في المنتقى شرح الموطأ قال :
    وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ هِيَ عَامَّةٌ فَإِذَا سَلَّمَ عَلَيْك فَقَالَ سَلَامٌ عَلَيْك قُلْت عَلَيْك السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَهَذَا أَحْسَنُ مِمَّا قَالَ ، وَإِنْ أَرَدْت أَنْ تَرُدَّهَا قُلْت عَلَيْك وَرُوِيَ عَنْ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ قَالَ لِلْيَهُودِيِّ : عَلَيْك السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ؛ فَقِيلَ لَهُ تَقُولُ لِيَهُودِيٍّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : أَلَيْسَ فِي رَحْمَةِ اللَّهِ يَعِيشُ .
    وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: ما الدليل على أن الذمي ترد عليه تحية الاسلام بمثلها، وليس اقتصارا على "وعليكم"؟

    الحمد لله
    أخي شريف
    أما قولك: "سبحان الله يا اخي ، تنكر على ابن القيم تخصيصه الحديث بالآيه وجعله الحديث في حالة مخصوصة ، ويؤيده في ذلك"
    فأنا لا أنكر ولا أتهم ولا شيء من هذا! أنا أناقش في مسألة الخلاف فيها سائغ، وواقع من زمان الصحابة! فرجاءً لا تستعمل التهويل في الكلام، أصلح الله حالي وحالك.
    " في بعض روايات الحديث ما يدل انه قيل في حالات مخصوصة ( تعمد أهل الكتاب اللحن بالقول في التحية )"
    نحن في محل مباحثة علمية يا أخي الكريم ولسنا في معرض استفتاء! فلا أنا أستفتي ولا أستنكر، وانما أسأل عن دليل صريح! فأرجو أن تورد لي بالمتن والتخريج ما تظن أنت أن فيه الدلالة التي تقول بها حتى نتناقش!!
    "الآية مدنية ومحكمة"
    وهل بدا من كلامي ما يفهم منه خلاف ذلك؟؟؟ سبحان الله!
    "الآية نزلت في المجتمع الذي يعايش فيه المسلمين اهل الكتاب"
    ..... ! ! !
    "وجعل الله عز وجل الفعل مبنياً للمجهول " حييتم " وفيه من دلالة العموم ما لا يخفى"
    وهل أنكرت أنا هذا العموم؟ انما أقول أن الحديث يخصصه.. فهل وجود المخصص لحالة من الحالات يلغي اطراد العموم على كل ما عدا تلك الحالة المخصوصة؟؟
    "ثم تريد أنت العكس أن تجعل الحديث عاماً ويخصص الاية !!!!!!!!
    فأي النصين أولى بتعميمه ؟؟؟؟"
    أقنعني بعكس ما أقول اذا!
    الآية يقول الله تعالى فيها ((وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً)) [النساء : 86]
    فهذا عام مطلق. أليس كذلك؟
    والحديث يقول: "اذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا "وعليكم""
    فهذا نص يخصص عموم الآية في شأن أهل الكتاب تحديدا، ولا يظهر فيه ما يخرج صيغ تحية الاسلام من مراد النبي من عموم لفظة "السلام"، بل هي أولى بأن تكون هي السلام المراد بالنص من غيرها مما فيه لعب بالألفاظ وغيره، ومجرد وجود روايات من الحديث ارتبط فيها هذا الأمر العام بواقعة اليهود، هذا في تصوري القاصر ليس حجة كافية لحمل عموم الأمر هذا على تلك الحالة (أعني حالة قولهم السام عليكم) دون غيرها!
    فأرجو أن يكون كلامي قد زاد وضوحا.
    "وإن كنت تسأل عن سلف لابن القيم فاليك ما ورد في المنتقى شرح الموطأ قال :
    وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ هِيَ عَامَّةٌ فَإِذَا سَلَّمَ عَلَيْك فَقَالَ سَلَامٌ عَلَيْك قُلْت عَلَيْك السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَهَذَا أَحْسَنُ مِمَّا قَالَ ، وَإِنْ أَرَدْت أَنْ تَرُدَّهَا قُلْت عَلَيْك وَرُوِيَ عَنْ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ قَالَ لِلْيَهُودِيِّ : عَلَيْك السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ؛ فَقِيلَ لَهُ تَقُولُ لِيَهُودِيٍّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : أَلَيْسَ فِي رَحْمَةِ اللَّهِ يَعِيشُ ."
    أنا أسأل عن سلفه في الاستدلال نفسه، وفي قوله بأن الاقتصار على الرد بقول "وعليك" عند القاء الكتابي لتحية المسلمين هو خلاف العدل والاحسان وكذا، وأنه خلاف الأدلة والأصول! والا فالمسألة فيها خلاف عن بعض الصحابة كما قدمت! ولو كانت مما ثبت فيه الاجماع لما ناقشتكم ولا باحثتكم ولانتهى الأمر بحجية الاجماع! ولكن المسألة الخلاف فيها مشهور.. ومدار الحكم ما يستند اليه كل فريق من الأدلة، فأنا أريد أن أقف على حجة من قالوا بهذا القول! فهل هذا يضايقك؟
    سبحان الله!
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    525

    افتراضي رد: ما الدليل على أن الذمي ترد عليه تحية الاسلام بمثلها، وليس اقتصارا على "وعليكم"؟

    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    أعتذر اليك إن كنت قد أغضبتك .
    وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: ما الدليل على أن الذمي ترد عليه تحية الاسلام بمثلها، وليس اقتصارا على "وعليكم"؟

    خيرا ان شاء الله.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: ما الدليل على أن الذمي ترد عليه تحية الاسلام بمثلها، وليس اقتصارا على "وعليكم"؟

    عن أبي بصرة الغفاري أن النبي عليه السلام قال: "إني راكب إلى يهود فمن انطلق معي فإن سلموا عليكم فقولوا وعليكم" قال "فانطلقنا فلما جئناهم سلموا علينا فقلنا وعليكم"
    (صححه الألباني في الصحيحة 5/289)
    و في مسند أحمد وصححه أحمد شاكر رحمه الله، قوله صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن عمر: " إن اليهود إذا لقوكم قالوا السام عليكم فقولوا وعليكم"
    وفي "شرح الشروط العمرية" لابن القيم رواية بهذا اللفظ: " لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا سلم عليكم أحدهم فقولوا وعليكم" (ص 117)
    وفي سنن ابن ماجة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا سلم عليكم أحد من أهل الكتاب فقولوا وعليكم"
    صححه الألباني في صحيح ابن ماجة (رقم 2997)
    هذا هو ما استطعت جمعه من روايات صحيحة لحديث الباب.

    فهل حجتهم أن العام فيها (بلفظ أهل الكتاب، أو اليهود والنصارى، وبلفظ اذا سلموا عليكم بصفة عامة) يحمل على الخاص الذي جاء في الرد على قول اليهود "السام عليكم"؟
    لو كان ذلك الكلام في خصوص قول اليهود هو ما يراد باللفظ العام، لقال عليه السلام "اذا قال لكم أهل الكتاب السام عليكم فقولوا وعليكم"، ولما قال "اذا سلموا عليكم"! أو لقال "ان اليهود والنصارى اذا لقوكم قالوا السام عليكم فقولوا وعليكم.." ولما قال "ان اليهود اذا لقوكم قالوا.. الخ"!
    فكيف يقاس ذلك على المثال المشهور في حمل العام على الخاص في قوله تعالى: "في الغنم الزكاة" وقوله "في الغنم وسائمتها في كل أربعين شاة شاة"؟ اللفظ العام هنا كما هو ظاهر، يقرر أن الغنم فيها زكاة! أما كم مقدارها أو ما شرطها، فيحتاج الى تفصيل، وهو ما جاء به الحديث الثاني، بل كان ذلك التخصيص اضافة للبيان والتوضيح لازمة لفهم العموم الأول وتحقيقه.
    أما حالتنا هذه فالذي يظهر لي من توجيه الجمع بينهما ليس أن الخاص هنا يخصص العام، ولكن أن الخاص يؤكد ويشدد على انزال الحكم العام على حالة بعينها دون أن يخرج من الحكم العام أفرادا تلحق بحكم آخر..
    فما رأيكم زاد الله علمكم؟
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: ما الدليل على أن الذمي ترد عليه تحية الاسلام بمثلها، وليس اقتصارا على "وعليكم"؟

    .............
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  8. #8

    افتراضي رد: ما الدليل على أن الذمي ترد عليه تحية الاسلام بمثلها، وليس اقتصارا على "وعليكم"؟

    فى احدى روايات حديث المسئ صلاته رد النبى بقوله ( وعليكم ) وهذا دليل ان وعليكم تعتبر بمثلها
    للفائدة

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: ما الدليل على أن الذمي ترد عليه تحية الاسلام بمثلها، وليس اقتصارا على "وعليكم"؟

    بارك الله فيك..
    وفي الحقيقة فأنا انما أقصد بقولي "بمثلها" في عنوان الموضوع، المثيل المكافئ لفظا، كأن بقال له اذا قال "السلام عليكم": "عليك السلام" واذا قال "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" قيل له "عليك السلام ورحمة الله وبركاته"! والا فمن جهة عموم المعنى، فان لفظة "وعليك" تفيد معنى: وعليك مثل ما قلت، فان كان خيرا فخير، وان كان شرا فشر.
    وهذا ما يجعلني أكرر التساؤل بشأن كلام الامام ابن القيم رحمه الله فأقول: هل الاقتصار على لفظة "وعليك" في رد تحية الذمي - أيا كانت - ليس من العدل والاحسان، حتى وان قال من قال أن من الأحسن أن نكافئها بمثل لفظها؟
    الاقتصار على "وعليك" هو من العدل والاحسان ولا ريب! أما الزيادة بمكافأة اللفظ بمثله لفظا - وهي أحسن في حق المسلم ولا شك، وهي محل النزاع في حق الكتابي - فهذه ما لا يظهر لي دليل على مشروعيتها في حق الكتابي، والله أعلم بالصواب..
    وهنا يرد علي هذا الخاطر: لو أن الكتابي بادأني بقوله: "السلام عليكم" فهل يكون من الأحسن - ادخالا له في عموم الآية كما يذهب ابن القيم رحمه الله - أن أرد بقولي "وعليك السلام ورحمة الله وبركاته"، أم أقتصر على "وعليك السلام"؟؟ فما دامت قد أدخلت الكتابي الذي لا يقول "السام عليك" في عموم الآية، فالآية تقرر أنه من الأفضل أن نحيي من حيانا بتحية، بأحسن مما حيينا به. فعلى هذا التوجيه، يكون الأفضل أن نزيد ونحيي الكتابي بأحسن مما حيانا به! فهل من العدل والاحسان أن أقول له بأن عليه الرحمة والبركة من الله، وهو على تلك الحال التي يبغضها رب العالمين، حتى وان حياني بطلبه الرحمة والبركة لي كما هي تحية المسلمين؟؟ فلو أنه مثلا دعا لي وقال: "أحبك الله"، فهل يسوغ أن أقول له "واياك" أو "آمين ولك بمثلها" مثلا؟ أم أن أقول له: "هداك الله" أو نحوها ان أردت الدعاء له بالخير؟
    عندما يعطس الكتابي فاننا عند تشميته لا نقول له يرحمك الله كما نقول للمسلمين، وانما نقول له "يهديكم الله ويصلح بالكم" كما نصت السنة. فلماذا، مع أن الهداية هي من عموم الرحمة، لو قضاها الله له فانه بذلك ولا شك يكون قد رحمه؟! هذا التفريق هو من باب صيانة حق المسلمين وتميزهم على أهل الكتاب بأنهم الآن في رحمة الله بالفعل، ما داموا على التوحيد، بخلاف أهل الكتاب الذين لا يزالون دون ذلك، وليسوا في رحمة الله ما داموا على ما هم عليه!
    هذا الكلام - وان كان قد لا يلزم المخالف في محل النزاع، الا أن - فيه اشارة الى خصوصية المسلم فيما فيه الدعاء ورد الدعاء والتشميت وما الى ذلك، والله أعلم وأحكم.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    124

    افتراضي رد: ما الدليل على أن الذمي ترد عليه تحية الاسلام بمثلها، وليس اقتصارا على "وعليكم"؟

    فائدة من الأحكام لابن العربي رحمه الله :
    وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { إن أهل الكتاب إذا سلموا عليك قالوا : السام عليكم فقولوا عليكم } .
    كذلك كان سفيان يقولها .
    والمحدثون يقولون بالواو ، والصواب سقوط الواو ؛ لأن قولنا لهم : (عليكم )رد ، وقولنا (وعليكم) مشاركة ، ونعوذ بالله من ذلك .
    { وكانت عائشة مع النبي صلى الله عليه وسلم فقالت اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم : عليك السام .
    فقال النبي صلى الله عليه وسلم : عليكم ففهمت عائشة قولهم ؛ فقالت عائشة : عليكم السام واللعنة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم مهلا يا عائشة فقالت : أولم تسمع ما قالوا يا رسول الله ؟ قال : أو لم تسمعي ما قلت عليكم ؟ إنه يستجاب لنا فيهم ولا يستجاب لهم في } .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: ما الدليل على أن الذمي ترد عليه تحية الاسلام بمثلها، وليس اقتصارا على "وعليكم"؟

    بارك الله فيك أخي الكريم.. ولكن جميع ما صححه أهل الحديث من المتون - فيما رأيت - ثبتت فيه الواو! فلعلها ان يكون توجيهها في هذا المقام وفقهها بخلاف ما فهمه سفيان رحمه الله.. بل لعل عند التأمل في رد النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة لما استغربت من النبي قوله "وعليكم" نتبين أنه لا يضيرنا قولها بالواو كما ثبتت، فالنبي عليه السلام قرر أنه يستجاب لنا فيهم ولا يستجاب لهم فينا، ونحن لا نريد بالرد الا توجيه الدعاء اليهم بمثل ما يقولون.. فقد تفهم بهذا المعنى: أي وعليكم ندعو بمثل ما تدعون علينا.. أو "وعليكم يتوجه نظير كلامكم هذا.. فليس المراد أننا نقرر أننا وهم نشترك فيما يقولون، وانما نقرر أننا وهم نشترك في توجيه كل منا الدعاء على الآخر بهذا المعنى، فاذا كان كلامهم لا يستجاب له وكلامنا يستجاب له، فلا يضيرنا قولهم هذا ولا اثباتنا للواو في الرد عليهم.. والله أعلم.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    124

    افتراضي رد: ما الدليل على أن الذمي ترد عليه تحية الاسلام بمثلها، وليس اقتصارا على "وعليكم"؟

    بارك الله فيك ،و تجد تفصيل هذا عند الحافظ ابن حجر في فتح الباري ،باب (كيف الرد على أهل الذمة بالسلام)
    و قد رجح صحة الروايات التي أتت من غير الواو .
    http://islamport.com/d/1/srh/1/49/2054.html
    و إن كان التوفيق بين الأقوال أو الروايات التي وردت في هذا الشأن يسيرا ،و بدون تكلف-في نظري القاصر-
    فمحتمل أن رد الرسول عليه أفضل الصلاة و السلام- وقد أوتي جوامع الكلم-،كان من غير الواو على قولهم (السام عليكم) ، فقال عليكم ،أي عليكم ما قلتم.
    و أما ما جاء باثبات الواو فهو توجيه منه للرد على من تأكدت تحيته بلفظ السلام من أهل الكتاب أي (السلام عليكم) فلا مانع من الاتيان بالعطف هنا ،من باب الرد بالمثل أي (و عليكم) و بهذا لا تعارض مع ماجاء في نص الآية لمن حملها على العموم.
    والله أعلم.

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: ما الدليل على أن الذمي ترد عليه تحية الاسلام بمثلها، وليس اقتصارا على "وعليكم"؟

    "و أما ما جاء باثبات الواو فهو توجيه منه للرد على من تأكدت تحيته بلفظ السلام من أهل الكتاب أي (السلام عليكم) فلا مانع من الاتيان بالعطف هنا ،من باب الرد بالمثل أي (و عليكم)"
    ولكن ليس في الروايات الصحيحة - في حدود ما رأيت - ما يدل على هذا التفريق أيضا أيها الفاضل: أن الواو تثبت في الرد على من تبينت منه أنه يحييك بتحية الاسلام، ولا تثبت في الرد على قولهم "السام عليك"، بل ان الروايات التي صححها أهل الحديث جاءت بثبوت الواو في قوله عليه السلام "وعليكم" لليهود لما قالوا له "السام عليك"! فتوجيهكم هذا للروايات يخالف ما صح منها بثبوت الواو!
    وعلى أي حال فهذه مسألة خارجة عن محل النزاع.. بارك الله فيكم.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: ما الدليل على أن الذمي ترد عليه تحية الاسلام بمثلها، وليس اقتصارا على "وعليكم"؟

    للرفع
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: ما الدليل على أن الذمي ترد عليه تحية الاسلام بمثلها، وليس اقتصارا على "وعليكم"؟

    ....................
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: ما الدليل على أن الذمي ترد عليه تحية الاسلام بمثلها، وليس اقتصارا على "وعليكم"؟

    للرفع
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  17. افتراضي رد: ما الدليل على أن الذمي ترد عليه تحية الاسلام بمثلها، وليس اقتصارا على "وعليكم"؟

    الشيخ ياسر برهامى يرجح أنه يرد عليه بمثلها أو أحسن منها

  18. افتراضي رد: ما الدليل على أن الذمي ترد عليه تحية الاسلام بمثلها، وليس اقتصارا على "وعليكم"؟

    وأمر جيد أن ردى على موضوع الاخت توبة فى ملتقى اهل الحديث وصل لها بالبريد قبل حذف الموضوع فكنت انا السبب فى معرفتها بالمجلس العلمى فبادرت وسجلت فزادكى الله حرصا ونفعكى بما تتعلمين

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: ما الدليل على أن الذمي ترد عليه تحية الاسلام بمثلها، وليس اقتصارا على "وعليكم"؟

    "الشيخ ياسر برهامى يرجح أنه يرد عليه بمثلها أو أحسن منها"
    بارك الله فيك.. وبه أفتى ابن عثيمين رحمه الله كذلك وغيره كثيرون، وأكثرهم ينقلون هذا النقل بعينه عن الامام ابن القيم رحمه الله في فتاواهم.. فلو أنك نقلت الينا من فصل في هذه المسألة تفصيلا آخر أو درس أدلتها دراسة أكثر استفاضة وتوسعا من كلام ابن القيم رحمه الله، لكانت تلك فائدة يشد لمثلها الرحال!
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: ما الدليل على أن الذمي ترد عليه تحية الاسلام بمثلها، وليس اقتصارا على "وعليكم"؟

    ملحوظة: وقع في كتابتي سبق قلم في قولي:
    "فكيف يقاس ذلك على المثال المشهور في حمل العام على الخاص في قوله تعالى: "في الغنم الزكاة" .."
    والصواب: "حمل العام على الخاص في قوله صلى الله عليه وسلم: "في الغنم الزكاة"...
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •