بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي منَّ على العباد بنشر دينه , وسهل لهم طرق تعليمه , وأرشدهم إلى ما فيه خيرهم وفلاحهم في الدنيا والآخرة والصلاة والسلام على معلم الناس الخير وقائدهم إلى الجنان محمد بن عبدالله عليه وعلى آله أفضل صلاة وأزكى سلام .. أما بعد :

فهذه مجالس فقهية , نذكر فيها الحديث عن الفقه بأبسط عبارة وأوضح مقالة , اتخذت من سهولة الأسلوب طريقا ومن تذليل العلم لطالبيه سبيلا , لا أزعم أني أتيت به عن علم عندي ! كلا .. فما هذه إلا نتاج قراءة لهذا الفن ومقدماته ليس لي في ذلك إلا الجمع والإعداد والاختصار والإيجاز وقد اعتمدت على منهجين في هذا المجال , ولا يعني هذا الانقطاع لهما وعدم الخروج عنهما , لكن لا أكاد أخرج منهما وإن خرجت فخروج دون مسافة القصر !

وهما :

المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل وتخريجات الأصحاب

وكتاب المنهج الفقهي العام لعلماء الحنابلة ومصطلحاتهم في مؤلفاتهم

وعند الاختلاف فإني أثبت ما ذكره الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد في مدخله الممتع !

فأقول وبالله المستعان :

قبل أن أبدأ الحديث في الفقه وماهيته ومنزلته ونحو ذلك , أود أن أذكر بعض الكلام عن الكتابين المعتمدين :

عن المدخل :

هو من أجل ما كتب من المداخل في هذا العصر جمعا , وإتقانا , وتحليلا , وعمقا , ونظرا , وتفصيلا , تسنده المعرفة الواسعة , والفهم الصائب , والتتبع الدقيق لأعمال النظار والباحثين وتصرفاتهم وما وضعوه من كتب , وصنفوه من دراسات وبحوث ومؤلفات , فجاء كما يؤمل صاحبه جامعا للفوائد , مقيدا للشوارد , حافلا بالمسائل العلمية النادرة المستجادة , والاستنباطات الفقهية المؤيدة بأدلتها , والمطايبات المختلفة , واللطائف المتعددة المجانسة لها .

.... وفي هذا المدخل من الشمول والتنوع والتفصيل ما لا يدرك مثله !
.. جهد عظيم , وعمل جليل , وقدرة فائقة على التتبع والمراجعة , وسعة نظر , ودقة فهم : تلك هي سمات هذه المداخل الثمانية . أغْنَت بما جمعت , وأفادت بما وسعت , ووجهت بما صنعت , فلكأن صاحبها , وهو ينظمها نظما بديعا ويعدها هذا الإعداد الكامل المحكم وهو ماض في بحثه وتنقيبه , وضبطه وتحقيقه , وبذله وعطائه ؛ ليعيد على أسماعنا قول حسان :
إذا قال لم يترك مقالا لقائل = بملتقطات لا ترى بينها فصلا

كفى وشفى ما في النفوس فلم يدع = لذي أرب في القول جدّا ولا هزلا

هذا وإن الواقف على " المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد وتخريجات الأصحاب " للدكتور الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد ليعد الظفر بهذا الكتاب نعيما, والنظر فيه فتحا عظيما , كيف وهو في هذا العصر الركيزة في معرفة مذهب الإمام أحمد , الجامع لما تفرق في غيره من علوم وفوائد ... !

.. ومثل هذا التخريج الدقيق في المذاهب الفقهية قمين بالبلوغ بصاحبه إلى درجة الاجتهاد في هذا العصر , كما أنه كفيل بأن يكون له الأثر الكبير في اتساع الأنظار الاجتهادية وتنمية الثروة الفقهية في كل مذهب !

[ ثم قال عن المسائل التي تكلم فيها الشيخ ] .. وكل تلك مسائل مهمة تعمق الشيخ بكر درسها بكمال دين , وثبات يقين , وقوة فحص , وعميق نقد :

خدم العلى فخدمته وهي التي = لا تخدم الأقوام ما لم تُخدَم

أجزل الله مثوبته , وأتم عليه نعمته , جزاء من أحسن عملا وبذل نصحا !
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم !


وكتبه :

محمد الحبيب ابن الخوجة
الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي – جدة


***

2 / المنهج الفقهي العام لعلماء الحنابلة ومصطلحاتهم في مؤلفاتهم :

هذا الكتاب ألفه الأستاذ الدكتور عبدالملك بن عبدالله بن دهيش , لم يُقدم لهذا الكتاب سوى كاتبه فقال عن مُؤَلفه :

كتاب يشمل مختلف الموضوعات التي تخص المذهب الحنبلي فيما يتعلق بنشأة المذهب , وكيفية تطوره وانتشاره , والمراحل التي مر بها , وتراجم لأهم علماءه , ومجتهدي المذهب , والأعمال التي قاموا بها , مصدْرا ذلك كله بتراجم وافية عن الإمام أحمد بن حنبل صاحب المذهب كما عرفت المصطلحات الفقهية للمذهب , وعمل الأصحاب في تعدد الروايات عن الإمام .

واستعرضت أصول الفقه عند الحنابلة , ومنهج بعض الكتب الأصولية , ثم المنهج الفقهي العام للمذهب , ومناهج المؤلفين الحنابلة في كتبهم , بالإضافة إلى التعريف بهم فأوردت لهم تراجم شاملة قدر الإمكان , ثم أوردت مجموعة من كتب المذهب على أساس نوعها سواء أكان الكتاب متنا أو شرحا , أو تعليقا , أو نظما , ثم سردت غالب كتب المذهب في الفقه , وقد بلغت قرابة الثمانمائة كتاب !


نكتفي بهذا القدر وإلى مجلس قادم بإذن الله تعالى ..

ــــــــــــ


* على غير العادة فلم يكن هذا المعرف لكتابة الكتابات العلمية إنما لكتابة ما يرد على الخاطر والذهن من شوارد .. لكن لعل في الأمر خيرة .. فبدأت هذه السلسلة في كذا منتدى .. والله أسأل أن ييسر إتمامها وأن يعم بنفعها .. إنه على كل شيء قدير .