كسر المحابر وطي الصحائف...أم رقي المنابر؟؟؟!!!
بسم الله الرحمن الرحيم
وأصلي وأسلم على أشرف الخلق، وسيد الرسل محمد بن عبد الله القائم بأمر الله، وعلى آله
وصحبه وسلم تسليما كثيرا...
أما بعد: أيها الإخوة الكرام، فلقد كتبت منذ أيام على صفحات هذا المنتدى، أنوه بشرح المهلب بن أبي صفرة المري الأندلسي ت435هـ، للجامع الصحيح للإمام البخاري، و بالنسخة الصدفية من صحيح البخاري، وأحث همم القادرين على تصوير المخطوطين ، وقدَّرتُ يومئذ أنني ما إن أنتهي من كتابة تلك الكلمات، حتى أرى المخطوطين ماثلين بين عيني، وتحت يدي وكأن عفريتا من الجان، طار فجاء بهما من أقاصي العالم!!
بيد أن شيئا من ذلك لم يقع، وبقي ما كان على ما كان، والحمد لله رب العالمين...
وساءني موت الهمم في هذا العصر، وإعراض أكثر الخلق عن إغاثة الملهوف، وإسعاف المضطر، وإجابة السائل، وقلبت صفحات سيرة هذين الإمامين العظيمين: المهلب والصدفي، عسى أن أحْلَ بشيء من الرَّوح والأنس..
فألفيتُ المهلب بن أبي صفرة المري، جالسا على منبر التحديث والإفادة بالمرية، يسند الحديث الصحيح من الجامع الصحيح، وينصه نصا، ويمليه إملاء، وبين يديه الأقلام مشرعة، والأعين إليه ناظرة رامقة، قال ابن فرحون في الديباج:" وبالمهلب حيي صحيح البخاري بالأندلس,,,قال لأنه قرأه في أوليته تفقها".
يا لله ...محدثٌ أندلسيٌّ حافظ، يؤلف شرحا على أصح كتاب بعد كتاب الله، ويتعب فيه وينصب، ثم يجيء مَن بعده من الشارحين للبخاري يستفيدون منه كابن بطال وابن حجر والكرماني والقسطلاني والعيني، ويُعذر المهلب من نفسه لما نهض لشرح أعظم كتاب جمع مادته بشر، وشاد المهلب بذلك لبنة في صرح حضارة أمة ولود بالعطاء والخير، ثم بعد ذلك يضيع الشرح، ولا يُدرى أين هو؟ بل يقال إنه مطبوع على سبيل الظن والتخمين ، أفبعد هذا العقوق من عقوق؟؟
وألفيتُ الصدفي ابن سكرة، وقد وُصف بالإمام الرحالة الجوال، المسند الراوية قد عاد إلى الأندلس من رحلته المشرقية سنة490هـ، وتصدر في بلنسية والمرية ومرسية وغيرها للتسميع والرواية، وكان الرجل قد حمل معه من المشرق كتبا، لم يُدخلها غيره، ونوادر وأعلاقا لم تطأ أرض أندلس قبله، فجلس الحافظ الحجة للإفادة والتحديث والإجازة، واختلف إليه الفضلاء والكبراء والأمراء، وطلبه الرؤساء والنبلاء ،وتتلمذ عليه القاضي عياض فمن دونه...
وجَدَّ الصدفي في هذا الشأن ونصب، مواصلا الدأب، وكتب بيده نسخة من البخاري، إليها المنتهى في الضبط والإتقان، أسمع فيها، وقابل بها...بيد أنها ضاعت في بعض الأزمان، إلى وجدت في ليبيا، لا ندري أين توجد اليوم فيها، ولعلها في مكتبة لا يدري أصحابها قيمتها وخطرها؟؟
كتبتُ هذه الخواطر، وأنا في مرضة، فزادني ذلك مرضا إلى مرضي، وودت أن لو جاءتني بشرى سارة بالوقوف على إحدى الطلبتين.، فتكون أحد الدواءين..
ولقد تأملتُ الحلول التي قد تبدِّل العسر يسرا، فوجدتها على هذا النحو:
* نهيب بذوي الجاه العريض، والشفاعات المقبولة، والكلمة المسموعة، أن يتوسطوا عند المسؤولين في مركز الملك فيصل بالرياض لتصوير الكوكب الساري للمهلب بن أبي صفرة، ومنهم صاحب الصوت الندي، والنغم الشجي، مَن أسر القلوب إن هو قرأ، وأذهب العقول إن هو تلا وصلى وسبَّح، فضيلة الأستاذ الدكتور/ عبد الرحمن السديس..
* نقترح إنشاء مركز إغاثة الباحثين، المتطلبين للمخطوطات، توُقف عليه الأوقاف السخية، وترصد له أموال التبرعات الزكية، ويكون هيئة مستقلة أهلية، يناط بها مخاطبة الجهات الرسمية وغير الرسمية المعنية بالمخطوطات، لتسهيل حصول الباحث أيا كان هذا الباحث على غرضه المطلوب...
وذلك بلا شروط مسبقة ولا تكاليف مادية مرهقة...
*نقترح على الإخوة أعضاء هذا المنتدى وغيرهم ، الإدلاء برأيهم في هذا الموضوع ومناقشة ما ورد فيه من مقترحات وحلول.، والكتابة فيه..
* نقترح على إدارة هذا المنتدى التوسط لدى الجهات المعنية بالمخطوطات، ليحصل الباحث على ما أراد في أقل مدة، وبأيسر جهد، وإلا تفعل، كسرنا معاشر الباحثين المحابر والأقلام، وطوينا الصحائف، وخرجنا في الطرقات نجأر إلى الله بالدعاء، أن يجعل يومنا خيرا من أمسنا، وغدنا خيرا من يومنا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رد مع اقتباس
