تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: مجالس فقهية ( 5 ) الإمام مالك رحمه الله ..

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    في خير بلاد
    المشاركات
    111

    Exclamation مجالس فقهية ( 5 ) الإمام مالك رحمه الله ..

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد :

    فأذكر بتذكير مهم أنَّ ما يُطرح هنا إنما هي تلميحات وإشارات في الكلام عن المذاهب , ولا يناسب المنتديات التوَسّع في ذلك , والكتب التي تتحدث عن المذاهب موجودة وإن كان بعض مؤلفيها أكثر من الكلام والتفاصيل , وأَوْجَدَ في كتابه حشوا كان ينبغي ألا يكون , لكن طالب العلم يعرف كيف يأخذ ما يهمه !

    أعود إلى التذكير وأقول ليس شرطاً ما يكون الكلام عنه هنا أنْ يَنفي غيره , كلا .. لكنْ من حصَّلَ هذا الكلام وعَلِمَهُ فقد عَلِمَ جزءا ينفعه .. والله تعالى أعلم .



    ** المذهب المالكي **


    إمام المذهب :

    هو الإمام الثاني زمنا وهو مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي من بني حمير , يكني بأبي عبدالله .

    مولده ووفاته :

    ولد الإمام مالك سنة 95 من الهجرة ونشأ في بيت علم ودين فجده الصحابي الجليل أبو عامر الأصبحي وجده مالك أحد أربعة رجال حملوا عثمان إلى قبره ليلا , لذا اشتهر الإمام مالك رحمه بعلم الحديث رواية ودراية ؛ توفي رحمه الله سنة 179 من الهجرة وله أربع وثمانون سنة .

    أبرز شيوخه :

    سبق معنا أن هناك مدرسة الحجاز ومدرسة الرأي ؛ الإمام مالك من مدرسة الحجاز مدرسة أهل الأثر , أخذ العلم عن يحيى بن سعيد الأنصاري , ونافع مولى ابن عمر , ومحمد بن المنكدر , ومحمد بن شهاب الزهري , وربيعة بن عبدالرحمن المعروف بربيعة الرأي , وعن غير هؤلاء من الأئمة الأعلام .

    أشهر التلاميذ :

    محمد بن إدريس الشافعي , ومحمد بن إبراهيم بن دينار , والمغيرة بن عبدالرحمن المخزومي , ويحيى بن يحيى الليثي وهو صاحب أصح رواية للموطأ , ومحمد بن عبدالله بن الحكم وهو من نشر المذهب في بلاد المغرب , وعبدالله بن وهب , وعبدالرحمن بن القاسم وأغلب تلامذته من الأئمة في زمانهم فمنهم تلقى الأئمة عنهم العلم كالبخاري ومسلم وأحمد بن حنبل وغيرهم من الأئمة .

    فالذين تلقوا عن مالك خلق كثير , بل إن بعض العلماء يقول : إن الحديث الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم " يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم , فلا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة " أن هذا العالم هو مالك بن أنس ! وهو حديث رواه الترمذي وتكلم فيه بعض العلماء .

    يقول الإمام مالك رحمه الله : قلَّ مَنْ كتبت عنه العلم , ما مات حتى يجيئني ويستفتيني !

    وهذا يدل على سعة العلم , ورسوخ قدم فيه , وقبول من العلماء قَبْلَ الناس له رحمه الله ؛ فقد كان رحمه الله مبتعدا عن فرائد العلم وشواذه , عظيم التقوى , له سمت عند التحديث فلا يروي إلا على طهارة , لا يخاف في الله لومة لائم فتروى عنه تلك المقالة المشهورة : العلم يؤتي ولا يأتي ! ومع هذا كله فقد ابتلي الإمام بمن لا يخاف الله فجلد وامتحن رحمه الله .

    ولكثرة تلاميذه الذين انتشروا في البلاد كانت هناك الطرق في أخذ المذهب كطريقة العراقيين والمدنيين والمصريين والمغاربة والأندلس ولكل من تلك الطرق أئمة وعلماء كانت لهم الجهود الواضحة في نشر العلم .



    قالوا فيه :

    يروى عن تلميذه الإمام محمد بن إدريس الشافعي أنه قال عن شيخه مالك : إذا ذكر العلماء فمالك النجم . وما أحد أَمَنَّ عليَّ مِنْ مالك !

    وقال البخاري رحمه الله : أصح الأسانيد : مالك عن نافع عن ابن عمر .

    وهذه السلسلة تعتبر من السلاسل الذهبية الرواية عن تابعي عن صحابي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وقد مرت معنا في مجالس حديثية .


    أصول المذهب :

    سبق معنا أن أصولاً اتفق عليها العلماء وهي الكتاب والسنة والإجماع , ومع ذلك فلم يدون الإمام الأصول والقواعد وإن كان قد أشار إلى بعضها , فالأصول والقواعد هي من استقراء أتباع الإمام لمنهجه وطريقة استنباطه فكانت الأصول بعد الأصول المتفق عليها :

    1 ) عمل أهل المدينة . وهذا مما تفرد به الإمام مالك عن الأئمة الثلاثة وردوا عليه؛ فهو رحمه الله يرى أن إجماع أهل المدينة يعد إجماعا قطعيا ومستندا شرعيا يرجع إليه ولا يخالف !
    لأجل هذا يقدم عمل المدينة على القياس وخبر الآحاد .

    2 ) القياس . 3 ) قول الصحابي . 4 ) المصالح المرسلة . 5 ) العرف . 6 ) سد الذرائع . 7 ) الاستحسان . 8 ) الاستصحاب .


    كتب المذهب :

    من أشهر المؤلفات في المذهب المالكي ( الموطأ ) لإمام المذهب مالك بن أنس رحمه الله لكن أُخذَ على الإمام مالك رحمه الله أنه جعل فيه الحديث وفقه الصحابة والتابعين فلم يجعله خالصا لقول نبينا صلى الله عليه وسلم .
    وأصح رواية فيه رواية يحيى بن يحيى الليثي
    .

    وشرح الكتاب بشروح عديدة من أشهرها :

    كتاب التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد لابن عبد البر القرطبي , والاستذكار لابن عبدالبر ومن أسهل شروحه شرح أبو الوليد الباجي في كتابه المنتقى شرح الموطأ وهو مطبوع في عشر مجلدات.

    ومن الكتب أيضا : المدونة لعبد السلام بن سعيد التنوخي المعروف بسحنون وأصل هذه المدونة كتاب لأسد بن الفرات اسمه الأسدية , أدرك أسد هذا الإمام مالك رحمه الله وأخذ عنه الموطأ , ثم إنه رحل إلى العراق وأخذ فقه الأحناف ثم ذهب إلى عبدالرحمن بن القاسم وهو من الذين لازموا مالك رحمه الله مدة طويلة فعرض عليه المسائل ليعرف بها قول مالك ورأيه , وبعد إجابة ابن القاسم رحل أسد بن الفرات إلى القيروان حيث عمل قاضيا هناك, ونشر المسائل في كتابه الأسدية ؛ ومع ذلك لم يلق قبولا عند علماء المالكية لِمَا يعلمون عن مالك أنه ينهى عن المسائل التي لم تقع أن يسأل عنها , وهذا ما كان بارزا في الفقه الحنفي , ولأسد بن الفرات قصص وحكايات مع علماء المذهب المالكي لا نود الإطالة بذكرها , المهم.. كان من العلماء الذين لم يقبلوا بعمل أسد بن الفرات : سحنون , فذهب إلى عبدالرحمن بن القاسم وتدارسا المسائل فرجع ابن القاسم عن بعض الآراء وأثبتها سحنون , وكتب إلى أسد أن يمحو ما دونه من آراء رجع عنها وأن المعتمد ما دونه سحنون , لكنه لم يقبل بذلك , ونشر سحنون كتابه وانتشر وترك كتاب الأسدية , واعتمد على مدونة سحنون وهو مطبوع في أربع مجلدات وقد تنسب في بعض الطبعات إلى مالك وبعضها إلى عبدالرحمن وبعضها إلى سحنون وهي واحدة فهي مسائل من سحنون لعبد الرحمن نقل فيها رأي مالك رحمهم الله جميعا .

    ثم ما زال العلماء في المذهب يؤلفون كتبهم فمن ذلك :

    مختصر خليل يذكر فيه الراجح من المذهب المالكي , وقد اعتنى به المالكية عناية كبيرة على صعوبة ألفاظه وكثرة ضمائره , مع كثرة مسائله , لذا هو للمتخصصين والمتقدمين من طلبة العلم والعلماء , لأنه مختصر لمختصر لمختصر كما قال بعض العلماء , فقد اختصر خليل بن إسحاق الكردي مختصر ابن الحاجب الذي اختصر فيه كتاب التهذيب للبرادعي والذي اختصر فيه المدونة رحم الله الجميع . وللعناية التي أحاطت به , كثرت شروحه فمنها :

    شرح الخرشي على مختصر خليل لأبي عبدالله محمد الخرشي , وهو مطبوع في ثمان مجلدات , والشرح الكبير على مختصر خليل لأبي البركات أحمد الدردير , ومواهب الجليل للحطاب , والإكليل لصالح عبد السميع الأزهري وهو أسهلها , والتاج والإكليل للمواق , ومن أفضل ما كتب عن هذا المختصر كتاب حاشية الدسوقي على الشرح الكبير على مختصر خليل مطبوع في أربع مجلدات , والشروح كثيرة, يطول بنا المقام جدا في الكتابة عنها والكلام حولها حتى ولو كان ذكرا لأسمائها وأسماء مؤلفيها !

    من الكتب المعتمدة في المذهب كذلك كتاب ابن رشد القرطبي ( الحفيد ) وهو بداية المجتهد ونهاية المقتصد ومع أنه يذكر الأقوال في المذاهب الأخرى إلا أنه تميز عن جميع المصنفات في جميع المذاهب بذكره سبب الخلاف مما يدلك على سعة علم وأفق واطلاع مصنفه رحمه الله وهو مطبوع في مجلدين , ويُدَّرس في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.

    من الكتب كذلك كتاب المقدمات الممهدات لابن رشد القرطبي ( الجد ) مطبوع في ثلاثين مجلد .

    ومن الكتب أيضا : كتاب بلغة السالك لأقرب المسالك لأحمد بن محمد الصاوي شرح فيه كتاب الشرح الصغير على مختصر خليل للدردير , لأن للدردير شرح كبير وصغير على مختصر خليل , الصغير شرحه الصاوي والكبير شرحه الدسوقي رحم الله الجميع .
    هذا الكتاب طبع في مجلدين ويتميز بسهولة العبارة .


    بقي أن نذكر أنه سبق مدرسة الحديث وجود فقهاء في المدينة النبوية قد تجد تسميتهم في بعض كتب المذاهب وخصوصا في المذهب المالكي كالعبادلة وهم عبدالله بن عمر وعبدالله بن عمرو بن العاص , وعبدالله بن الزبير , وعبدالله بن عباس رضي الله عنهم جميعا وفيهم قال القائل :

    إن العبادلة الأخيار أربعة = مناهج العلم في الإسلام للناس
    ابن الزبير وابن العاص وابن أبي = حفص الخليفة والحبر ابن عباس !

    وتجد أيضا في تلك الكتب اسم الفقهاء السبعة وهم :

    سعيد بن المسيب , وعروة بن الزبير , والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق , وخارجة بن زيد بن ثابت , وعبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود , وسليمان بن يسار , وأبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف , وقيل بل هو سالم بن عبدالله , وقيل : بل هو أبو بكر بن عبدالرحمن وقد نظم بعضهم أسماء الفقهاء السبعة بقوله :


    ألا كل من لم يقتدي بأئمة = فقسمته ضيزى عن الحق خارجة
    فخذهم عبيد الله عروة قاسم = سعيد أبو بكر سليمان خارجة !

    وهناك كتب ألفت في بيان مصطلحات المذاهب فليرجع إليها للفائدة .

    والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ..
    """ محبرة الداعي """
    ** متوقف عن الكتابة من 30 / 8 / 1429هـ
    ريشة تقاوم أعاصير !
    http://me7barh.maktoobblog.com

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    المغرب ـ مراكش
    المشاركات
    573

    افتراضي رد: مجالس فقهية ( 5 ) الإمام مالك رحمه الله ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    شكرا للأخ الكريم على هذه النبذة الموجزة عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله لكن يلاحظ أن المشهور أن ولادة مالك كانت سنة93هـ وليس 95هـ كما ورد في الترجمة ثم إن من تلامذة مالك ورواة الموطا البارزين محمد بن الحسن الشيباني ولم يرد له ذكر هنا
    و مما يبعث على التسأؤل القول بأن رواية يحيي بن يحيي الليثي هي أصح رواية للموطا ؟؟؟
    فما مدى صحة هذا الكلام ؟ ومن قاله من العلماء ؟
    أرجو أن يتسع صدر الأخ لهذه التساؤلات ويرد عنها بما يرفع اللبس ويوضح الأمور.../ وعلى المودة والتقدير

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    32

    افتراضي رد: مجالس فقهية ( 5 ) الإمام مالك رحمه الله ..

    بسم الله الرحمن الرحيم لاشك أن رواية الإمام يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي لموطأ مالك رحمه الله من الروايات المشهورة التي انتشرت في الآفاق، بل صار المُعوَّل عليها اليوم في الشرق والغرب بحيث إذا أُطلق لفظ الموطأ لم يُصرف في الغالب إلاَّ لتلك الرواية ومع ذلك فهذا لايعني أنها أصح الروايات للموطا. فقد أُخذ عليه في روايته للموطأ أوهام نبّه عليها كثيرٌ من العلماء كابن عبد البر، وابن الحذاء، وأبي العباس الداني، وغيرهم. والسبب أنه ( ولم يكن له بصر بالحديث ) الانتقاء لابن عبد البر رحمه الله(ص:109). و(ما كان من فرسان هذا الشأن، بل كان متوسِّطاً فيه رحمه الله ) قاله الذهبي رحمه الله (السير10/523)
    وقال محمد بن الحارث الخشني:( وذكر بعضُ الناس أنَّه كان ليحيى بن يحيى في موطأ مالك بن أنس رحمه الله، وفي غيره تصحيف، فأما إبراهيم بن محمد بن بازفكان يُكثر على يحيى في ذلك ويقول: غلط يحيى في الموطأ في نحو من ثلاثمائة موضع، فذُكر ذلك لأحمد بن خالد فقال: لا ولا، هذا كلّه الذي صح من ذلك نحو ثلاثين موضعاً. قال محمد: قال لي يعلى بن سعيد: حصَّل محمد بن وضاح ذلك الغلط كله فأصاب ستة وثلاثين موضعاً.قال محمد: وقرأت تلك المواضع كلها في كتاب محمد بن عبد الملك بن أيمن، وإنَّما هي في الإسناد ليس في متون الأحاديث ). أخبار الفقهاء والمحدثين (ص:349 ـ 358) والله اعلم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    244

    Exclamation رد: مجالس فقهية ( 5 ) الإمام مالك رحمه الله ..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيكم أخي الكريم
    بل إن بعض العلماء يقول : إن الحديث الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم " يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم , فلا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة " أن هذا العالم هو مالك بن أنس ! وهو حديث رواه الترمذي وتكلم فيه بعض العلماء
    الأولى أن يقال هنا أخي نفع الله بك..وهذا الحديث ضعيف على التحقيق.
    والحديث أخرجه الترمذي (5-46 شاكر) ح(2680)، والنسائي في "السنن الكبرى" (2-489) ح(4291)، والحاكم (1-91)، وأحمد (2-299) ح(7997).
    وقال الترمذي "هو حديث ابن عيينة".
    فكلهم رووه من طريق ابن عيينة عن ابن جريج عن أبي الزبير عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعًا.
    وهذا الحديث غريب غرابة مطلقة؛ فلم يرو هذا الحديث إلا أبو هريرة، ولم يروه عن أبي هريرة إلا أبو صالح، ولم يروه عن أبي صالح إلا أبو الزبير، ولم يروه عن أبي الزبير إلا ابن جريج تفرد به ابن عيينة.
    ولم يخرج البخاري ولا مسلم من هذا الطريق حديثا واحدا، بل وأصحاب السنن لم يخرج أحد منهم من هذا الطريق إلا الترمذي والنسائي هذا الحديث فقط وانظر "تحفة الأشراف" (9-445) ح(12877).
    قال ، أبو الفضل محمد بن طاهرالمقدسي في أطراف الغرائب والأفراد:
    حديث: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((تغرب الناس الخيل والإبل فلا يجدون أعلم من عالم المدينة )).
    تفرد به نعيم بن حماد بن عيينة بقوله عن ابن جريج عن الزهري عن أبي صالح، والتفرد يذكر الزهري والمحفوظ سفيان عن ابن جريج عن أبي صالح..اهـ
    أضف إلى ذلك أن في الحديث علتين:
    الأولى: عنعنة ابن جريج: أورده الحافظ ابن حجر في "طبقات المدلسين" المرتبة الثالثة رقم (17) قال: "عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، وصفه النسائي وغيره بالتدليس، قال الدارقطنيُّ: شرُّ التدليس ابن جريج فإنه قبيح التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح" اهـ.
    فحكم روايته هنا عدم القبول لأنه عنعن.
    الثانية: عنعنة أبي الزبير: أورده الحافظ في "طبقات المدلسين" المرتبة الثالثة رقم (35) قال "محمد بن مسلم بن تدرس المكي أبو الزبير، من التابعين، مشهور التدليس، وقد وصفه النسائي وغيره بالتدليس" اهـ.
    فحكم روايته هنا عدم القبول لأنه عنعن.
    وبهذا يكون الحديث غير صحيح، والسند واه لما فيه من تدليس شديد ومركب.
    قال شيخنا أبو إسحاق الحويني حفظه الله تعالى و نفع به في كتابه النافلة في الأحاديث الموضوعة و الباطلة الحديث رقم39:
    "ضعيف .
    أخرجه الترمذي ( 2680) ، وأحمد ( 2/ 299) ، وابن أبي حاتم في (( تقدمة الجرح والتعديل )) ( ص 11- 12) ، وابن عدي في (( الكامل )) ( 1/ 101) ، والحاكم ( 1/ 90- 91 ) ، والبيهقي ( 1/ 386) ، والخطيب في (( تاريخ بغداد )) ( 5/ 306- 307) ( 6/ 376- 377) ( 13/ 17 ) من طرق عن سفيان بن عيينة ، عن ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة مرفوعاً به قال الترمذي : (( حديث حسن )) وقال الحاكم : (( صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه )) ووافقه الذهبي .
    قلت : كذا قال ! والسند ضعيف وذلك أن ابن جريج وأبا الزبير من المشهورين بالتدليس ولم يصرح أحدهما بتحديث في شيء من الطرق التي وقفت عليها قال الدارقطني : (( تجنب تدليس ابن جريح فإن تدليسه قبيح لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح )) ومعروف أن حكم حديث المدلس هو التضعيف إذا لم يصرح بالسماع من شيخه لاحتمال أنه أسقط رجلاً ضعيفاً بينه وبين شيخه وهذا القدر متفق عليه بَينَ علماء الحديث إلا من شذ ممن لا يعتد به ولذا فيتعجب من صنيع الشيخ المحدث العلامة أبي الأشبال أحمد بن محمد شاكر رحمه الله تعالى إذ قال في (( تحقيق المسند )) ( 15/ 135) ( إسناده صحيح ) !!" اهـ
    وضعف الحديث الشيخ ناصر رحمه الله تعالى في ضعيف ، المشكاة ( 246 ) ، التعليق على التنكيل ( 1 / 385 ) ، الضعيفة ( 4833 ) ، ضعيف الجامع الصغير ( 6448 ).
    وقول الترمذي هنا حديث حسن إنما هو على (اصطلاح المتقدمين).
    فهو قد يعني به المنكر أو الغريب كما هو الراجح هنا أو الحسن اللغوي أو غير ذلك لما هو معلوم من أن لفظ الحسن أوسع في إطلاق المتقدمين منه عند المتأخرين.
    وما أردت إلا التنبيه خشية اللبس أخي بارك الله فيك لأني رأيت عبارتك توهم أن الحديث مختلف فيه اختلافا محتملا.
    و الله أعلم.
    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
    لا يكذب المرء إلا من مهانـته *** أو عادة السوء أو من قلة الأدب
    لجيفة الكلب عندي خير رائحة *** من كذبة المرء في جد وفي لعب

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    في خير بلاد
    المشاركات
    111

    افتراضي رد: مجالس فقهية ( 5 ) الإمام مالك رحمه الله ..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عزالدين المعيار مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    شكرا للأخ الكريم على هذه النبذة الموجزة عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله لكن يلاحظ أن المشهور أن ولادة مالك كانت سنة93هـ وليس 95هـ كما ورد في الترجمة ثم إن من تلامذة مالك ورواة الموطا البارزين محمد بن الحسن الشيباني ولم يرد له ذكر هنا
    و مما يبعث على التسأؤل القول بأن رواية يحيي بن يحيي الليثي هي أصح رواية للموطا ؟؟؟
    فما مدى صحة هذا الكلام ؟ ومن قاله من العلماء ؟
    أرجو أن يتسع صدر الأخ لهذه التساؤلات ويرد عنها بما يرفع اللبس ويوضح الأمور.../ وعلى المودة والتقدير


    أهلاً بأحبابنا وإخواننا .. نفع الله بهم .. ابدأ من حيث انتهت أخي محمد فأقول: ولمَ لا يتسع الصدر لمثل هذا ؟! بل هي رحبة واسعة ولا يضيق صدر طالب علم إن كان منهجه الدليل بمثل هذا إلا من كان ضيق العطن .. وقانا الله وإياكم ضيق الصدور واللحود ..

    كنت بدأت أخي المبارك بتذكير وأعدته .. وهو أنَّ ما أذكره لا ينفي غيره وكنت أرجو لو أعطيت هذه العبارة حظها من النظر كما أعطيت ما بعدها ..

    ذكرت أحسن الله إليك أن ولادة الإمام هي 93 للهجرة على المشهور .. وصحيح ما ذكرت فقد اختلف في ولادة الإمام وعمره فقد قال الواقدي توفي وله تسعون سنة , وقال بعضهم وله ست وثمانون .. أما القول بثلاث وتسعين على اعتبار أن عمره كان 84 سنة .. وذكر بعض العلماء أن حمله في بطن أمه كان ثلاث سنين ! والأمر في ذلك واسع .

    ثم ذكرت أن محمد بن الحسن الشيباني من رواة الموطأ ولم يرد ذكره هنا . فأقول شكر الله لك أنا لم ألتزم في كتابتي حصر رواة الموطأ وقلت روى عن الإمام خلق كثير ومن بعضهم تلقى الأئمة العلم .. فمحمد بن إدريس الشافعي - إمام المذهب - من رواة الموطأ ولم أذكره , إنما ذكرت بعض الرواة وليس في هذا مَلْحظ أو مَعْتب لعدم الالتزام بالحصر أو بالشهرة !

    أما التساؤل الذي طرحته فإجابته كما في التذكير لا يعني هذا نفي الصحة عن غيرها, إنما هي من الروايات التي اعتمد عليها العلماء والأئمة حتى عصرنا هذا , ولاقت رواجاً وقبولا بينهم , والأئمة لا يقبلون أو يعتمدون على رواية واهية أو حتى هناك ما هو أصح منها بمراحل ! نعم قد يكون هناك ما هو أثبت منها أو مقارب لها لكن لا يعني هذا الإغفال أو الإقلال من شأنها , ولا يراد من هذا القول بخلو رواية يحيى من الأخطاء أو سلامته منها , كلا ؛ لكن هي رواية مشهورة في المشرق والمغرب وهي المرادة عند الإطلاق .

    ومعلوم أن المذهب المالكي قام على رجلين كما يذكر بعض العلماء عيسى بن دينار ويحيى بن يحيى الليثي .

    وأما ما مدى صحة هذا الكلام ومن قال بهذا القول: فقد نقل ابن حجر كما في تهذيب التهذيب كلاما لابن عبدالبر عندما ترجم ليحيى يقول ابن حجر رحمه الله عن يحيى :

    روى عن مالك الموطأ إلا يسيرا منه فإنه شك في سماعه , فرواه عن زياد بن عبدالله شبطون , عن مالك . وكان قد سمع منه الموطأ في حياة مالك , ويحيى بن مضر , والليث , وابن عيينة , وابن وهب , وابن القاسم , والقاسم بن عبدالله العمري , وأبي ضمرة وغيرهم .
    وعنه : ابنه عبيد الله , وبقي بن مخلد , ومحمد بن وضاح , ومحمد بن العباس بن الوليد , وصباح بن عبدالرحمن العتيقي , وغيرهم .

    قال عنه ابن عبدالبر : عادت فتيا الأندلس بعد عيسى بن دينار عليه , وانتهى السلطان والعامة إلى رأيه وكان فقيها حسن الرأي .. إلى أن قال وكان ثقة على نفسه حسن الهدى والسمت ... وقال في ترجمة ابن شهاب في التمهيد ؛ لعمري لقد حصلت نقله : يعني نقل يحيى بن يحيى عن مالك , فألفيته من أحسن أصحابه لفظا , ومن أشدهم تحقيقا في المواضع التي اختلفت فيها رواة الموطأ , إلا أن له وهما وتصحيفا في مواضع كثيرة , وقال محمد بن عمر ابن لبابة : كان فقيه الأندلس عيسى بن دينار , وعالمها عبد الملك بن حبيب , وعاقلها يحيى بن يحيى . وقال ابن الفرضي : كان إمام وقته , وأوحد بلده . وقال ابن بشكوال: كان مجاب الدعوة .
    أ. هـ

    وهناك من تكلم عن رواية يحيى بن يحيى الليثي وذكر الكلام حولها ونقل نقولات عن بعض الأئمة , أجهل حاله حقيقة , وهذا لا يضره ؛ والعبرة بما قال وعمل فإن كان فيها بعض الخلل نرجو الإفادة به .. http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/attachm...8&d=1117427677

    أرجو أن أكون أجبت بما تريد وينفع .. شكر الله لك وحرصك ونفع بك ..
    """ محبرة الداعي """
    ** متوقف عن الكتابة من 30 / 8 / 1429هـ
    ريشة تقاوم أعاصير !
    http://me7barh.maktoobblog.com

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    في خير بلاد
    المشاركات
    111

    افتراضي رد: مجالس فقهية ( 5 ) الإمام مالك رحمه الله ..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اويس المغربي مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم لاشك أن رواية الإمام يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي لموطأ مالك رحمه الله من الروايات المشهورة التي انتشرت في الآفاق، بل صار المُعوَّل عليها اليوم في الشرق والغرب بحيث إذا أُطلق لفظ الموطأ لم يُصرف في الغالب إلاَّ لتلك الرواية ومع ذلك فهذا لايعني أنها أصح الروايات للموطا. فقد أُخذ عليه في روايته للموطأ أوهام نبّه عليها كثيرٌ من العلماء كابن عبد البر، وابن الحذاء، وأبي العباس الداني، وغيرهم. والسبب أنه ( ولم يكن له بصر بالحديث ) الانتقاء لابن عبد البر رحمه الله(ص:109). و(ما كان من فرسان هذا الشأن، بل كان متوسِّطاً فيه رحمه الله ) قاله الذهبي رحمه الله (السير10/523)
    وقال محمد بن الحارث الخشني:( وذكر بعضُ الناس أنَّه كان ليحيى بن يحيى في موطأ مالك بن أنس رحمه الله، وفي غيره تصحيف، فأما إبراهيم بن محمد بن بازفكان يُكثر على يحيى في ذلك ويقول: غلط يحيى في الموطأ في نحو من ثلاثمائة موضع، فذُكر ذلك لأحمد بن خالد فقال: لا ولا، هذا كلّه الذي صح من ذلك نحو ثلاثين موضعاً. قال محمد: قال لي يعلى بن سعيد: حصَّل محمد بن وضاح ذلك الغلط كله فأصاب ستة وثلاثين موضعاً.قال محمد: وقرأت تلك المواضع كلها في كتاب محمد بن عبد الملك بن أيمن، وإنَّما هي في الإسناد ليس في متون الأحاديث ). أخبار الفقهاء والمحدثين (ص:349 ـ 358) والله اعلم
    أهلاً بأويس .. صحيح ما ذكرت , وكنت أحب أن تبدأ بذكر فضائل الإمام حتى لا يتوهم متوهم أن يحيى فيه ما فيه .. ؛ أو على الأقل تنقل كلام ابن عبدالبر كاملا لا مجزوءًا نفع الله بك فقد قال ابن عبدالبر عن يحيى :
    كان إمام أهل بلده، والمقتدى به فيهم، والمنظور إليه والمعوَّل عليه، وكان ثقةً عاقلا، حسن الهدي والسَّمت، كان يُشبَّه في سَمْتِه بسمت مالك بن أنس رحمه الله، ولم يكن له بصرٌ بالحديث . أ. هـ

    يحتمل هنا أنه لم يكن له بصر بالحديث كبصر مالك رحمه الله , ولهذا بيّن الذهبي رحمه ذلك بقوله : بل كان متوسطا فيه !

    وهذا لا عيب فيه على الإمام إلا إن كان مقتدرا , وأنّى لإمام غير محمد صلى الله عليه وسلم يسلم من العيوب والملامات , أو حتى يجمع فنون العلم ويكون فارسا فيها !!
    حتى الإمام مالك رحمه الله تعالى تكلم عن موطأه بعض الأئمة أظنه الليث بن سعد وقال أنه أخطأ في ثلاثمائة أو قريبا من هذا الرقم - والنسيان مني - وأنه نصحه فيها وخوفه بالله ! بل قال الشافعي رحمه الله وهو من تلامذة الإمام مالك رحمه الله : الليث أعلم من مالك إلا أنه لم يكن له صحبة أو رفقة يقومون به !

    وأنت تعلم أن الإمام كان يقرأ الموطأ ويعيده ويصحح مافيه ويروى عنه أنه قال : كتبته في أربعين سنة تأخذونه في أربعين يوماً ! والإمام يحيى بن يحيى عمل مشكورا مأجورا على الموطأ واجتهد في ذلك وكتب الله له القبول وإن كان في عمله الخطأ والسهو كما في تركه لأبواب الاعتكاف ونحو ذلك ..
    وليس السبب فقط هو عدم بصره بالحديث , وإن كان مؤثرا بل لأن الروايات تختلف عن الإمام رحمه الله تعالى , والأسباب كثيرة منها ما ذكرت أنت وفقك الله .. انظر الكلام السابق واقرأ ما أحلت إليه مشكورا .. شكر الله لك ونفع بك ..
    """ محبرة الداعي """
    ** متوقف عن الكتابة من 30 / 8 / 1429هـ
    ريشة تقاوم أعاصير !
    http://me7barh.maktoobblog.com

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    في خير بلاد
    المشاركات
    111

    افتراضي رد: مجالس فقهية ( 5 ) الإمام مالك رحمه الله ..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو جهاد الأثري مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيكم أخي الكريم
    الأولى أن يقال هنا أخي نفع الله بك..وهذا الحديث ضعيف على التحقيق.
    والحديث أخرجه الترمذي (5-46 شاكر) ح(2680)، والنسائي في "السنن الكبرى" (2-489) ح(4291)، والحاكم (1-91)، وأحمد (2-299) ح(7997).
    وقال الترمذي "هو حديث ابن عيينة".
    فكلهم رووه من طريق ابن عيينة عن ابن جريج عن أبي الزبير عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعًا.
    وهذا الحديث غريب غرابة مطلقة؛ فلم يرو هذا الحديث إلا أبو هريرة، ولم يروه عن أبي هريرة إلا أبو صالح، ولم يروه عن أبي صالح إلا أبو الزبير، ولم يروه عن أبي الزبير إلا ابن جريج تفرد به ابن عيينة.
    ولم يخرج البخاري ولا مسلم من هذا الطريق حديثا واحدا، بل وأصحاب السنن لم يخرج أحد منهم من هذا الطريق إلا الترمذي والنسائي هذا الحديث فقط وانظر "تحفة الأشراف" (9-445) ح(12877).
    قال ، أبو الفضل محمد بن طاهرالمقدسي في أطراف الغرائب والأفراد:
    حديث: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((تغرب الناس الخيل والإبل فلا يجدون أعلم من عالم المدينة )).
    تفرد به نعيم بن حماد بن عيينة بقوله عن ابن جريج عن الزهري عن أبي صالح، والتفرد يذكر الزهري والمحفوظ سفيان عن ابن جريج عن أبي صالح..اهـ
    أضف إلى ذلك أن في الحديث علتين:
    الأولى: عنعنة ابن جريج: أورده الحافظ ابن حجر في "طبقات المدلسين" المرتبة الثالثة رقم (17) قال: "عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، وصفه النسائي وغيره بالتدليس، قال الدارقطنيُّ: شرُّ التدليس ابن جريج فإنه قبيح التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح" اهـ.
    فحكم روايته هنا عدم القبول لأنه عنعن.
    الثانية: عنعنة أبي الزبير: أورده الحافظ في "طبقات المدلسين" المرتبة الثالثة رقم (35) قال "محمد بن مسلم بن تدرس المكي أبو الزبير، من التابعين، مشهور التدليس، وقد وصفه النسائي وغيره بالتدليس" اهـ.
    فحكم روايته هنا عدم القبول لأنه عنعن.
    وبهذا يكون الحديث غير صحيح، والسند واه لما فيه من تدليس شديد ومركب.
    قال شيخنا أبو إسحاق الحويني حفظه الله تعالى و نفع به في كتابه النافلة في الأحاديث الموضوعة و الباطلة الحديث رقم39:
    "ضعيف .
    أخرجه الترمذي ( 2680) ، وأحمد ( 2/ 299) ، وابن أبي حاتم في (( تقدمة الجرح والتعديل )) ( ص 11- 12) ، وابن عدي في (( الكامل )) ( 1/ 101) ، والحاكم ( 1/ 90- 91 ) ، والبيهقي ( 1/ 386) ، والخطيب في (( تاريخ بغداد )) ( 5/ 306- 307) ( 6/ 376- 377) ( 13/ 17 ) من طرق عن سفيان بن عيينة ، عن ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة مرفوعاً به قال الترمذي : (( حديث حسن )) وقال الحاكم : (( صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه )) ووافقه الذهبي .
    قلت : كذا قال ! والسند ضعيف وذلك أن ابن جريج وأبا الزبير من المشهورين بالتدليس ولم يصرح أحدهما بتحديث في شيء من الطرق التي وقفت عليها قال الدارقطني : (( تجنب تدليس ابن جريح فإن تدليسه قبيح لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح )) ومعروف أن حكم حديث المدلس هو التضعيف إذا لم يصرح بالسماع من شيخه لاحتمال أنه أسقط رجلاً ضعيفاً بينه وبين شيخه وهذا القدر متفق عليه بَينَ علماء الحديث إلا من شذ ممن لا يعتد به ولذا فيتعجب من صنيع الشيخ المحدث العلامة أبي الأشبال أحمد بن محمد شاكر رحمه الله تعالى إذ قال في (( تحقيق المسند )) ( 15/ 135) ( إسناده صحيح ) !!" اهـ
    وضعف الحديث الشيخ ناصر رحمه الله تعالى في ضعيف ، المشكاة ( 246 ) ، التعليق على التنكيل ( 1 / 385 ) ، الضعيفة ( 4833 ) ، ضعيف الجامع الصغير ( 6448 ).
    وقول الترمذي هنا حديث حسن إنما هو على (اصطلاح المتقدمين).
    فهو قد يعني به المنكر أو الغريب كما هو الراجح هنا أو الحسن اللغوي أو غير ذلك لما هو معلوم من أن لفظ الحسن أوسع في إطلاق المتقدمين منه عند المتأخرين.
    وما أردت إلا التنبيه خشية اللبس أخي بارك الله فيك لأني رأيت عبارتك توهم أن الحديث مختلف فيه اختلافا محتملا.
    و الله أعلم.
    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

    شكر الله تنبيهك ونفع الله بك وبه ؛ كان هذا هو الأولى .. لكن كنت أنقل قول بعض العلماء - مع علمي بضعف الحديث وشهرة ضعفه -كما هو ولم ألتزم بالرد عليه لذا لم أكتب قول الترمذي عنه ولم أخرجه أصلا لاشتهار ضعفه كما سبق .. وقد ذكر الإمام الذهبي في السير الحديث وذكر طرقه ورواياته , كما أن الحديث لا يتعلق به حكم علمي ولا عملي - ولا يعني هذا عدم الإهتمام بمثل هذه الأحاديث دراسة وبيانا - .. فأغفلت الكلام عنه طلبا للإيجاز ولأنه أتى عرضا ولم يكن مقصودا لذاته .. فنفع الله بما نبهت عليه ودمت نافعا ..

    شكر الله لك ونفع الله بك ..
    """ محبرة الداعي """
    ** متوقف عن الكتابة من 30 / 8 / 1429هـ
    ريشة تقاوم أعاصير !
    http://me7barh.maktoobblog.com

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    في خير بلاد
    المشاركات
    111

    افتراضي رد: مجالس فقهية ( 5 ) الإمام مالك رحمه الله ..

    أحيل الإخوة الفضلاء والأخوات الفضليات إلى رابطين أحسب أن فيهما فائدة ..

    1 /

    http://www.islamqa.com/index.php?ref=81160&ln=ara

    2 /

    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=88457


    نفع الله بكم
    """ محبرة الداعي """
    ** متوقف عن الكتابة من 30 / 8 / 1429هـ
    ريشة تقاوم أعاصير !
    http://me7barh.maktoobblog.com

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •